سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تفاؤل أميركي بالمحادثات التي تتناول "استئناف التعاون الأمني واحراز تقدم على مسار الحوار السياسي". عريقات يشدد قبل لقاءات واشنطن على ان البديل لعرفات هو "الفوضى"
واشنطن - رويترز - التقى وزير الخارجية الاميركي كولن باول ومستشارة الامن القومي كوندوليزا رايس امس ثلاثة وزراء فلسطينيين، في أرفع محادثات اميركية - فلسطينية منذ مطالبة الرئيس جورج بوش الفلسطينيين في حزيران يونيو الماضي باستبدال الرئيس ياسر عرفات بزعماء "لا يشينهم الارهاب". وكان متوقعاً ان تطالب الولاياتالمتحدة الفلسطينيين ببذل جهد أكبر لكبح الناشطين والمضي قدماً في اجراء مزيد من الاصلاحات السياسية في السلطة الفلسطينية اشترط بوش تطبيقها قبل ان يطبق "رؤيته" عن قيام دولة فلسطينية تعيش الى جوار دولة اسرائيل في سلام. ويرأس الوفد كبير المفاوضين الفلسطينيين، وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات، كما يضم وزيري الداخلية عبدالرزاق اليحيى والاقتصاد والصناعة والتجارة ماهر المصري. واستبق عريقات اللقاء وصرح للصحافيين بان البديل الوحيد لعرفات هو الفوضى. ولم يشر عريقات على وجه التحديد لكلمة بوش عن استبدال عرفات، لكنه قال ردا على اسئلة الصحافيين: "من أين تظنون انني جئت... من المريخ. انني جزء من قيادة عرفات". واضاف: "اننا جميعا نعرف ان البديل لعرفات هو الفوضى... الناشطون الفلسطينيون ينتشرون في كل حي وربما... يتنافسون في ارسال مزيد من المفجرين الانتحاريين الى اسرائيل". واضاف: "لدينا قيادة فلسطينية منتخبة" وتغييرها في الانتخابات المقررة في ربيع عام 2003 "سيكون مسألة تخص الشعب الفلسطيني وحده ولا احد غيره". واتهم الولاياتالمتحدة ضمنا بانها تخدم من دون قصد اغراض رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الذي يرى كثير من الفلسطينيين انه حريص على تدمير السلطة الفلسطينية. واوضح مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية المأزق الذي تجد الولاياتالمتحدة نفسها فيه اذ تتمسك بسياسة الامتناع عن التحدث مع عرفات لكنها في الوقت نفسه تحتاج الى مناقشة مساعي السلام مع اعضاء من حكومته. وسئل هل ترى واشنطن الوزراء الفلسطينيين الثلاثة مبعوثين لعرفات فقال: "نحن نعتبرهم ممثلين للسلطة الفلسطينية". وتتبنى واشنطن سياسة جديدة منذ كلمة بوش تستبعد اجراء أي محادثات مع عرفات. وقبل ان يزور باول الرئيس الفلسطيني في مقره في رام الله في الضفة الغربية في نيسان ابريل الماضي، قال ان عرفات يمكنه "تفويض" اناس يتحدثون باسمه في مؤتمر سلام دولي يعقد مستقبلاً، وهي محاولة للالتفاف حول رفض شارون الاجتماع مع عرفات. لكن باول عاد الشهر الماضي ليقول ان الولاياتالمتحدة لا تريد ان تتحدث الا مع فلسطينيين "مفوضين من الشعب الفلسطيني" وانه لا توجد "خطة معينة من اجل عرفات". وقال مسؤولون اميركيون ان واشنطن "ستفوض" وزراء عرفات الثلاثة تطبيق الخطط الاميركية الخاصة بتوحيد اجهزة الامن الفلسطينية. وسخر عريقات من الأمر قائلاً: "هل تظنون ان شارون يعبأ حقا بمن يحكم الفلسطينيين سواء كان القائد المغولي اتيلا او فتى من الكشافة... ليست هذه هي القضية. القضية هي حلقة العنف المفرغة. قد ابدو من المتعلقين باهداب الاحلام ... لكن اقصر طريق الى سلام وأمن الاسرائيليين والفلسطينيين في المنطقة هو انهاء الاحتلال الاسرائيلي. هذه خلاصة القول". وقال مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية ان المحادثات مع الوفد الفلسطيني هي اكثر من مجرد تحرك رمزي وانها ستتناول مسائل جوهرية. واشار الى اسباب للتفاؤل منها اطار العمل الذي ارسته الاتصالات الفلسطينية - الاسرائيلية أخيراً و"فريق عمل" دولي مكلف توجيه الاصلاحات الفلسطينية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية فيليب ريكر ان من الموضوعات الاخرى على طاولة البحث استئناف التعاون الأمني واحراز تقدم على صعيد الحوار السياسي. واعتبر عريقات ان السلطة الفلسطينية كانت بدأت فعلاً الاصلاحات حين طالب بها بوش، وقال: "اليوم يعيش 3.3 مليون نسمة في اكبر سجن في التاريخ يسمى الضفة الغربية وغزة"، مضيفاً ان نصف الاطفال الفلسطينيين يواجهون خطر سوء التغذية. يذكر ان زيارة عريقات لواشنطن هي الاولى منذ ان رافق الرئيس الفلسطيني في زيارة للولايات المتحدة للاجتماع مع الرئيس السابق بيل كلينتون في كانون الثاني يناير عام 2001. ولم يلتق عرفات قط بالرئيس الاميركي الحالي.