} أكد رئيس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي ان الهند لا تسعى الى حرب مع باكستان، مشيراً في الوقت نفسه الى ان "الخيارات الاخرى مفتوحة"، فيما اعتبرت واشنطن ان مخاطر اندلاع حرب بين الجارين النوويين "ضئيلة". وتبادلت اسلام ابادونيودلهي الاتهامات بحشد قوات على الحدود بينهما، بعد تبادلهما القصف على جانبي خط المراقبة في كشمير. نيودلهي، إسلام آباد، سريناغار الهند - أ ف ب، رويترز - تعهد رئيس الوزراء الهندي بذل أقصى جهد لمنع نشوب حرب مع باكستان، لكنه قال ان الخيارات لا تزال مفتوحة. وأكد ان بلاده ستلجأ أولاً للوسائل الديبلوماسية لاقناع باكستان باغلاق مكاتب جماعتين كشميريتين انفصاليتين تتهمهما بأنهما وراء الهجوم على البرلمان الهندي الاسبوع الماضي سقط فيه 14 قتيلاً من بينهم المهاجمون الخمسة. وفي أولى كلماته أمام البرلمان منذ الهجوم شدد فاجبايي أمس على انه لن يتسرع في اتخاذ أي قرار يتعلق بالحرب. وقال: "يجب بذل كل جهد من أجل منع الحرب وينبغي استعراض وتقويم كل الخيارات التي تستبعد الصراع". وأضاف: "نحاول استخدام الديبلوماسية كسلاح لكن الخيارات الاخرى مفتوحة وسنبحثها بعناية قبل اتخاذ أي قرار". الا أن رئيس الوزراء الهندي رفض دعوة من باكستان التي دانت الهجوم على البرلمان لاجراء تحقيق مشترك قائلاً: "الارهابيون الخمسة الذين قتلوا كانوا باكستانيين. أليس هذا دليلاً كافياً؟". وتتهم الهند جماعتي العسكر الطيبة وجيش محمد الكشميريتين بشن الهجوم وطلبت من اسلام اباد اغلاق مكاتبهما واعتقال زعمائهما. ودعا وزير الداخلية الهندي لال كريشنا أدفاني باكستان الى اثبات التزامها مكافحة الارهاب من خلال تسليم مسعود أزهر زعيم جماعة "جيش محمد" الذي أطلقت الهند سراحه في مقابل الافراج عن رهائن هنود في حادث خطف طائرة الى قندهار في أفغانستان عام 1999. وفي بروكسيل، رأى الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الاميركية ان المخاطر ضئيلة من اندلاع حرب بين الهندوباكستان. وأبلغ مايرز الصحافيين في مقر حلف الاطلسي: "اعتقد ان البلدين يتعاملان مع الموقف على نحو جيد جداً في الوقت الراهن وبضبط شديد للنفس. وهذا موضع تقدير وسندعمهما بقدر الامكان لكي يواصلا السير في هذا الاتجاه. وجهة نظري هي انهما يعالجان الامر بضبط النفس ولذلك فان مخاطر اندلاع صراع تبدو ضئيلة في هذه المرحلة". وتبادلت الهندوباكستان اللتان نشبت بينهما ثلاث حروب منذ الاستقلال عام 1947 الاتهامات بحشد القوات على الحدود. وقال قائد الجيش الهندي الجنرال س. بادمانابان ان بلاده ردت بطريقة "مناسبة" على حشود للقوات الباكستانية على الحدود بين البلدين. لكن كبير الناطقين العسكريين الميجر جنرال راشد قريشي نفى حشد قوات باكستانية واتهم نيودلهي بمحاولة القاء مسؤولية التوتر على بلاده. وأوضح: "من المحتمل انها الهند تحاول تحميل باكستان المسؤولية لتبرر ما تقوم به من حشد للقوات. لا توجد حشود على الاطلاق. معلوماتهم خاطئة". وكان ناطق عسكري هندي أعلن ان قوات البلدين تبادلت الليلة قبل الماضية قصفاً مدفعياً على الحدود بين جانبي اقليم كشمير. واتهم الجنود الباكستانيين بأنهم فتحوا نيران المدفعية على المواقع الهندية على طول خط المراقبة الذي يشكل الحدود الحالية بين شطري كشمير الهنديوالباكستاني. كما أعلن مسؤولون في الهند ان قوات الامن في جامو وكشمير ذات الغالبية المسلمة قتلت 11 متمرداً منهم ستة من جماعة "العسكر الطيبة" وعثرت على وثائق "مهمة" في مخبأ للجماعة قرب الحدود الباكستانية. ويعتبر تبادل القصف اول مواجهة بين البلدين منذ ان اتهمت نيودلهي الاستخبارات الباكستانية بالوقوف وراء الهجوم الانتحاري. الى ذلك، قتل شخص وجرح اكثر من 50 اثر إلقاء قنبلة يدوية على معبر مزدحم في كشمير. وذكرت الشرطة ان مسلحين ألقوا قنبلة يدوية على سيارة تابعة لقوات الامن في بلدة بولواما على بعد نحو 32 كيلومتراً جنوب سريناغار العاصمة الصيفية لولاية جامو وكشمير. وجرح في الهجوم الذي لم تعلن اي جهة مسؤوليتها عنه تسعة من افراد الامن.