كان منظرا معتادا بالنسبة لي لكني شعرت بألم شديد كأحد ابناء الاعلام الرياضي السعودي بل أعترف أني وصلت لأولى مراحل اليأس من وجود قاعدة اعلامية ناقدة حقيقية تعتمد على المنطق والشجاعة لا التماهي والثرثرة.!! مقدم الاستديو، رجاء الله السلمي، يسأل المحلل الفني عبد الرزاق ابو دواود عن تعليقه للقطة لمس مدافع الاهلي للكرة قبل دخولها المرمى بعد تسديدة المحياني ... عبد الرزاق يهرب ليقول إن اللقطة غير واضحة .. المخرج يعيدها من زاوية توضح لمسة اليد .. عبد الرزاق يصر أنها غير واضحة -رغم لبسه للنظارة الطبية- ويتهرب عن الاجابة .. المحلل الآخر عادل البطي يعطي رأيه بكل وضوح وثقة بل يزيد بأدب ننتظر رأي المحلل التحكيمي علي المطلق..!! صورة عبد الرزاق ابو داوود وهو بالمناسبة رجل خلوق وزميل حالي عزيز هي تجسيد حقيقي لصور أخرى كثيرة ومتعددة بكل القنوات ووسائل الاعلام السعودية فمن النادر أن تجد ناقدا حقيقيا يستطيع الحديث بكل حرية -عددهم قليل- ولذلك تجد أن ما يحدث تحت الهواء واثناء الفواصل يختلف جذريا عن ما يتم تقديمه للمشاهد والمتلقي الغلبان المخدوع على أمره ..!! من خلال خبرة شخصية اجزم بأن عشرات الجبناء هم الآن من يمتطي صهوة النقد الاعلامي يحملون رايات الاندية ويسيسون المواقف كما يريدون مدعومين بالرسائل الجوالية التي لا تنقطع طوال ظهورهم بالبرامج او بالمشورة والرأي عند كتابة المادة التحريرية للصحف..!! لا أعرف لماذا يخافون أو ممن ..؟؟ لكني متأكد أنهم نتاج ثقافة زمنية ممتدة تتوزع من جيل لآخر بشكل تلقائي وإلا ما لذي يمنع أن يجاهر الناقد برأية المستقل الحر بكل شجاعة وبشخصية واثقة وفق دلائل تدعمه وتدحض كل من يريد اقصاء رأيه؟؟ هناك من يخاف من خسارة العلاقات الشخصية مع المسؤولين ..!! وهناك من يخاف أن يخسر شريحة من الجماهير..! وهناك من يحمل شخصية مهترئة وليس لديه أدنى مقومات الناقد الحقيقي لكنه وجد نفسه فجأة بين أحضان وسائل الإعلام..!! وهناك من يتخذ من النقد الرياضي مجالاً لأكل العيش مرددا (مالي ومال المشاكل) ..!! أعرف ويعرف زملائي بالمهنة أن هناك حربا وتسولا وجلبا للواسطات من قبل بعض من يظهرون بوسائل الإعلام المختلفة لكي يظهروا ويقتلوا متعة النقد الحقيقي بآراء سطحية وبهرجة كلامية معيبة لا ترتقي أبدا لذائقة الجمهور ..!! وأعرف تماما أن الواسطات تصل احيانا لشخصيات كبيرة ونافذة وإلا كيف يتحول اداريو بعض الاندية أو مراسلين عاديين جدا الى نقاد ومتخصصين وهم حتى ترتيب الكلام لا يجيدونه، بل لا يفرقون بين رعاية الشباب واتحاد الكرة ومهامهما ولا يمكن ان يستغنوا عن المدد من خلال رسائل الجوال وكأنهم ارجوازت..! نعم لدينا إعلاميين مستقلين بآرائهم وقوة شخصياتهم وهؤلاء هم من يكسب رهان قلوب المتابعين حتى وإن لم يتفقوا معهم لكن السؤال الكبير : أين هؤلاء المستقلون ولماذا يتم إقصاؤهم عن المشهد واستبدالهم باراجوزات مملة وجبانة لاتحمل أي تخصص او معلومات او حتى قدرة على التحدث بلغة مفهومة..!! الجواب : المخرج عاوز كده..!! قبل الطبع : بعض الناس عظماء لأن المحيطين بهم صغار..!