نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن محللين ماليين : إن المملكة قد تبرز كعامل مساعد أساسي في تحفيز رغبة المستثمرين الأجانب للاستثمار في الشرق الأوسط إذا أقدمت على فتح سوق الأسهم أمامهم، وذكرت الجريدة أن من المرجح أن تلقي الشكوك حول تعافي الاقتصاد العالمي والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بظلالها على أسواق الأسهم الإقليمية خلال عام 2012، فخلال العام الماضي فقدت أسواق الأسهم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من 100 مليار دولارا، أو 10% من قيمتها، وذلك بعد أن تسببت أحداث المنطقة وكذلك أزمة الديون الأوروبية وبطء تعافي الاقتصاد الأمريكي في إثارة قلق المستثمرين، وفقا للبيانات التي أوردها موقع (zawya.com) الإلكتروني. وأضافت الصحيفة :أكثر الدول تأثرا هي مصر التي كانت مفضلة لدى المستثمرين الأجانب، فقد فقدت سوق أسهمها أكثر من 40% من قيمتها بسبب قلق المستثمرين إزاء الاضطرابات السياسية وتعثر الاقتصاد بعد الإطاحة بالرئيس مبارك. و تابعت (الوول ستريت جورنال): كانت أسواق دول مجلس التعاون الخليجي أقل الأسواق تأثرا حيث أن المنطقة قد كانت بدرجة كبيرة في مأمن من القلاقل التي خلفها الربيع العربي، هذا بالإضافة لبرامج الإنفاق الحكومية الهائلة في هذه الدول والتي أسهمت في دعم أسعار الأسهم. وأشارت إلى أنه يتوقع أن يستمر الإنفاق الحكومي في دعم أسواق الأسهم في الدول الخليجية خلال عام 2012، وذلك بالرغم من أن النمو الاقتصادي قد يتباطأ قليلا في ظل انخفاض أسعار وإنتاج النفط خلال عام 2011. وأردفت (الوول ستريت جورنال) : رجح بنك إي أف جي هيرمس أن تتفوق أسواق الأسهم الخليجية خلال عام 2012 على الأسواق العالمية الناشئة، وذلك في ظل التقييم الإيجابي الجاذب وفي ظل إبداء المؤسسات الأجنبية لقدر من الرغبة في شراء أسهم بعض الأسواق الخليجية. وقالت : كل المؤسسات الاستثمارية الأجنبية تقريبا تتمنى الاستثمار في السعودية، التي تتمتع بأكبر اقتصاد في المنطقة والتي توجد بها بعض أكبر شركات البتروكيماويات في العالم، مشيرة إلى أن السعودية حاليا تتيح للمستثمرين الأجانب فرصا محدودة للاستثمار في أسواقها من خلال تبادل الأسهم وصناديق النقد المتداولة. ونقلت عن كمران بت، رئيس أبحاث الأسهم المصرفية الخاصة في الشرق الأوسط بمؤسسة كريديت سويس قوله: لدى السعودية أكبر سوق للمال في المنطقة، وأي قدر إضافي من فتح تلك السوق يمكن أن يسفرن استثمارات أجنبية هائلة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تفصح عنها القول إن السعودية تخطط لإتاحة فرص مباشرة، لكنها محدودة، للمستثمرين الأجانب المؤهلين، لامتلاك أسهم في سوقها، لكنها حتى الآن لم تقرر بالتحديد متى وكيف سيتم فتح تلك السوق. وأشارت الصحيفة إلى أن أسواق الأسهم في دول الخليج بحاجة لمثل هذه الدفعة لتجديد رغبة المستثمرين في المنطقة برغم توفر فرص جيدة لنمو الأرباح في كثير من الشركات في المنطقة. وأضافت: في العام الماضي تقلص العدد الكلي للأسهم في المنطقة بعد فشل سوقي قطر والإمارات في التأهل للإنضمام لقائمة مؤشر الأسواق الناشئة التي تعدها شركة أم أس سي آي، كذلك فإن المخاطر السياسية تضع قيودا أمام الأسواق التي أصبحت معرضة لآثار أية توترات سياسية مع إيران، لكن هذه الآثار لن تقتصر على أسواق الشرق الأوسط، بل ستمتد إلى الأسواق في مختلف أنحاء العالم .