انفجرت عبوة ناسفة موقوتة في منطقة طورخم الباكستانية على الحدود مع افغانستان امس، ما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص بينهم أطفال وإصابة أكثر من ثمانية عشر آخرين بجروح. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي يأتي بعد سلسلة من الحوادث التي جرت اخيراً في المناطق الافغانية المحاذية للحدود داخل أفغانستان. وتهدف الحوادث، حسب المراقبين، إلى نسف مفهوم الأمن والاستقرار الذي قامت عليه حركة "طالبان" وتعتبره أحد أعمدة شرعيتها في ظل فوضى وفلتان أمنيين في مناطق المعارضة الأفغانية . و ترافق ذلك مع بدء الأممالمتحدة في برنامج إعادة توطين المهاجرين الأفغان المقيمين في باكستان، إذ أُعيد توطين 450 عائلة أفغانية بجهود المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة. و كانت سبقت الحادث انفجارات في مطار كابول وكذلك داخل العاصمة الأفغانية، إلى جانب خطف الطائرة الأفغانية إلى لندن وأخيراً، فرار زعيمين أفغانيين من سجن حركة "طالبان" في معقلها في قندهار. و تزامن ذلك مع إشاعة تم تداولها في بيشاور والعاصمة الباكستانية إسلام آباد امس، عن اختفاء زعيم حركة "طالبان" الأفغانية ملا محمد عمر. ولم تستبعد مصادر مطلعة أن يكون ذلك جزءاً من مخطط يهدف إلى تقليص نفوذ "طالبان" وجس النبض بالنسبة الى مستقبل الحركة في حال اختفى محمد عمر من الساحة السياسية. و كانت مصادر ديبلوماسية مطلعة أبلغت "الحياة" أمس، أن باكستان اعطت "طالبان" مهلة أربعة أشهر لتصفية علاقاتها مع المعارضة الأفغانية إما عسكرياً أو العمل على تسوية الأمور سياسياً، كونها لن تستطيع بعد ذلك دعم ومساندة الحركة على الصعد الدولية والسياسية. ورأى مراقبون أن المساحة الوحيدة التي ربما يمكن لباكستان المناورة فيها من أجل تليين الموقف الأميركي ضدها هي أفغانستان. فالمعروف أن واشنطن غاضبة من الحركة لرفضها تسليم أسامة بن لادن. ولعل اتخاذ باكستان موقفاً معارضاً ل "طالبان"، يرضي واشنطن لبضع الوقت ويسفر في النهاية عن إضعاف ابن لادن أو القبض علىه.