من الطبيعي أن يتأثر الإنسان بتتابع الفصول الأربعة خلال السنة، إلا أن ذلك التأثر يظهر جلياً مرتين وذلك في دخول فصل الشتاء وفصل الصيف، ولعل كل فصل يحمل معه عادات وأنماطاً سلوكية تعكس تكيُّف الإنسان مع هذا الفصل أو ذاك من خلال الاستعداد المناسب لكل فصل على صعيد الملبس والمسكن والمركب وحتى المأكل، وبحكم التعود فقد أصبحت بعض التجهيزات مرتبطة تلقائياً بدخول كل فصل وفي حال نسيان البعض لهذه الاعتيادات أو السهو عنها فإن كل فصل كفيل بالتذكير بها من جراء تغير الطقس الذي يستجر معه بعض الاختلالات الصحية ولاسيما الزكام أو «الرشح»، وما دام الشيء بالشيء يذكر فإن الطقس في هذه الأيام يومئ بقدوم فصل الشتاء الذي يذكرنا باتخاذ وسائل الدفء على كافة المستويات المعروفة وغير المعروفة، أما الاحتياطات المعروفة فمن نافلة القول الحديث عنها وأما الاحتياطات غير الملحوظة فهي ما نعنيها بسبب كثرة الوقوع في أخطائها أو عدم الانتباه إليها: فقد لوحظ مؤخراً كثرة حالات الزكام وما يصاحبها من ارتفاع الحرارة واعتلال الصحة بصفة عامة ولا سيما بين الأطفال وازدادت نسبة الإقبال على المشافي وهذا أمر متوقع من قبل المشافي، إلا أنه وفي استطلاع لبعض تلك الحالات والبحث في مسبباتها أكد الأطباء أن السبب العام اختلاف الطقس إلا أن هناك أسباباً جزئية تتعلق بطبيعة حياة كل طفل مثل تعرضه لمصدر البرد في الشارع أو نقص التدفئة داخل المنزل أو عدم ارتداء الملابس الدافئة، بل حتى أن بعض الأطباء أرجع السبب إلى طبيعة أرضية المنزل هل هي مكسوة بالموكيت أو السجاد أم لا، من ثم يطرح السؤال نفسه، هل الممرات والأسياب والأرضيات بحاجة إلى الموكيت والسجاد؟ أما الجواب فلا يتأخر وهو لسان حال سوق السجاد والموكيت الذي يشهد ذروة انتعاشه الآن حيث يقبل معظم الناس على فرش أو تجديد فرش بيوتهم بالموكيت والسجاد بغية الدفء الذي يوفره نسيجها من الأصواف والمواد الأخرى حيث يشكل عازلاً واقياً من برودة الأرض ويخفف من وقعها على الأرجل التي تنقل تأثير البرودة إلى باقي الجسم ولا سيما عند الأطفال الذين هم أكثر عرضة لذلك بحكم طبيعتهم التي تميل إلى الحركة واللعب وعدم الاستقرار في مكان واحد، أما السيراميك بأنواعه وألوانه المتعددة فقد بدأ يخرج عن استخداماته المعتادة في المطابخ والحمامات وراح يتسلل إلى أرضيات الغرف والمداخل والأسياب معتمداً في ذلك على زخارفه ونقشاته التي جعلت البعض يعتمده تأثراً بذلك ولو ابتعدنا عن التحيز لأي من الطرفين فإن المشكلة قائمة في غياب جانب التوعية بالمنتج، فلا شك أن لكل منتج محاسن ومساوىء وتوضيحهما للمستهلك أمر غاية في الأهمية لكسب ثقته، أما أن ينحصر الاهتمام في محاسن المنتج وإخفاء المساوئ فإن المستهلك في حال اكتشافها لابد سيكون لديه ردة فعل سلبية تجاه ذلك المنتج، فالسيراميك يظهر محاسنه في النعومة والمحافظة على الرونق من خلال قابلية الغسيل، والموكيت يتدثر بالدفء والوثارة وقابليته للحماية من الأوساخ وتسرب السوائل من خلال بعض المواد التي ترش عليه بالإضافة إلى إمكانية الغسيل وتجديد الرونق، إلى ذلك لا تزال المعركة سجالاً بين الموكيت والسيراميك، ولعل المستهلك وحده يرجح كفة أحدهما من خلال وعيه لمحاسن ومساوئ الطرفين وقدرة كليهما على تلبية احتياجاته حسب فصول السنة والأماكن المناسبة من البيت، أي بعبارة أخرى الاختيار حسب المكان والزمان المناسبين،