} بدا اللاجئون الافغان في ايرانوباكستان بين فكي كماشة تهدف الى التخلص منهم وترحيلهم قسراً الى بلادهم. واعربت الاممالمتحدة للسلطات الايرانية عن قلقها ازاء تقارير في هذا الشأن، فيما افيد ان محادثات في هذا الشأن تجري بين إسلام آباد ومسؤولي "طالبان" تمهيداً لاعادة توطين اللاجئين في بلادهم. وافيد ان زعيم الحزب الاسلامي الافغاني قلب الدين حكمتيار المقيم في طهران طلب من المسؤولين الايرانيين، ان يوقفوا طرد اللاجئين الافغان. إسلام آباد، طهران - "الحياة"، أ ف ب -أكدت مصادر رسمية باكستانية ل"الحياة" أمس الاربعاء عزمها على إبعاد الآلاف من المهاجرين الأفغان المقيمين في العاصمة الباكستانية إسلام آباد . ويجري ذلك تحت ذرائع أمنية وأسباب تتعلق بوجودهم على أراض يملكها باكستانيون. وأضافت المصادر ان محادثات مكثفة تجرى حالياً بين المسؤولين الباكستانيين ومسؤولي حركة "طالبان" في شأن الإعداد لتوطين المهاجرين الأفغان. واستبعدت مصادر باكستانية رسمية أن تعمد السلطات في إسلام آباد إلى القيام بأي خطوات في هذا المجال ضد المهاجرين الأفغان قبل زيارة الرئيس الأميركي بيل كلينتون لباكستان المقررة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري. وقال مسؤول الشؤون الأفغانية في وزارة الحدود الباكستانية ميان إياز جل كاكاخيل ل"الحياة" أمس إن ما لا يقل عن خمسين ألف أفغاني سيتضرر من القرار الباكستاني العائد إلى أسباب أمنية وتجاوزات اجرامية وأخلاقية منتشرة في المناطق التي يقيم فيها المهاجرون الأفغان. ولكنه شدد على أن الترتيبات اتخذت من أجل نقل هؤلاء المهاجرين من ضواحي إسلام آباد الى مناطق قرب بيشاور . وكان ممثل المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة في باكستان حسام أتكان أبلغ "الحياة" أن المفوضية ناشدت إسلام آباد عدم اتخاذ خطوات قاسية ضد المهاجرين رغم تفهم المنظمة الدواعي الأمنية التي تساور المسؤولين الباكستانيين لوجود هذا العدد الضخم من المهاجرين في المدن الباكستانية. ويقدر مسؤولو المفوضية والمسؤولون في إسلام آباد عدد المهاجرين الأفغان في المدن الباكستانية بأنه يتجاوز المليون نسمة، بينما يبلغ عدد المهاجرين الأفغان المسجلين مليوناً وسبعمئة ألف شخص. وقرب إسلام آباد حيث يقيم الآلاف من المهاجرين الأفغان في قرية طينية أقرب ما تكون إلى المناطق الأفغانية، أبدى المواطنون الأفغان قلقهم من هذا القرار الباكستاني. و قال العديد منهم ل"الحياة" إن هذا القرار يسيء إلى العلاقات بين البلدين. ورأى سائق سيارة اجرة افغاني أن القرار ليس في صالح باكستان، على أساس أن كل أفغاني مقيم في إسلام آباد تصله تحويلات بالعملة الصعبة من أقربائه في الخارج تبلغ قيمتها في أقل التقديرات 300 دولار أميركي سنوياً للفرد وهو ما يوفر عملة صعبة ضخمة لباكستان. وكانت مفاوضات ثلاثية جرت اخيراً في كابول بين باكستان و"طالبان" والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين في شأن إعادة توطين المهاجرين الأفغان المقيمين في باكستانوإيران. وعلى رغم اتفاق الأطراف الثلاثة على إعادة توطين 100 ألف مهاجر أفغاني من كل من إيرانوباكستان سنوياً، إلاّ أن المصادر الباكستانية لم تعبر عن رضاها على هذه الخطوة ورأت أن ذلك يعني الانتظار لعشرين سنة حتى تتم إعادة توطين المهاجرين الأفغان المقيمين في باكستان. ايران وفي طهران، افاد احد المقربين من زعيم الحزب الاسلامي الافغاني قلب الدين حكمتيار ان الاخير طلب في رسالة وجهها الى اعلى المراجع الايرانية، ان يتوقف طرد اللاجئين الافغان من العاصمة. وأكدت ذلك معلومات في هذا الشأن اذاعتها اول من امس المفوضية العليا للاجئين للامم المتحدة. وكان ناطق باسم المفوضية أشار الى ان السلطات الايرانية تقوم منذ حوالي عشرة ايام بطرد "قسري وجماعي" للاجئين الافغان، ما يعتبر خرقاً لاتفاق وقعته مع المفوضية. وقال أحد المقربين من حكمتيار وهو احد الزعماء التاريخيين للمجاهدين الافغان الذين خاضوا حرب المقاومة ضد السوفيات، ان زعيم الحزب الاسلامي وجه رسالة الى كل من مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي - وغيرهما من الشخصيات المهمة في النظام - طالباً منهما "اتخاذ اجراءات لمنع ذلك". وأضاف انه اجتمع قبل ذلك الى مسؤولين افغان يقيمون في ايران. وقال شهود ان عائلات وعمالاً أفغان لاجئين "من دون وثائق رسمية"، اوقفوا منذ الجمعة وارسلوا الى مخيم في عسكر آباد قرب طهران. وأضاف الشهود ان هؤلاء يوضعون بعد ذلك في حافلات كبيرة او صغيرة ترحل في اتجاه سيستان-بالوشيستان جنوب شرقي البلاد تمهيداً لاعادتهم الى بلدات في افغانستان تقع في منطقة نمروز الغربية التي لا تسيطر عليها حركة "طالبان". وأكد شاهد ان "من بين الموقوفين رجالاً بمفردهم ولكن هناك ايضا عائلات مع نساء واطفال". واضاف ان قوات الامن الايرانية توقف الحافلات في ضواحي ايران للتفتيش وتعتقل الافغان "الذين ليسوا في وضع قانوني". وأكد ناطق باسم المفوضية العليا للاجئين في جنيف ان "عمليات الابعاد هذه مخالفة للاتفاق المبرم في الرابع عشر من شباط فبراير الماضي بين المفوضية والسلطات الايرانية والذي يهدف الى ارساء أسس اعادة اللاجئين طوعا الى بلادهم". ويمهل الاتفاق خصوصاً للاجئين الافغان الذين ليس في حوزتهم وثائق رسمية، ستة اشهر ليتقدموا بطلب اللجوء او يطلبوا العودة الى بلادهم.