امتدح وزير الخارجية المصري أحمد ماهر ليلة الاربعاء/الخميس المبادرة الأمريكية الجديدة لإنهاء النزاع الفلسطيني الإسرائيلي ووصفها بأنها «جادة» وجهد طال انتظاره، لكنه أعرب عن قلقه من أن إسرائيل مصرة على «تحدي» الولاياتالمتحدة. وأدلى ماهر بهذه التصريحات عشية لقائه بنظيره الأمريكي كولين باول الذي أماط اللثام عن المبادرة الأمريكية الأخيرة خلال كلمة ألقاها في 19 تشرين ثان/نوفمبر الجاري. وقال ماهر إن اجتماع أمس الأول الاربعاء بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ومبعوث باول الخاص انتوني زيني بمدينة رام الله لحث الطرفين على استئناف مفاوضات السلام كان «جادا وإيجابيا». وأثنى ماهر على كلمة باول حيث أنها تضمنت أول إشارة صريحة من مسؤول أمريكي بارز إلى «الاحتلال» الإسرائيلي للمناطق الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتشديد على «كرامة» الشعب الفلسطيني وتجديد الدعم الأمريكي لصيغة «الأرض مقابل السلام» التي انطلقت في لقاء مدريد عام 1991. وقال ماهر في سياق كلمة أدلى بها في معهد بروكينجز للدراسات في واشنطن «لقد كان ذلك أكثر إعلان إيجابي لرؤية الولاياتالمتحدة للوضع في منطقتنا وفي مرحلة تبين فيها أن الأشياء تنجرف نحو منعطفات خطيرة». لكن ماهر اتهم إسرائيل «بتحدي» باول في الأيام الثلاثة التي أعقبت كلمته، ونوه إلى قيام إسرائيل بوضع قنبلة كشرك خداعي أسفرت عن مقتل تلاميذ فلسطينيين واغتيال محمود أبو هنود قائد الجناج العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» بالضفة الغربية والتوغل داخل قطاع غزة كدليل على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون ليس جادا في سعيه للسلام. وانتقد ماهر بشكل غير مباشر الدعم الأمريكي للاعمال الإسرائيلية التي قال إنه لا يجب أن ينظر إليها بشكل مختلف عن الأعمال الارهابية في أي مكان آخر. وأضاف ماهر «نحن لسنا كالأشخاص الآخرين الذين ينظرون إلى ما يفعله الفلسطينيون دوما على أنه إرهابا وما يفعله الإسرائيليون دوما هو دفاع عن النفس». ونقل صوت إسرائيل من جانب آخر عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها إن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون الذي بدأ أمس زيارة للولايات المتحدة سيطالب بوش بمواصلة «ممارسة الضغوط» على الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات للتخلي عما اسماه العنف وأن يعرض عليه، أي عرفات أفكارا «إبداعية» من أجل التوصل إلى تسوية دائمة بين إسرائيل والفلسطينيين. وقالت تلك المصادر إن شارون سوف يناقش أيضا انعكاسات الحملة التي تقودها واشنطن حاليا ضد الإرهاب الدولي على الوضع في الشرق الأوسط. كما نقل في غضون ذلك عن وزير الخارجية الإسرائيلي تأكيده أمام اللجنة السياسية بحزب العمل أنه لا ينوي الانسحاب من حكومة الائتلاف الحاكم. وذكرت تقارير أن بعض التوتر شاب علاقة شارون ببيريز لاعتراض الأخير على شكل طاقم التفاوض الإسرائيلي الذي أمر شارون بتشكيله حيث يضم أعضاء من اليمين المتشدد.