• نقرأ ونكتب ويتردد على مسامعنا عبارة ناقد أو محلل رياضي دون أن نعرف حقيقة هذا المسمى، والسبب أننا منحنا أنفسنا حق الوصاية على المسميات، وأصبحنا نوزعها هنا وهناك دون وجود ضوابط ومعايير حتى باتت مهنة من لا مهنتة له في وسطنا الرياضي. • القنوات الفضائية لها هذا الإسقاط بعدما شرعت أبوابها لهؤلاء الذين لا ماضي مجيد ولا حاضر وليد يكسبهم حق النقد، ومع ذلك تجدهم منتشرين في وسائل الإعلام المختلفة. ينظرون ويحللون من أبراج عاجيه دون الاكتراث بما يقولون. • هؤلاء فشلوا في تحقيق انجازات ترضي غرورهم مماجعلهم يتسلقون المنبر الإعلامي من أجل الظهور، إلا أن ذلك زادهم خبالا. • فالناقد والمحلل عندما ينتقد فلابد أن يقدم من السباب ما يقنع به المتلقي، فالناقد الذي لا يحترم عقول المتابعين له ولايحترم ثقافتهم ووعيهم لا يستحق الانصات إليه. • حتى لا يكون الرأي تسفيه لجهود وإنجازات الآخرين، فعلى الناقد أن يطرح اراءه مستندا على جملة من الايضاحات والمحاور وأساليب التقييم التي تجعل من رأيه ثاقبا. • فالصراحة والشفافية لم تعد قادرة على تمرير الآراء الركيكة بعدما تحولت إلى عبارات مطاطية اعتاد البعض على إذابتها واستخدمها في شخصنة المواقف. • للأسف هذه النوعية من النقاد هناك من يدعمها ويصفق لها ويفتح الأبواب ويفرش الورد في طريقهم من أجل أن يقولوا كلمتين تلقي برياضتنا في غيابة التعصب. • لو فندنا ما أقدم عليه جاسم الحربي مثلا (مع احترامنا لشخصه) اتجاه أسطورة الكرة السعودية ماجد عبد الله، فإننا نخرج بقناعة واضحة بأن ما فقده الحربي من نجومية الملاعب بحث عنها على اكتاف ماجد عبد الله بمفردات اترفع بقلمي عن كتابتها. • طالما نتحدث عن المحللين فلا يمنع أن نتطرق للدكتور مدني رحيمي، فهو صاحب آراء مرنة يشعرك بأنها تختلف باختلاف المواقف والمسافة التي تفصل الدكتور عن القرار بالنادي. • فنحن عرفنا الدكتور مدني مديرا للكرة بنادي الاتحاد في فترات معينة ارتبطت بوجود أسماء انتهت فترة تواجده برحيل تلك الأسماء، ولم يعد الشارع الاتحادي يذكر لرحيمي إلا برمي الكراسي و«أشياء أخرى». • ومقارنة بأسماء أخرى عملت مع مدني رحيمي، وهناك من عمل بعده أمثال منصور البلوي ومحمد بن داخل فقد تركت بصمة في تاريخ الاتحاد، حتى حمد الصنيع عمل في لجان اتحاد الكرة. إلا أن الدكتور مدني رحيمي الذي نحفظ له مكانته لم ينجح في بلورة آرائه وانتقاداته إلى عمل واقعي ملموس يخدم به الرياضة السعودية، وانما تفرغ للانتقادات بهدف الانتقاد على طريقة «خشوني ولا تنسوني». • وقفة • فانتقادات رحيمي لابن داخل لم نوجهها لإدارة المرزوقي عندما كان عضوا في اللجنة الفنية، وكذلك نيل جاسم الحربي من ماجد عبد الله والمساس ومن خدمته لوطنه لن يجروء على تكرارها مع سامي الجابر إذا المسألة مرتبطة بالمواقف والميول.