تعد قطع كنز ثاج الذهبي بجماله وتفرده عامل جذب لزوار (معرض روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور)، الذي سيفتح لاحقاً في محطته الرابعة في متحف اليرقمن في برلين. ويظهر الكنز الذي من المتوقع أن يقف الزوار أمامه طويلاً، ازدهار حضارة مملكة الجرهاء في المنطقة الشرقية خلال النصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد. فقد نشأت ممالك عدة في أجزاء كثيرة من الجزيرة العربية، اصطلح على تسميتها بالممالك العربية الوسيطة، ومنها مملكة الجرهاء في الجزء الشرقي من البلاد، حيث كان الجرهائيون وسطاء التجارة بين السبئيين والهنود وبلاد الرافدين والغرب اليوناني، وكانت عاصمتهم التي توجد اليوم في موقع ثاج الأثري السوق الرئيسة في شرقي الجزيرة العربية. وتتضمن القطع الأثرية المشاركة في المعرض و البالغ عددها (400) قطعة في معرض روائع الآثار في برلين، قطعا من الكنز الذهبي من موقع ثاج الأثري تعود للنصف الثاني من الألف الأول قبل الميلاد. وقد عثر على هذا الكنز فريق من علماء الآثار السعوديين عام 1998م، من خلال اكتشاف حجرة دفن عثروا بداخلها على قناع من الذهب ولآلئ وأساور وقفاز وعقد وتلبيسات من الذهب. وتشمل المعروضات من كنز ثاج الذهبي، قناعاً من الذهب يبلغ طوله (17.5) سنتيمتر، وهو يمثل وجهاً بسيط الملامح لفتاة صغيرة تضع في أعلى الرأس ثلاث عُصابات من الذهب. وتتضمن القطع المعروضة من الكنز، عقدين من الذهب مزينين بالياقوت واللآلئ والفيروز، ولأحدهما نوط يتدلي منه حجر جزع يمثل وجهاً، ويبلغ طوله (38.5) سنتيمتر، إضافة إلى عقد يتألف من ثماني عشرة حبة لؤلؤ من الذهب، إضافة إلى عقد ثالث طوله (22.5) سنتيمتر. كما يشمل الكنز الذهبي تلبيسات من الذهب، ويبلغ قطر التلبيسة الواحدة (3.5) سنتيمتر، إضافة إلى قفاز من الذهب طوله (15) سنتيمتراً ، وسواران من الذهب المصمط، وخاتمين من الذهب مرصعين بياقوت أحمر محفور، ويظهر على إحداهما جانب من وجه شخص يعتمر خوذة، إضافة إلى قرطين من الذهب. وتتضمن القطع المعروضة أيضاَ، أربعة منحوتات صغيرة لامرأة مصنوعة بأسلوب كلاسيكي تشكل أقدام السرير الخشبي، والمغطى بغلاف من الرصاص والبرونز، علاوة على حلي ضمن كنز ثاج الذهبي،ويشير هذا الكنز الذهبي المميز إلى قوة اقتصاد مملكة الجرهاء وثرائها.