قررت الدول الخليجية أمس الثلاثاء «التجاوب» مع قرار المملكة العربية السعودية سحب مراقبيها البالغ عددهم 52 مراقباً من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا بعد «تأكدها من استمرار نزيف الدم وقتل الأبرياء». وأفاد بيان للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن دول المجلس قررت «التجاوب» مع قرار المملكة سحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية إلى سوريا «مع التزامها بكل قرارات مجلس الجامعة حفاظا على وحدة الصف العربي رغم قناعة دول المجلس بضرورة أن يكون القرار الأخير أكثر قوة وأن يكون عاملا للضغط على النظام السوري كي يوقف القتل». وكان وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل أعلن مساء الأحد في الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب أن بلاده ستسحب مراقبيها «لعدم تنفيذ الحكومة السورية لأي من عناصر خطة الحل العربي». وتسلمت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية طلب دول مجلس التعاون الخليجي بسحب مراقبيها من بعثة الجامعة العربية بسورية. وبناء علي الطلب الخليجي كلفت الجامعة العربية رئيس بعثتها الفريق أحمد الدابي بعودة المراقبين التابعين لدول مجلس التعاون والبالغ عددهم اثنين وخمسين. من جهته قال كمال حسن علي مبعوث السودان لدى الجامعة العربية: إن دول الجامعة ستبحث أمس سحب بعثة المراقبين من سوريا بعد أن أعلن مجلس التعاون الخليجي سحب مراقبيه. وتابع أن اجتماع ممثلي الدول الأعضاء بالجامعة سيقرر مصير بعثة المراقبين وما إذا كانت ستستمر أو ستسحب. فيما طلب الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني اجتماعا مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من أجل الحصول على دعم مجلس الأمن الدولي للخطة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا. وأضافت أن العربي وبن جاسم الذي يرأس لجنة الجامعة العربية المعنية بسوريا بعثا رسالة إلى بان تتضمن تفاصيل خطة التوصل لحل سياسي من أجل انهاء العنف. وتطلب الرسالة عقد اجتماع مشترك بينهم في مقر الأممالمتحدة لإطلاع مجلس الأمن على التطورات والحصول على دعم المجلس لهذه الخطة. من جهة أخرى اتهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس بعض البلدان العربية بدون أن يسميها بالتآمر على بلاده لتدويل الأزمة التي تمر بها. وقال المعلم في مؤتمر صحفي في رد على قرار مجلس الجامعة العربية الذي عقد للبحث بتقرير بعثة المراقبين العرب: «عندما استلمنهذا التقرير الجمعة الماضي استنتجنا بأن ما تضمنه لن يرضي بعض العرب الذين ينفذون مراحل المخطط الذي اتفقوا عليه في الخارج ضد سوريا». واتهم الدول العربية بمحاولة انتهاك السيادة السورية، لكنه أكد أن «سورية جبل لا تهزه ريح». وقال المعلم: إن سوريا ستجري استفتاء شعبيًا على دستور جديد خلال أسبوع أو أكثر قليلا ضمن إصلاحات تعهد بها الرئيس بشار الأسد. وأكد أن «من واجب الحكومة السورية أن تتخذ ما تراه مناسبًا لمعالجة هؤلاء المسلحين الذين يعيثون فسادًا في بعض المناطق»، مشددا على أن «الحكومة السورية ستتعامل بحزم مع المجموعات الإرهابية المسلحة». وعلى الصعيد الميداني, اقتحمت قوات عسكرية سورية مناطق في محافظة حماة أمس الثلاثاء وسط إطلاق نار من رشاشات ثقيلة ومتوسطة, فيما هدمت قوات الأمن منازل للمدنيين في حمص, حسبما ذكر ناشطون سوريون. وقال ناشط من لجان التنسيق المحلية طلب تعريفه باسم عبد الله فقط: إن دبابات الجيش سيطرت على مداخل المدينة وسط انقطاع كامل لوسائل الاتصال. وأضاف أن الناس يحاولون الهروب من المناطق المستهدفة إلا أن الجيش أقام نقاط تفتيش لمنع أي شخص من مغادرة المدينة. وفي مدينة حمص, قال نشطاء معارضون: إن قوات الأمن الموالية للرئيس بشار الأسد هدمت عدة منازل للمدنيين.