تنتشر في أحياء وضواحي مكة بعض المقابر المهملة مما جعلها عرضة لانتهاك حرمتها وتحول بعضها إلى مأوى للحيوانات الضالة أو مرمى للنفايات ومخلفات البناء، ومن بينها مقبرة الناصرية بمخطط الفيحاء، ومقبرة الهنداوية التي انهارت جدرانها، وبقيت على حالها دون تحرك من أجل إعادة ترميمها، وانتهاء بثلاث مقابر بحي المنصور يستغلها بعض مالكي الورش كمخزن لتخزين معدات الصيانة. في البداية قال المواطن فوزي السيد إن مقبرة الناصرية من المقابر القديمة على طريق الفيحاء الرابط بالجموم وقد وضع فاعل خير لوحة تشير إلى ذلك لتنبيه المارة بأنها مقبرة وبعدها قام أحد الإخوة بوضع أسلاك شائكة ومع مرور الوقت أصبحت السيارات تسير من فوقها لجهل المارة بأنها مقبرة. ويضيف المواطن محمد الصبحي من سكان حي الهنداوية أن المقبرة الموجودة في الحي من أقدم المقابر لكنها تعاني تجاهل أمانة العاصمة المقدسة، ودفع ذلك السكان لتقديم شكوى لدى مكتب جمعية حقوق الإنسان بمكة الذين قاموا مشكورين بالوقوف على المقبرة والرفع بخصوصها تجاه الجهات المعنية وقبل فترة شرعت الأمانة بتسويرها لكن المشروع توقف فجاة دون أن نعلم أسباب ذلك. ويقوق المواطن أحمد محمد برناوي من سكان المنصور ان المقابر الثلاث بالحي لا تحظى بمراقبة دورية وقبل فترة فتح بعض عمال الورش الميكانيكية الذين يعملون بجوارها احداها ووضعوا معداتهم فيها خاصة في أوقات المواسم مثل الحج. وطالب بضرورة تكثيف جولات أمانة العاصمة المقدسة من أجل الحفاظ على تلك المقابر كي لا تنتهك حرمتها. من جهته قال الدكتور أحمد بناني أستاذ كلية الدعوة قسم عقيدة بجامعة أم القرى سابقا ان الرسول صلى الله عليه وسلم بين أن حرمة المسلم ميتا كحرمته حيا ولذلك تعامل المسلمين مع مقابرهم على مدى التاريخ باحترام من خلال صيانتها وتسويرها والاهتمام بها حفاظا عليها من العبث ودخول الحيوانات لها وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم بأن الرجل يجلس على جمرة من نار تحرق ثيابه حتى تخلط إلى جلده خير له من أن يجلس على قبر، وواجبنا تجاهها الحفاظ عليها. واضاف: لا يجوز التعدي على المقابر إلا في حالات الضرورة القصوى مثل أن تكون في مجرى سيل ويخشى بان يكشف الرفات أو كأن تكون في مكان فيه نجاسات أو حيوانات يمكن ان تنتهك حرمة الموتى وعند ذلك تنقل الرفات إلى أماكن أخرى للمحافظة عليها امتثالا لقول النبي صلى الله عليه وسلم بأن كسر عظم المؤمن ميتا ككسر عظمه حيًا. الأمانة: لا نعلم عن مقبرة الناصرية أوضح الناطق الإعلامي لوكالة الخدمات بأمانة العاصمة المقدسة سهل مليباري أن الأمانة لا تعلم شيئا عن مقبرة الناصرية لذلك لم يتم تسويرها وكان من واجب المواطن الذي اكتشفها التبليغ عنها لدى إدارة التجهيز للوقوف عليها أما فيما يخص مقبرة الهنداوية فالعمل جارٍ على تسويرها. وفيما يتعلق بالمقابر التي يستغلها مخالفو أنظمة الإقامة والعمل فان فرق البلديات الفرعية تقوم بجولات لمتابعة لجميع المقابر المسجلة لدى الأمانة وفي حال استغلال أي منها يجب على المواطنين وسكان الحي إبلاغ الأمانة لاتخاذ اللازم. حقوق الإنسان: وقفنا على مقبرة تحولت مرمى نفايات أوضح عضو مكتب جمعية حقوق الإنسان بمكة الدكتور محمد السهلي أن لجنة من المكتب وقفت على مقبرة الهنداوية بناء على الشكوى المقدمة من الأهالي بشأن استغلالها وانتهاك حرمة الموتى ووجود تسربات مياه ورمي نفايات بها وقد رصدنا خلال زيارتنا العديد من الملاحظات. واشار إلى وجود مشكلة في التعامل مع المقابر النائية المتناثرة بمكة، وقبل فترة وجيزة وقفت على مقبرة أصبحت مرمى للنفايات والمخلفات لعدم معرفة البعض بانها مقبرة. ودعا الجهات المسؤولة عن المقابر لزيادة الاهتمام بها حفاظا على حرمة الموتى.