الإعلام رسالة سامية وأمانة قلم يسأل عنها صاحبها أمام الله يوم الحساب، وبالتالي فإن هذه الأمانة تحتم على صاحبها أن يكون أميناً فيما يكتب أو ينتقد، وللأسف في الفترة الأخيرة أصبح النقد صنعة لمن ليس لهم عمل والغريب أن من ينتقد يتغير رأيه بين ليلة وضحاها، وزاد الأمر سوءاً أن بعض الإعلاميين ومن يطلقون على أنفسهم نقاداً يهاجمون أحياناً بأمور شخصية تحت بند النقد، ولعل ما حدث في الأيام الأخيرة من توجه الانتقاد من بعض الإعلاميين أو النقاد نحو حارس الأهلي الخلوق ياسر المسيليم بسبب خطأ وقع فيه في مباراة الفتح وهو خطأ اعترف به المسيليم بكل شجاعة بعد المباراة وليس عيباً أن يخطئ المسيليم أو أي لاعب لأن اللاعب في النهاية بشر يخطئ ويصيب، واستغله بعض الكتاب لتوجيه انتقادات تجاوزت حدود النقد إلى حدود الهجوم الشخصي، والحقيقة أن أي لاعب لا يغضب من النقد الهادف الذي يفيده ويصحح أخطاءه أما أن يصل الأمر إلى حدود الإساءة أو التجريح للاعبين وما قام به البعض من توجيه انتقادات غير مبررة نحو الحارس ياسر المسيليم لم يكن أمراً مقبولاً، فالحارس المسيليم اعترف بخطئه وبشجاعة وإذا كان المسيليم أخطأ فلا يجب أن نعلق له المشانق هو أو أي لاعب آخر، وإذا كان ياسر المسيليم أخطأ فإنه أنقذ الأهلي في مباريات عديدة وكان خلف تحقيق الأهلي لكأس الأبطال أمام الاتحاد بتألقه في ضربات الترجيح وتألقه في مباريات عديدة ولعل اختياره إلى المنتخب السعودي رسالة لنقاد الغفلة أصحاب الآراء المتلونة ومن ينتقدون حسب اتجاه الريح .. إن الجميع يحترم الإعلامي الذي ينتقد بتوازن ولا يدخل في انتقاده الأمور الشخصية، وأعتقد أن غالبية من يسمون نقاد آراؤهم متقلبة مرة يهاجمون اللاعبين ويتهمونهم بأنهم بدون ولاء وروح وأنهم لا يستحقون أن يلعبوا كرة قدم، وبعد تحقيق اللاعبين أنفسهم لأي بطولة تجد آراءهم تتغير مئة في المئة، وهذا قمة التناقض ولا أعرف كيف يواجه هؤلاء الناس وهم تتغير آراؤهم بين ليلة وضحاها، وأعتقد أن من يستحق أن يحصل على لقب ناقد هم قلة في إعلامنا، ومرة أخرى أقول للمسيليم لا ترد على نقاد الألوان وردك يكون بتألقك حتى وإن أخطأت.