بعد تقديم تقريرهم إلى لجنة المتابعة العربية الوزارية المهتمة بالوضع في سوريا، طلب رئيس بعثة المراقبين العرب من اللجنة الوزارية العربية أن تصدر بياناً متوازناً غير منحازٍ للمتظاهرين ولا للنظام السوري حفاظاً على أرواح المراقبين!! طلب غريب يضاف إلى إبداعات المراقبين العرب الذين يبتدع رئيسهم كل يوم أسلوباً جديداً في مهام المراقبة. فالطلب بكل وضوح يطلب من جامعة الدول العربية أن تصدر بياناً يساوي بين الضحية والجلاد! المراقبون العرب ذهبوا إلى سوريا لحماية المتظاهرين بتسجيل انتهاكات النظام في قتل المتظاهرين والتحقق من ادعاء النظام بوجود جماعات إرهابية تقود المتظاهرين، والمراقبون وبعد تعطيل من قبل النظام السوري وصلوا إلى الأراضي السورية وشاهدوا بأم أعينهم ما يتعرض له المتظاهرون العزل، وكيف فتكت الدبابات والقذائف بالمدنيين الذين ارتفعت أعداد قتلاهم، وكيف كانت المدن السورية، حمص ودرعا وأدلب ودير الزور محاصرة، رغم حرصهم على تسجيل كل ما يشاهدوه عبر (كاميرات جوالاتهم)! وهذه أيضاً اختراع وبدعة تسجل للمراقبين العرب الذين وصلوا لأداء مهمتهم دون معدات ولا أجهزة فاستعانوا ب(الجوالات)! المهم رغم كل ذلك لم يجد المراقبون جماعات مسلحة تقتل السوريين غير الأجهزة الأمنية للنظام وقوات الجيش، وحتى الجيش السوري الحر المكون من المنشقين من الجيش السوري الرسمي أوقفوا عملياتهم في حماية المتظاهرين بعد وصول المراقبين العرب، ومع هذا يطالب رئيس بعثة المراقبين بتقرير عربي متوازن..!! كيف يكون التقرير متوازناً؟! هل يتم تجاهل تجاوزات النظام السوري وعدم ذكر ما تم من عمليات قتل ومداهمة للبيوت والمدن؟ وعدم ذكر أرقام القتلى؟ أم يتم اختلاق عمليات لجماعات مسلحة لا وجود لها إلا في إعلام النظام السوري، من أجل حماية المراقبين حتى لا يتعرضون للقتل هم كذلك؟! هل الطلب الغريب هذا يؤكد أن المراقبين العرب أصبحوا رهائن لدى النظام السوري وحتى ينعموا بالسلامة فعلى جامعة الدول العربية إصدار بيان متوازن يعلق الوضع ويمنح وقتاً إضافياً للنظام ليمارس مزيداً من القتل للسوريين المتظاهرين..؟!!