ودعت الساحة الرياضية - الهلالية - يوم الاثنين الماضي الشيخ عبدالرحمن بن عبدالله بن شعيل أحد رجالات نادي الهلال - الإداريين- الأوائل ممن عملوا مع مؤسس النادي الشيخ عبدالرحمن بن سعيد منذ أول مجلس لإدارة النادي قام قبل نصف قرن. وعرف الراحل بالحكمة والنزاهة وطيبة القلب وروح التسامح التي كان يتحلى بها «رحمه الله» إبان فترة عمله بالنادي التي شهدت تحقيق الهلال أول ثلاث بطولات كبرى في تاريخه. دخل تاريخ النادي كأول أمين للصندوق.. وثاني نائب للرئيس ويعتبر «ابن شعيل» أول أمين للصندوق عام 1381ه وثاني نائب للرئيس في تاريخ نادي الهلال في ذلك العام، واستمر الفقيد في العمل الإداري بنادي الهلال حتى عام 1384ه الذي توج فيه الهلال بطلاً لكأسي الملك وولي العهد لأول مرة في موسم واحد وبعد هذا النجاح الإداري الكبير آثر (ابن شعيل) التوقف عن العمل الإداري الرسمي في الهلال غير أنه لم يبتعد عن مؤازرة رفيق شبابه ودربه الرياضي مؤسس الهلال الشيخ عبدالرحمن بن سعيد «أمد الله في عمره» الذي كشف ل «الرياض» المراحل الإدارية التي عمل فيها الفقيد بنادي الهلال خلال النصف الأول من عقد ثمانينيات القرن الهجري الماضي. عرفته بالحكمة والنزاهة.. وتحلى بروح التسامح وعدم التسرع في الرد يستهل مؤسس نادي الهلال حديثه ل «الرياض» عن الراحل عبدالرحمن بن شعيل قائلاً: كان رحمه الله محباً لهذا النادي الكيان وكان يتألم إذا انهزم في ذلك الوقت وكان من رجالات المجتمع الهلالي البارزين وله مكانته وقيمته الاجتماعية. لقد أسرني باخلاقه العالية وهدوئه وعدم تسرعه في الرد حتى ينتهي السائل أو المعضلة وذلك بفضل حكمته وروح التسامح التي كان يتحلى بها «رحمه الله». المرحوم عبدالرحمن بن شعيل في صورة حديثة مع نجله أحمد خطاب الفزعة وأضاف الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (86 عاماً) أن بداية ارتباطه العملي بابن شعيل يعود إلى أوائل عام 1380ه وقال: «جاءني ومعه مجموعة من أبناء مدينة الرياض المخلصين لنادي الهلال والمحبين لي شخصياً عندما شاهدوني أدير دفة النادي وحيداً منذ تأسيسه بمسماه الأول (الأولمبي) وقد أخذتهم النخوة الوطنية عرضوا المساهمة في خدمة النادي وقدموا لي خطاباً مشتركاً تضمن تلك الرغبة وحمل توقيعاتهم وكانوا مجموعة من سبعة شباب يملؤهم الحماس للعمل في أروقة النادي وهم: عبدالرحمن بن شعيل، محمد بن غشيان، فهد الحيزان، محمد بن مصيبيح، ناصر بن خليف، عبدالعزيز بن حيزان، عبدالعزيز أبو شنق وكان نص الخطاب المؤرخ في 25/2/1380ه كالتالي: ضوئية للخطاب الموجه لعبدالرحمن بن سعيد من عبدالرحمن بن شعيل ومحمد بن غشيان وفهد الحيزان ومحمد بن مصيبيح وناصر بن خليف وعبدالعزيز بن حيزان وعبدالعزيز أبو شنق بتاريخ (25/2/1380ه) «سلسلة وثائق مؤسس الهلال» نص الخطاب الرياض في 25/2/1380ه حضرة المكرم الأستاذ الفاضل عبدالرحمن بن سعيد رئيس نادي وفريق الهلال الرياضي الموقر.. تحية تقدير وإكبار.. لما نحمله لفريق الهلال وأفراده من حب خالص يدفعنا الأمل ويحدونا الرجاء.. يسعدنا أن ننتمي وننتسب إلى هذا الفريق الذي أصبح له في قلوبنا كل محبة وود واعتبارنا كنا ولا زلنا وسوف نزال مشجعين معنويين وماديين. وتأكيداً لما نحمله لفريقكم المحبوب الذي نرجو له من صميم قلوبنا كل تقدم وازدهار في دنيا الرياضة والرياضيين والتوفيق والنجاح في هذه الحياة حتى يأخذ المكانة البارزة بين الفرق الكبرى في هذه المملكة. سارعنا بتسطير هذه السطور مؤكدين تضامننا وتعاوننا وتشجعينا إلى هذا الفريق ولنا أكبر الأمل نحو موافقتكم كما لا يفوتنا في هذه المناسبة إذا تكرمتم مشكورين بتزويدنا ببرامج الفريق السارية فيه وأوقات التمارين حتى نتمكن من مشاهدة التمارين في أوقاتها المعتادة وأن لا تحرمونا من أي مناسبة تتاح للفريق كمثل إقامة مباريات أو خلافها حيث يسعدنا أن نعلم ونعرف الشيء الكثير عن نادينا