طلبت حركة طالبان الحاكمة في افغانستان أمس من جارتها باكستان اعادة فتح حدودها امام النازحين من البلاد التي تمزقها الحرب. وصرح الملا عبدالسلام زعيف سفير طالبان لدى باكستان للصحفيين بأن الحركة اجرت اتصالات بالسلطات الباكستانية في اقليم بيشاور المتاخمة لافغانستان وفي اسلام أباد من اجل فتح الحدود ولكنه اشار إلى ان الحركة لم تتلق اي رد حتى الآن. وأوضح زعيف ان اعدادا كبيرة من المواطنين الافغان مختشدون عند معبر طورخام الحدودي القريب من بيشاور ويواجهون مشكلات حادة. كما ناشد الاممالمتحدة تقديم مساعدات للمواطنين الذين قال انهم قد شردوا من ديارهم بسبب الفقر والجفاف والتوقف عن زراعة نبات الخشخاش هذا العام, وقال انه ينبغي على الاممالمتحدة مساندة هؤلاء لمواطنين في باكستان او في مخيمات اللاجئين داخل أفغانستان. وقالت صحف باكستانية صادرة امس الاول ان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للمنظمة الدولية طلبت من إسلام أباد إلغاء هذا القرار والسماح بدخول اللاجئين الجدد إلى الارضي الباكستانية. ونسبت صحيفة دون (الفجر) إلى روي هيرمان مندوب المفوضية المقيم قوله ان وكالته طالبت باكستان رسميا بذلك, وقال هيرمان: لقد قمنا بالاجراءات اللازمة لاستقبال اللاجئين الجدد في مخيم شامشاتو (قرب بيشاور). وكانت باكتسان قد أغلقت حدودها الجنوبية والشمالية الغربية لمنع تدفق اللاجئين من أفغانستان وجاء قرارها في اعقاب تقارير عن تدفق اعداد كبيرة من الافغان خلال الاسابيع الاخيرة هربا من الجفاف المستمر ولتفادي فصل الشتاء القارس المقبل وتجنب القتال الذي اندلع مجددا بين الفصائل الافغانية المتناحرة. ونقلت تقارير صحفية نهاية الأسبوع الماضي عن حسن رضا باشا وزير داخلية باكستان قوله ان القرار اتخذ لدواع امنية, وأعرب عن اعتقاده بأن مخربين اندسوا وسط اللاجئين قد يتسللون إلى باكستان. من ناخية اخرى وصفت حركة طالبان الحاكمة في افغانستان امس التصريحات المنسوبة لمبعوث الاممالمتحدة إلى افغانستان والتي دعا فيها إلى تسليم مدينة طالقان الشمالية التي تسيطر عليها مليشيات الحركة الى المعارضة بأنها تمثل تدخلا في شؤونها الداخلية. وأكد سفير طالبان لدى باكستان الملا عبدالسلام ضعيف في تصريحات له بهذا الصدد ادلى بها للصحفيين في اسلام اباد بأن المبعوث الدولي فرانسيسك فاندريل ادلى بهذا التصريح في اجتماع لمجموعة ستة زائد اثنين عقد في نيويورك مؤخراً. وكانت حركة طالبان الافغانية قد بسطت سيطرتها على مدينة طالقان عاصمة اقليم طخار وهي معقل هام للمعارضة الافغانية التي لاتزال تتحصن بالاقاليم الشمالية الشرقية من افغانستان في سبتمبر الماضي. ومن المعروف ان الرئيس الافغاني السابق برهان الدين رباني اتخذ من طالقان عاصمة له اثر الاطاحة به على ايدي حركة طالبان في عام 1996م.