تبادلت الهندوباكستان إطلاق النار فيما واصلت الولاياتالمتحدةالأمريكية جهودها لنزع فتيل الأزمة بين البلدين غير ان الهند قالت إنها لا تسعى إلى الحرب مع جارتها.وأعلن رئيس الوزراء الهندي اتال بيهار فاجباي أمس الاربعاء ان الهند لا تسعى إلى حرب مع باكستان على الرغم من التوتر الذي تسبب به الهجوم على البرلمان الهندي الاسبوع الماضي. وقال فاجباي أمام البرلمان الهندي الذي يناقش الرد على الهجوم الانتحاري الذي أوقع 13 قتيلا الخميس الماضي «لا أحد يسعى إلى الحرب». وتتهم نيودلهيإسلام أباد بأنها تقف وراء الهجوم الذي نفذه إسلاميون يتخذون من باكستان مقرا لهم. غير ان تقارير قالت أمس الاربعاء إنه تم إخلاء أربع قرى عند خط المراقبة في ولاية جامو وكشمير التي تسيطر عليها الهند في أعقاب تبادل كثيف لإطلاق النار بين القوات الباكستانيةوالهندية. وقالت صحيفة هندوستان تايمز إنه تم في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء نقل عائلات من أربع قرى في منطقة ناوشيرا إلى كالسي بهاواني، بعيدا عن مرمى قذائف الهاون وقصف المدفعية الباكستانية. ونقل التقرير عن ناطق بلسان الجيش قوله إن القوات الهندية ردت على النيران الباكستانية التي ادعى أنها أطلقت دون سبب مباشر. وقامت بتدمير عدد من المواقع عند خط المراقبة، وقد واصلت الهند إرسال قوات إضافية إلى خط المراقبة يوم الثلاثاء. وقال مسؤولون عسكريون إنه طلب من جميع أفراد الجيش التوجه إلى مراكزهم كما تم إلغاء كافة الاجازات.وادعى قائد الجيش الهندي الجنرال بادمنابان أمس ان باكستان تحشد قوات ضخمة على طول الحدود وأن بلاده اتخذت الخطوات المناسبة لمواجهة أي تهديد لأمنها. وفي إجابة للصحفيين على هامش ندوة نظمها الجيش الهندي بالاشتراك مع اتحاد الصناعة الهندي عما إذا كان خطط لتوجيه ضربات لمعاقل المقاتلين الكشميريين عبر خط المراقبة الدولي في الجزء الذي تسيطر عليه باكستان في كشمير في أعقاب الهجمات على البرلمان الهندي رد رئيس الجيش الهندي بالقول «إذا كان ينبغي علي القيام بذلك فإنني لن أخبركم بذلك.. وعلى كل فإن ذلك قرار سياسي». إلى ذلك حثت الولاياتالمتحدة يوم الثلاثاء الهندوباكستان على محاربة الإرهاب وليس محاربة بعضهما بعضا ردا على الهجوم الانتحاري الذي استهدف البرلمان الهندي الاسبوع الماضي. وقال اري فلايشر المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين «ليس هذا سببا يدعو الهندوباكستان لمحاربة بعضهما بعضا، هذا وقت ان تتحرك الهندوباكستان لمكافحة الإرهابيين». وحث المتحدث الهند على تجنب زيادة التوتر الاقليمي في أي رد على الهجوم الذي قتل فيه المهاجمون الخمسة وتسعة أشخاص آخرين. وكانت الهند قد اتهمت باكستان بمحاولة القضاء على القيادات السياسية في البلاد من خلال الهجوم علي البرلمان. وقالت نيودلهي إن إسلام أباد لا تقبل بوجود جار علماني قوي إلى جوارها، ووصفت باكستان التهم الموجهة إليها بأنها «منافية للعقل». وتعكس تصريحات فلايشر مدى حرص واشنطن على ان تتخذ موقفا دقيقا بين الالتزام بوعد الرئيس الأمريكي جورج بوش بشن حرب دولية على الإرهاب وبين تصعيد التوتر بين الهندوباكستان. وكانت الهند اتهمت باكستان بمساندة الانفصاليين الكشميريين الذين يحتمون بالبلاد، ونفت باكستان التورط في الإرهاب أو هجوم البرلمان الاسبوع الماضي.واتهم وزير الداخلية الهندي لال كريشنا ادفاني باكستان يوم الثلاثاء بشن حملة إرهاب منظمة علي الهند لكنه لم يصل إلى حد الإعلان عن رد انتقامي ضد باكستان. وقال مسؤولون هنود آخرون إن الحرب ستكون الخيار الأخير للرد. وقال وزير الخارجية الباكستاني عبد الستار في مقابلة مع رويترز يوم الثلاثاء إن المزاعم بتورط باكستان في هجمات الاسابيع الماضية «منافية للعقل» واتهم الهند «بإذكاء السعار». وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية ان فرانسيس تايلور منسق مكافحة الإرهاب في الوزارة سيزور باكستانوالهند أوائل يناير كانون الثاني.وكان قد أعلن في بادئ الأمر يوم الاثنين ان رحلته ستشمل الهند فحسب.