سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم ومسيرة 32 عاماً في خدمة شباب القرآن على مستوى العالم حققت التآخي بين أبناء الأمة عبر تاريخها الطويل.. وعقدها في رحاب الحرم أعطاها القوة والرهبة
مكة المكرمة - تقرير خاص - ب «الجزيرة»:: أضحت مسابقة الملك عبدالعزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم وتجويده وتفسيره محط أنظار ناشئة وشباب الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها نظراً لعراقتها وتاريخها الطويل الذي تجاوز اثنين وثلاثين عاماً، حققت على مدار سنين تنظيمها في رحاب مكةالمكرمة التآخي بين أبناء الأمة الإسلامية، وفتحت الأبواب واسعة للتواصل بين الناشئة والشباب الإسلامي خلال لقائهم الذي يتكرر سنوياً بجوار بيت الله الحرام وفي أطهر بقاع الأرض مكةالمكرمة مهبط الوحي ومهد الرسالة. وما هذه المسابقة التي انطلقت دورتها الأولى في عام 1399ه إلا انعكاس طبيعي لالتزام المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - بالقرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم منهجاً تسير عليه وتحتكم إليه في كل شأن من شؤون حياتها ولاغرو فهي مهبط الوحي ومهوى أفئدة المسلمين في كل بقاع الأرض، واستمر هذا النهج حتى عصرنا الحاضر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله -، فكانت هذه المسابقة القرآنية الكبرى إحدى مظاهر هذا الالتزام والتمسك بالكتاب والسنة كما قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} (89) سورة النحل، وكما جاء في حديث المصطفى - صلى الله عليه وسلم -: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله وسنة رسوله) وقد دأبت المملكة عبر السنوات الاثنتين والثلاثين لهذه المسابقة المباركة على تسخير جميع الإمكانات المادية والبشرية لتواصل تنظيم المسابقة واستمرارها تحت إشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وقبلها وزارة الحج والأوقاف حتى أصبح تنظيم هذه المسابقة سمة من سمات اهتمام قادة هذه البلاد المباركة بأهل القرآن وحفظته من أبناء الأمة الإسلامية الذين حرصوا على المشاركة في دورات المسابقة المتتالية ليتجاوز عدد المشاركين فيها حتى نهاية الدورة الماضية عام 1432ه « الثانية والثلاثين « (5018) متسابقاً ينتمون إلى (682) دولة، و(71) جمعية إسلامية منتشرة في أصقاع المعمورة، فاز منهم بجوائزها القيمة (757) متسابقاً. ومن خلال استقراء لآراء عدد من المتسابقين الذين شاركوا في دورات المسابقة الماضية أجمعوا على أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الرائدة في مجال خدمة الإسلام والمسلمين، والرعاية والعناية بالقرآن الكريم في داخل المملكة، وفي خارجها طباعة ونشراً وتعليماً، منوهين إلى أن تنظيم هذه المسابقة سنوياً في رحاب مكةالمكرمة دليل حي على هذا الدور، وهذه الرعاية، وأن استمرارية تنظيم المسابقة على مدار ثلاثين عاماً كان ولا يزال لها الأثر الكبير في تشجيع الأبناء والبنات نحو الإقبال على القرآن الكريم تلاوة وحفظاً وتجويداً وتفسيراً، وإيجاد التنافس بين الأبناء والبنات داخل الأسرة الواحدة على ذلك. وعبروا عن شكرهم وامتنانهم لحكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد على ما هيأته من إمكانات، وما قدمته من دعم مادي ومعنوي حتى ينهلوا من كتاب الله الكريم، مثمنين الجهود الجليلة التي تبذلها الوزارة في توفير كل ما من شأنه خدمة حفظة كتاب الله، وعلى حسن التنظيم والضيافة والحفاوة والاستقبال الذي وجدوه في أثناء وجودهم في المملكة، وخلال تنقلاتهم بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة. ووفقاً للمتابعين للمسابقة على مدار سنواتها الماضية فقد أجمعوا على أنها جذبت ناشئة وشباب الأمة الإسلامية في كافة أصقاع الأرض للانضمام إلى حلق التحفيظ، وحفزتهم للمشاركة، والتنافس في حفظ كتاب الله، وكان لها الأثر القوي في حفظ الناشئة عن المخاطر التي تحدق بهم من خطر التغريب وفكر التكفير، وحصنتهم ضد كل هذه المخاطر من خلال انضمامهم إلى حلق التحفيظ التي تربي على منهج الوسطية، والاعتدال واحترام الآخرين. ومن ثمار المسابقة إسهامها في اتساع ونشر دائرة كتاب الله عالمياً، كما أحدثت تطوراً كبيراً في مستويات المتسابقين من حيث التلاوة والتجويد والترتيل والتفسير، كذلك بما تحقق للمسابقة من تطورات على كافة المستويات سواء أكان على صعيد مستويات المتسابقين أما على الصعد الأخرى كالنواحي التنظيمية والبرامج الدعوية والمسابقات الثقافية المصاحبة لفعاليات المسابقة، وقال: وبحمد الله أصبح امتداد هذه المسابقة إلى جميع ربوع العالم العربي والإسلامي الذي جعل الشباب يتنافسون عملاً بقول الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ} (26) سورة المطففين، وأسهمت كذلك في تشجيع الدول الإسلامية الأخرى على تنظيم مسابقات مماثلة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وكذا في زيادة عدد الطلاب المقبلين على تحفيظ كتاب الله الكريم، وزيادة قارئيه مع تجويده وتفسيره، وارتقاء المستوى العلمي والقرآني لهم من سنة إلى سنة. كما أسهمت مسابقة الملك عبدا لعزيزالدولية في حفز الجمعيات على زيادة الاعتناء بالقرآن الكريم، والاهتمام بحفظته من البنين والبنات، وتنمية قدرات التلاوة والحفظ والتجويد لديهم، حتى يتمكنوا من نيل رضا الله - سبحانه وتعالى - بحفظ كتاب الله، فالمسابقة كان لها كثير من الآثار الإيجابية، سواء على مستوى الفرد أو المجتمع، حيث أسهمت في بناء مجتمع صالح ومتماسك من خلال تربية النشء والشباب على كتاب الله وأحكامه، وآدابه، وكذا تنشئة جيل سوي مرتبط بأخلاق القرآن، حريص على مجتمعه ورقيه وازدهاره، إلى جانب إيجاد جيل من شباب القرآن القادرين على التصدي للتحديات التي تواجه الإسلام والمسلمين. واتفق المتابعون لمسيرة المسابقة أن الطلاب المشاركين في هذه المسابقة استفادوا فائدة عظيمة في أثناء تنظيم هذه المسابقة، من حيث الاحتكاك ورؤية التجارب والنماذج الأخرى وزيارة الحرمين الشريفين، وكذلك في أثناء مشاركة زملائهم في التنافس الشريف في حفظ كتاب الله تعالى، ولقد حققت المسابقة الثمار المرجوة منها، وعادت فائدتها على الطلاب أنفسهم من حيث الحفظ والمراجعة، وشحذ الهمم والتنافس مع الأقران، والاستفادة من الأخطاء ورؤية النماذج الفذة وأصحاب القدرات العالية، ومحاولة الوصول إلى ما وصل إليه أولئك ومنافستهم في باب من أعظم أبواب الخير وأشرفها.