يصادف الإنسان أثناء تنقلاته أشياء ملفتة للنظر تجذبه لتقصي حقائقها ومعرفة كل ما يتعلق بها، إلا انه لا يدور في خلد إنسان ان يجد مقبرة انتهكت حرمتها بشكل واضح دون تدخل من أحد حتى الجهات المسؤولة عن ذلك,, كيف سيكون شعور إنسان وهو يرى مقبرة قد تحولت إلى مرمى للنفايات أو لملعب كرة قدم أو لاستراحة لتنزه الشباب او لمكان تشليح سيارات أو مكان لاقامة بسطات الباعة المتجولين او لمواقف سيارات او لمرعى ماشية، وهذا ما حدث بالفعل لمقبرة بحرةجازان . الجزيرة لإلقاء مزيد من الضوء على هذه المقبرة وما يتعلق بها التقت ببعض سكان قرية بحرة وخرجت منهم بالآتي, مرمى ومرتع للأغنام التقينا اولا بالمواطن الأستاذ عبده زعقان الذي قال: إنك ترى ان المقبرة لا يوجد عليها سور لحمايتها ومن الطبيعي ان تتحول لما تراه,, فها أنت ذا ترى ما حل بها مما لم يخطر ببال فهي تحولت من مقبرة إلى ملعب لكرة القدم يلعب به الأطفال والشباب دون رادع، وكما ترى هناك بعض الباعة المتجولين قد اتخذوها مكانا لعرض بضائعهم لبيعها وهناك أيضا بعض رعاة الأغنام جعلوها مكانا لرعي اغنامهم والبلدية بدلا من تسويرها جعلت منها مرمى للنفايات والبعض اتخذ منها ورشة لتشليح السيارات,, فأين كرامة الموتى وأين حرمة المقبرة؟,. ولو كان يوجد على المقبرة سور لما وجد كل هذا العبث إلا انه وللأسف لم ولن يوجد بالرغم من اننا قدمنا الطلبات تباعا لإقامة سور حولها يحيطها مما هي فيه ولكن لم يحدث ان سورت ولا ندري ماذا نفعل حيال ذلك خاصة ونحن نرى حرمة موتانا تنتهك ونرى قبورهم تداس بالأقدام,, ولاشك اننا نتعذب لمرأى ذلك ولكن ماذا نفعل وماذا نستطيع عمله طالما ان الجهات المعنية لم تحرك ساكنا؟!. حرمة المقابر أما المواطن جبران مشاري فقال: انه لمن المعروف ان المقابر لها حرمة عظيمة وما نراه هنا هو انتهاك لهذه الحرمة فهل رأيت مقبرة تتحول إلى ما تحولت إليه هذه المقبرة؟ فهي كما ترى لا تعرف ما هي بالضبط هل هي مقبرة أم مرعى للأغنام أم هي ملعب كرة قدم أم هي موقف سيارات أم حديقة للتنزه أم مرمى نفايات أم محل بسطات للباعة المتجولين أم هي مقبرة لها حرمتها؟,,ولم نعد نعلم ما هي بالضبط وما خصصت له هذه المساحة من الأرض فهل هذا يرضي الله ورسوله وهل هذا عمل إنساني حضاري ولكن يا أخي إذا كانت الجهات ذات العلاقة لم تقم بأي عمل تجاه ذلك فماذا نفعل نحن الأفراد؟,, لماذا لا يوضع سور حتى يحمي المقبرة من عبث العابثين؟ والأدهى والأمر ان سيارات البلدية ترمي النفايات في المقبرة وانظر بنفسك لحجم هذه المصيبة قبور تداس بالأقدام وإطارات السيارات، نفايات ترمى عليها بلا حياء هل هذه هي طريق الآخرة التي كان لها شأن عظيم عند الأوائل تصبح هكذا مهانة بمن فيها,, سبحان الله اللهم إني اسألك اللطف,. يا أخي ان ما يحدث هنا شيء يعجز اللسان عن وصف خطره وخبثه انظر إلى ذلك الركن قد تحول لمكان تشليح سيارات فأين الدين؟ أين حرمة الموتى؟ أين احترام كرامة الإنسان الميت؟,, يقول عليه الصلاة والسلام في حديث ما معناه إكرام الميت دفنه ، وكان عليه الصلاة والسلام يقصد بقوله هذا هو حماية جثمان الإنسان من الرعي وحماية رفاته ثم حماية لبقية الأحياء مما يصبح عليه الميت بعد موته فهل روعي هذا في هذه المقبرة,. أخيرا أشكر جريدة الجزيرة موقفها هذا معنا لايصال صوتنا للمسؤولين حتى يساعدونا على حفظ كرامة موتانا الذين نعجز نحن العامة عن ذلك لقلة حيلتنا، فشكرا جزيلا لجريدة الجزيرة ولأسرة تحريرها الذين تعودنا منهم دائما تلمس مشاكل المواطنين وايصال اصواتهم للمسؤولين.