يشهد سوق الأشمغة في المملكة تطوراً ونمواً كبيرين يتناسب وارتقاء ذوق المستهلك السعودي، حيث ينتشر بالسوق العشرات من الأنواع المنتجة محلياً وخارجياً. وتوجد في هذا السوق منافسة كبيرة بين شركات عديدة تحاول كل منها وبشتى الطرق كسب ثقة العميل.. وفي المقابل حازت الصناعة الوطنية في هذا المجال على رضا وقبول المستهلكين معتمدة على مبدأ الجودة والمتانة ومواكبة أحدث التطورات العالمية في عالم الموضة والأزياء وقللت من فرص تواجد الأنواع الرديئة والمقلدة التي تحاول دخول السوق السعودي. وفي سوق يقدر حجمه ما بين (700) مليون إلى مليار ريال يتنافس فيه أكثر من (100) نوع من الأشمغة. ويؤكد الخبراء والتجار على أهمية الجودة والمتانة في التنافس الشديد وأهمية قيام صناعة وطنية أولتها الدولة كل الاهتمام والتشجيع وكانت نتيجتها إنشاء مصنعين أحدهما في المنطقة الغربية والثاني حديث في الرياض. نحاول من خلال هذا الاستطلاع تسليط الضوء على ما يجري في سوق الأشمغة الأكبر في المنطقة. حجر الزاوية يقول عمار فخري عزي رئيس مجموعة دسار: لا شك أن الصناعة الوطنية في أي مجال من المجالات تشكل حجر الزاوية في عملية التنمية في البلاد وهي رافد أساسي من روافد الاقتصاد الوطني ولذلك جاء اهتمام الدولة بهذا الجانب مما شجعنا على إقامة صناعة وطنية متكاملة في قطاع الأشمغة الذي نعتبره رمز تراثنا ولا بد من صناعته بأيدينا.. وأولينا هذا الجانب اهتماماً كبيراً عندما بدأنا قبل عشر سنوات بوضع التفاصيل الدقيقة لإنشاء أول مصنع متكامل لصناعة الشماغ في المملكة، والذي تصل طاقته الإنتاجية بعد التوسعة إلى 600 ألف شماغ سنوياً وبحجم استثمار بلغ 80 مليون ريال سعودي. وأضاف عزي: إننا حرصنا على توفير رغبات المواطنين والعملاء بالنسبة للأشمغة من خلال إنتاج عدة أنواع تتلاءم مع مختلف الأذواق من خلال تقديم عدة تصاميم متميزة مثل: (شماغ دسار كلاسيكي دسار شبابي دسار المختلف دسار الشبل دسار الأبيض)، كما نحرص في ذات الوقت على التجديد سنوياً لهذه الأنواع بعد إجراء الدراسات اللازمة التي أثبتت نجاح توجهنا. وأشار عزي إلى أنهم رفعوا الطاقة الإنتاجية أمام الإقبال الكبير على الصناعة الوطنية لمواجهة ما يعرض في السوق من الأشمغة المستوردة من الخارج والتي لا تراعي في كثير من الأحيان الجودة مما أغرق السوق بالعديد من الأنواع الرديئة والمقلدة وكان لهذا أثره السلبي على الأسعار ونوعية المعروض منها. واعتبر أن دخول منتجات مقلدة من دول شرق آسيا بشهادات إنجليزية أوجد خللاً بالسوق وأدى إلى منافسة غير متكافئة وهذا وضع الصناعة الوطنية في تحدٍ صعب ولكن الحمد لله استطعنا أن نتجاوز ذلك بمنتجنا الوطني من شماغ دسار الذي أثبت قدرته على المنافسة لتركيزه على عناصر الجودة والتميز وتفرده بتلبية أذواق ورغبات الجميع.. إذا ما أخذنا في الاعتبار أن السوق السعودي يستهلك نحو (8) ملايين شماغ سنوياً تقدر ب(95%) من الإنتاج العالمي وهذا يحفزنا كرجال أعمال ومستثمرين على إنشاء صناعة وطنية للأشمغة في المملكة وبأيد سعودية والسعي الدائم لتسويق المنتج الوطني من خلال الجودة والمنافسة السعرية. وأكد عزي أن مصنع دسار بالمنطقة الغربية يعمل على توفير الشماغ في السوق المحلي من خلال عدة فروع رئيسية في الرياضوجدة والدمام وفروع أخرى في مكةالمكرمة والمدينة المنورة وأبها والقصيم ويصدّر لعدة دول خليجية وهي الكويت والإمارات العربية المتحدة والبحرين ويلقى إقبالاً كبيراً واحتل مكانة الصدارة بها. وظأوضح أن مجموعة دسار قد خطت خطوات كبيرة وسريعة في تطوير وتوطين هذه الصناعة في المملكة بمواصفات عالية تناسب ذوق المستهلك السعودي الذي أجرينا حول رغباته العديد من الدراسات ونحن على اتصال دائم به. ويرى عصام فهمي الحشاني مدير عام «تيسوتي» التجارية أن ظاهرة انتشار العديد من الأشمغة في السوق السعودي هي ظاهرة صحية لصالح المستهلك، حيث وضعت أمامه الأشمغة الراقية ذات الجودة العالية والمتميزة. وقال هذا ما نحرص عليه من خلال استيراد الأشمغة الراقية ك«فيريه» موضحاً أن حجم حصته في سوق الشماغ الراقي بلغ (50%) بالمملكة. وأشار الحشاني أنهم يقدمون حالياً تصميمهم الجديد من «فيريه» الذي جاء مختلفاً عن التصاميم الأخرى وتميز بالنقشة الجديدة للمصمم العالمي «جان فرانكو فيريه» الذي يقوم بتصميم أكثر من (10) موديلات من الأشمغة الراقية والمميزة سنوياً ويعتمد على الخامات ذات الجودة العالية من خيوط القطن الإيطالية الرفيعة المستوى والمميزة بألوانها الطبيعية (100%) إضافة إلى مراحل مراقبة الجودة المختلفة. وأكد الحشاني أن تيسوتي التي بلغ حجم استثماراتها في السوق المحلية أكثر من (100) مليون ريال حريصة على التعرف على حاجات السوق ورغبات المستهلك. وكان الأستاذ عبدالعزيز محمد العجلان رئيس مجلس إدارة شركة أبناء محمد السعد العجلان قد أكد على أهمية قيام صناعة وطنية للأشمغة في أحد مؤتمراته الصحفية السابقة مشيراً إلى أن المجموعة أنشأت أول مصنع سعودي للأشمغة في الرياض بتكلفة (100) مليون ريال وبطاقة إنتاجية تصل في المرحلة الأولى من (20 30%) من حجم الطاقة الإجمالية والتي تبلغ أكثر من مليون ونصف المليون شماغ سنوياً. وقال إن باكورة إنتاج هذا المصنع بدأ بشماغ «لابلين» الذي حقق حصة جيدة بالسوق لتحقيقه رغبات المستهلك من حيث الجودة والمتانة والجمال.. مؤكداً على أهمية تطوير مثل هذه الصناعة الوطنية بالمملكة وبأيدٍ سعودية. وقال: إن هذا المصنع سيساهم في توفير الشماغ في السوق المحلي وتوطين التقنية والخبرات الأجنبية من خلال الاستفادة من كبريات المصانع العالمية بجانب توفيره لفرص عمل للشباب السعودي، موضحاً أن إمكانات هذا المنتج من حيث الجودة والتميز ستجعله يحقق حصة كبيرة بالسوق من خلال قدرته على منافسة الأشمغة المستوردة.