أحسست بصفعة موجعة عندما كان الدكتور أحمد سعد الشريف يؤكد خلال ورقة قدمها في اليوم الأول لمؤتمر دبي الدولي الرياضي السادس أن الإمارات وقطر حاليا في المنطقة العربية فقط هما الأكثر تطورا في كل شيء يخص الرياضة وبخاصة كرة القدم من حيث المنشآت والتنظيم وتحديد المسؤوليات والبناء الاحترافي الحقيقي مستدلا بأرقام وإحصاءات لاتقبل الشك..!! حقيقة لا يمكن ان أناقش حول هذا الأمر إطلاقا لأن ذهنيتنا التطويرية تتوقف عند حاجز الفوز ببطولة أو مباراة وهو مقياس التطور عندنا، أما باقي الأشياء الرئيسية فهي في عداد الموت الرياضي فلا ملاعب ولا بنية احترافية وقبل ذلك لا إرادة تصنع الفارق كما حدث في الإمارات وقطر..! كلام الشريف حقيقي لأنه يتكلم بشفافية بأرقام واضحة وأمام مسؤولي الأندية الحاضرين وهو يتباهى بأن الدعم الحكومي للأندية انخفض من عام 2006م 50% وباتت الفرق الإماراتية تسوق منتج كرة القدم ليرتفع مدخول رابطة كرة القدم الإماراتية (الهيئة) من 2 مليون دولار إلى 32 مليون دولار حالياً..! استعان الاماراتيون والقطريون بالإرادة وتسلحوا بالخبرات الاجنبية وصمموا على النجاح ففعلوا ذلك ولازالوا يفعلون بينما أنا وكثير مثلي وصلنا لمرحلة من الإحباط فلا نعرف هل نختلف عن غيرنا في شيء.. ولماذا نختلف؟؟ دائما أعزي نفسي بالتأكيد على أن الرياضة السعودية ليست ذات أولوية مثل باقي الأولويات الحكومية ولذلك فإن التعاطي معها يبقى حبيس دائرة الترويح عن الشباب وإشباع غرائزهم التنافسية، ولذلك أفرح عندما تعلن هيئة دوري المحترفين بأن زي جالبي الكرات سيتوحد لأن ذلك انجاز كبير في ظل هروب الإرادة التطويرية..!! يمكننا أن نحقق البطولات بالجهد أو الحظ او أخطاء الآخرين وحتى بالاحتجاج لكن لا يمكننا أن نرسم معالم حقيقية لمعنى الرياضة والكرة بسبب سوء الإدارة الرياضية وغياب التخطيط الشامل والأهم تشابك خيوط اللعبة الإدارية حتى بتنا نشاهد الفريق نفسه في كافة المؤسسات الرياضية ولهذا فالفشل متشابه في كل مكان وبيننا وبينكم الأرقام والإحصاءات والمقارنات..!! بصراحة نحتاج لمصارحة أنفسنا في الوسط الرياضي فإن كان الوضع الحالي يتماشى مع الواقع المالي والخططي فسنرتاح من عناء النقد ونهرب بعيدا عن المعاقبة بعد إقرار ملاحقة الناقدين، أما إن كان الوضع لا يتزامن مع منطق المتوفر فيحق لي ولغيري من أبناء الوطن ومحبيه والخائفين عليه أن يقول وبصوت عال: لماذا نحن نختلف عن الآخرين؟؟ أقسم بالله أنني أكتب بحرقة وألم فظيع لأني أدرك - من واقع قراءة مستقبلية - ان الوضع الحالي سيرمي بالرياضة السعودية للوراء على صعيد تنامي الشعبية وهي مقياس نجاح التخطيط الإداري والفني..!! سأعطيكم مثلا بسيطا ولكم الحكم وسأرضى بحكمكم أيا كان اتجاهه: هل يعقل ألا نعرف - حتى الآن - واقع المرحلة القادمة بعد نهاية مدة أعضاء مجلس الاتحاد الحالي؟؟ تخيلوا ان اتحادنا الموقر حائر بوضع أنظمة انتخابية قادمة وكأنه اتحاد من كوكب المريخ وليس مثل خلق الله والمهم: من سيضع تلك الأنظمة؟؟ والله تعبت وأنا أكتب وأناضل من أجل تغيير الدماء وجلب الخبرات، بل مللت وعزائي أنني محب للوطن ومحب أيضا لمسؤولي الرياضة إذ أكتب ما أعتقد أنه لصالح التطوير فلا ناقة لي ولا جمل في أي شيء وأفتخر بذلك كثيراً..!! فقط فهمونا.. هل لديكم نية للتطوير ومسايرة جيراننا أم نكتفي بترديد.. الله الله يا منتخبنا مع طلال سلامة كما كنا منذ عام 1984م.. فقط فهمونا كي لانتعب ونتعبكم معنا..!! قبل الطبع: لا أحد يستطيع إهانتك إلا إذا أعنته على ذلك..!!