في تاريخنا الرياضي رموز كبار وشخصيات إدارته بارزة ونماذج عصامية.. خدم مسيرة الحركة الرياضية بكل إخلاص وتفان.. ومن هذه الأسماء الإدارية المحفورة في الذاكرة الرياضية الأستاذ (عبدالله مختار) -رحمه الله- رائد من رواد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى وأحد أبرز الداعمين لمسيرة نادي النصر في بداياته ونشأته الأولى. بدأت علاقته مع الرياضة مع فريق اتحاد الرياض -قبل حله- في النصف الثاني من عقد السبعينات الهجرية من القرن الفائت حيث كان أحد أعضائه ومعروف أن أسرة «آل مختار» أسرة رياضية عريقة فأكبرهم المرحوم بإذن الله (عبدالرحمن مختار) وكان سكرتيراً في نادي الكوكب العاصمي -قبل حله- ومن مؤسسيه الكبار وأيضا الأستاذ محمد مختار إداري نادي النصر في عام 1380ه وهو -بالمناسبة- أول سكرتير في تاريخ النصر. أما شقيقهم الأوسط (عبدالله) كان من الأسماء المؤثرة بمسيرة البيت الأصفر بعد أن انتقل من اتحاد الرياض عام 1378ه إلى رئاسة نادي النصر حيث تشرف في خدمة الكيان الأصفر عام 1379ه الذي كان يضم اللاعبين، علي بن حوبان، وناصر بن نفيسة، وعبدالله بن وثلان، وفهد بن وثلان، وعبدالرحمن بن حوبان، وعبدالله بن نزهان، وفهد الوعيل، وسعود العفتان، وعبدالله أمان، وميزر أمان، وناصر كرداش، وبعد مجيء حركة تصنيف وتسجيل الأندية رسمياً عام 1380ه، أصدر مكتب رعاية الشباب بوزارة المعارف آنذاك برئاسة الأستاذ عبدالله المنيعي قراراً يقضي ضرورة تسجيل الفرق رسمياً وفق ثلاثة شروط هي: وجود مقر للنادي.. ووجود مدرب للنادي متفرغ.. ووجود 30 لاعباً وأمام تلك المسؤولية الكبيرة تحمل (عبدالله مختار) إرهاصاتها في مرحلة مفصلية في تاريخ النادي الأصفر قام باستئجار شقة في شارع آل سويلم وسط العاصمة الرياض، وتعاقد مع المدرب أحمد عبدالله سرور (الجوكر) براتب وقدره (300) ريال تكفل بها -رحمه الله - وبعد أن أكملت جميع الإجراءات تم تسجيل النصر رسمياً بالمكتب وانتخب عبدالله المختار رئيسا للنادي وهو -بالمناسبة- أول رئيس في تاريخ نادي النصر حيث شكلت أول إدارة -رسمياً- عام 1380ه برئاسته ضمت هذه الإدارة كل من.. عبدالله مختار رئيساً، وفرج سالمين نائبا للرئيس، ومحمد مختار سكرتيراً، وعضوية كل.. من مساعد السعدون وعبدالله العمران وراشد فهد الراشد وعبدالله السعيد وصالح مختار.. وفي المقابل شكل رائد الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى الأول الشيخ عبدالرحمن سعيد -رحمه الله- أبرز الداعمين للرئيس النصراوي -الجديد- وساهم (أبو مساعد) في تقديم سلفة لسداد قيمة إيجار المقر بعد الأزمة المالية التي اجتاحت البيت الأصفر، فضلاً عن تأمين المستلزمات الرياضية من أحذية وملابس في موقف بطولة يسجل للرمز الكبير الذي ساند المختار ووقف معه ودعمه من أجل استمرار المسيرة الصفراء.. يقول المرحوم -بإذن الله- عبدالله المختار في حديثه للزميلة الرياض بالعدد (11686) أخذت سلفة من الشيخ عبدالرحمن بن سعيد في خطاب قدمته لابن سعيد وأحتفظ به -الكلام للمختار- دعما ماليا ومنحه شيخ الرياضيين البطاقة العضوية الشرفية بنادي الهلال تقديرا لتاريخه وإسهاماته في دعم الحركة الرياضية بالمنطقة.. انتهى. كان المختار من الرواد المؤثرة في تاريخ النادي الأصفر، فهو من قاد مسيرة النادي كأول رئيس للفريق العاصمي وسجله رسميا في رعاية الشباب وكان في ذلك الوقت موظفا في وزارة الزراعة براتب 300 ريال، كان يصرف راتبه على النادي.. ربما كان لا يجد أبناؤه من راتبه إلا شيئا بسيطا، بينما يذهب معظم راتبه إلى صندوق النادي الأصفر وتحمل الكثير والكثير في حقبة تعد الأصعب في تاريخ النصر فقد تعب وبذل مساعي مضاعفة في سبيل الحفاظ على لاعبيه ومنهم من انضم لفريق الوحدة العاصمي -قبل حله- ونجح في إعادتهم والمحافظة على أركان الفريق.. فالتاريخ الرياضي يذكر أن المختار نجح وقبل تسجيل النادي رسميا في إعادة بعض اللاعبين الذين انشقوا من الفريق وذهبوا للوحدة (قبل التسجيل الرسمي.. ونجح في استكمال العدد المطلوب (30- لاعباً) لتسجيله -رسميا- عام 1380ه واستمر في قيادة دفته في المنافسات المحلية إلى أن دخل الرمز الكبير الأمير عبدالرحمن بن سعود -رحمه الله- البيت النصراوي في النصف الأول من عقد الثمانينات بكامل لياقته الإدارية وشبابه المتوثب.. ليسلم الراية الصفراء إلى رجالات النصر الكبار الذين قادوا المسيرة إلى الصعود لأول مرة عام 1383ه إلى دوري الكبار وبالتالي المنافسة على الألقاب الكبيرة والمنجزات الذهبية. يبقى الأستاذ المرحوم بإذن الله (عبدالله مختار) من الشخصيات الرياضية التاريخية العصامية التي خدمت البيت النصراوي في أصعب مراحله وقاده رسميا في أول معترك تنافسي.. بعد مجيء حركة تصنيف وتسجيل الأندية رسمياً في مطلع الثمانينيات الهجرية.