من حق جماهير الهلال أن تستاء ومن حقها أن تتوتر على حال فريقها غير المستقر، ومن حق الإدارة الهلالية محاولة تهدئة الأمور وعدم الوضوح في طرحها الإعلامي حول حال الفريق والتغييرات المتوقعة في فترة الإنتقالات الشتوية المقبلة كي تعمل بهدوء. مقولة (لازلنا ننافس - لم نخسر إلا مرة - مركزنا الثاني) والحديث باستمرار عن وضع الفريق (دوريا) أمور لا يرغبها أغلب جمهور وعشاق هذا الكيان الكبير، فغالبية جمهور الهلال يفكرون بالأهم والأهم وهو المعترك الآسيوي المقبل. حال الهلال الحالي، أتوقع، لن يذهب به بعيدا (إذا ما استمر) في دوري أبطال آسيا، فالمستوى الفني الذي يقدمه الهلال الآن وعلى مر 13 جولة من دوري زين وقبلها المباريات الودية في المعسكر الإعدادي والدورة الدولية في الرياض غير مقنع تماما، بل إن المستوى تراجع وبشكل حاد عن الذي كان عليه في المواسم السابقة. بعض المسؤولين الهلاليين استغربوا من وصف حال الفريق بالكارثي أو المأساوي من قبل الجماهير أو الإعلام.. كلا.. الحال ليس مأساوياً وليس كارثياً.. بل إن الجماهير كانت تمني النفس وتنتظر وعود إدارة ناديهم بعد نهاية الموسم الماضي (بأن يروا الهلال مختلف عن سابقه.. وأن يروا هلالاً أقوى.. وأمتع).. كل ذلك لم يحدث، بل أصبح الهلال بطيئاً ومملاً بفضل مدربه (دول) صاحب السيرة الذاتية المخجلة وفكره التدريبي الضحل.. ومن هنا بدأ التوتر الجماهيري على فريقها، فهم لم يعهدوه بهكذا مستوى وبهكذا أداء.. ولازالوا ينتظرون تنفيذ الوعود ب(سترون هلالاً مختلفاً). لن أتحدث كثيراً عن الألماني (دول) فكثير من النقاد من هم أفضل مني أشبعوا مدرب الهلال نقداً، بل سأتحدث عن أجانب الهلال، فعندما رحل الثنائي المميز الماهر رادوي وويلهامسون عن الهلال، وضعت الجماهير الهلالية في مخيلتها بأن رحيلهم كان من أجل إحضار من هم أفضل بناء على (الوعود) التي تلقوها من إدارة ناديهم. جاء المغربيان يوسف العربي وعادل هرماش والكاميروني القضية (إيمانا) والكوري المغلوب على أمره «يونج بيو» على أمل أن يكون على الأقل واحداً منهم أفضل من ذلكم الثنائي الأوروبي المميز.. بيد أن هذا لم يحدث.. فالعربي والهرماش ليسوا سيئين كي أكون منصفاً ولكنهما لم يقدما حتى الآن تلك الحماسة والمردود الفني الذي (يواجه) به الهلال معترك آسيا الصعب، بل هما (مقنعين) نوعاً ما. أما القضية (إيمانا) والذي صاحبت صفقته ضجيجاً غير معهود في تاريخ أجانب الهلال، وهو من طالبت جماهير الهلال بضرورة إحضاره حتى كان لهم ذلك، وتمت تلك الصفقة بعد عناء طويل وشد وجذب.. بات الآن اللاعب رقم 1 المرفوض في الصفوف الهلالية من قبل الجماهير.. ومتأكد تماماً بأنها نادمة أشد الندم على تلك المطالبات التي احتوتها المواقع الإلكترونية.. إذن فالجمهور يتحمل مسؤولية مطالبته بهذا اللاعب المتعالي.. ولكن من يتحمل المسؤولية الكبرى بلا شك فهي الإدارة الهلالية فهي المعنية باتخاذ القرارات، وأنا على يقين تام بأن الإدارة الهلالية لن تلقي اللوم على جماهيرها لمجرد مطالبتها بإحضار (إيمانا). أما الكوري المغلوب على أمره والذي أصفه ب (اللاعب المسكين) لم يجد فرصته بتاتاً مع الفريق الهلالي حتى تطلق الأحكام عليه.. ولا أعتقد أنه سيقدم شيئاً في المستقبل القريب بعد أن تم (ركنه) وتحطيمه على دكة البدلاء. خلاصة القول في هذا الجانب.. أجانب الهلال هذا العام ليسوا كويلي ورادوي.. وبلا جدال. ولكي أثبت أن أجانب الهلال الحاليين ليسوا كسابقيهم وأن قرار جلب أغلبهم كان خاطئاً وغير موفق.. يكفي أن أقول إن هناك محاولات هلالية لإعادة (ويلهامسون) لصفوف الهلال مجدداً.. عموما جماهير الهلال تنتظر يناير بفارغ الصبر قبل المعترك الآسيوي. نقاط سريعة - قدم الهلال والاتحاد مباراة كبيرة وممتعة للأمانة.. كان الهلال الأفضل في أغلب فترات المباراة حتى تدخل مدربه (دول) ووضع بصمته وقدم التعادل لخصمه الاتحاد. - الإصرار باستمرار على مشاركة (الغنام) الذي بات عبئاً في محور الفريق يثير علامات الاستفهام.. فاللاعب بات مفلساً فنياً وحينما يدخل مباراة لفريقه من البداية أو في وسط مجريات المباراة يبعثر أوراق الفريق كاملة.. وما حدث أمام الاتحاد خير برهان. - مطالبة الاتحاديين بمعاقبة جمهور الهلال على هتافاته العنصرية التي يرفضها الجميع حق لهم.. ولكن كان من الأجدر أن يطالبوا جمهور ناديهم أولاً بوقف هتافاتهم المسيئة التي طالت ياسر القحطاني طوال السنوات الثلاث الماضية!!