الحبيب الذي أثلج صدورنا وأدخل السرور إلى نفوسنا مما له مكانة بارزة لدينا بين جميع الفرق وأننا نعرف سلفاً أن طلبنا هذا سوف يلاقي كل تجاوب منكم لما هو معروف عن شخصكم. هذا ونرجو لكم التوفيق ويتم لفريقكم كل نصر وفوز.. وسيروا أيها الأخ قدما من نصر إلى انتصارات ومن فوز إلى فوز ودمتم.. إخوانكم: عبدالرحمن بن شعيل محمد بن غشيان فهد الحيزان محمد بن مصيبيح ناصر بن خليف عبدالعزيز بن حيزان عبدالعزيز أبو شنق.. فريق هلال الثمانينيات الهجرية رحبت بهؤلاء الشباب وشكرتهم على هذه الفزعة وطلبت حضورهم للنادي وأقمنا بعد يومين حفلا بهذه المناسبة في مقر النادي بشارع الظهيرة وبعدها باشهر عقدت جمعية عمومية من أجل ادخال هؤلاء المتبرعين بأنفسهم لخدمة الهلال ونجح منهم من نجح ورسب من رسب في عملية التصويت لكن الأغلبية نجحوا وبقوا في الهلال زمناً طويلاً واليوم نترحم على أربعة منهم لحقوا بالرفيق الأعلى: محمد بن مصيبيح، ناصر بن خليف، عبدالعزيز أبو شنق، عبدالرحمن بن شعيل (رحمهم الله) وندعو للثلاثة الباقين على قيد الحياة بالصحة والعمر المديد إن شاء الله. ابن شعيل أول أمين للصندوق وضم أول تشكيل إداري رسمي لنادي الهلال الإخوان الذين تقدموا لي بخطابهم الجماعي وبعد انعقاد الجمعية العمومية جرى تسمية أول مجلس لإدارة نادي الهلال برئاستي والأخ عبدالرحمن بن شعيل (رحمه الله) الذي أصبح أول امين للصندوق والاخ محمد بن غشيان كأول نائب للرئيس والأعضاء محمد بن مصيبيح وعبدالعزيز أبو شنق وفهد الحيزان وناصر بن خليف وعبدالعزيز الحيزان بجانب عبدالرحمن الهايف وعبدالرحمن السماري ثم استقال الهايف ورشح مكانه محمد بن حيزان (رحمه الله). ثاني نائب للرئيس وبدأنا مشوار بطولة كأس الملك الذي حققناه بجدارة لأول مرة عام 1381ه على حساب الوحدة من مكة ب 3/2 وبعد تحقيقنا البطولة الكبرى.. تم عقدت الجمعية العمومية وصدر قرار رعاية الشباب بالرقم 182 وتاريخ 11/11/1831ه بتعديل على المجلس ليصبح التشكيل الجديد برئاسة عبدالرحمن بن سعيد على النحو التالي: الأخ عبدالرحمن بن شعيل نائباً للرئيس بدلاً من محمد بن غشيان، فهد بن شعيل، عبدالله بن رشيد بن غانم، محمد عبدالرحمن رمضان (سكرتيراً) محمد بن حيزان، فهد بن غشيان، وبعدها بعام وتحديداً في 30/10/1382 أجري تعديل اداري طفيف عاد عبدالرحمن بن شعيل أميناً للصندوق واستمر الفقيد في العمل الإداري حتى إدارة الهلال في عام 1384ه إذ عين التشكيل الإداري مرة أخرى بعد استقالة عدد من أعضاء المجلس قبل مباراة الاتحاد على الكأس عام 1383ه وبعد المباراة تشكل المجلس في جمعية عمومية صاخبة بانتخابات عامة لم يسبق لها مثيل إذ كان يفترض عقدها مساء يوم الاربعاء 20/10/1383ه وتأخرت الي يوم 20/3/1384ه تضحيات تركي السديري لا تنسى وبالمناسبة أتذكر عدداً من الأعضاء المخلصين والفاعلين الذين عملوا لصالح النادي وتجهيز الفريق للمنافسة وتحقيق البطولتين ومن بين هؤلاء الأستاذ تركي عبدالله السديري الذي ترشح في الجمعية العمومية واختير نائباً للرئيس لكنه كان يعمل قبل انعقاد الجمعية العمومية وله موقف لا ينسى في الوفاء والتضحية ويسجل له في تاريخ الهلال عندما كانت حرمه في المستشفى للولادة وحضر الأستاذ تركي للعمل وللاطمئنان على وضع الفريق في معسكره والوقوف على استعداده لنهائي كأس 1384ه وتلقى في النادي البشرى بمولوده وتشكل ذلك المجلس برئاسة عبدالرحمن بن سعيد وتركي عبدالله السديري نائباً للرئيس ومحمد رمضان سكرتيراً والأعضاء: عبدالرحمن الحمدان، صالح العجروش، الشاعر إبراهيم خفاجي، مساعد بن مسعود، عبدالرحمن بن شعيل، عبدالعزيز أبو شنق، عبدالله أحمد الصايغ وقد استمر المجلس إلى أن حصل النادي على الكأسين في موسم 1384ه. وحقيقة كان للاستاذ تركي السديري في تلك الإدارة والفترة جهود وتضحيات وبصمات لا تمحى ويكفي هذه الإدارة شرفاً وفخراً أنها أول إدارة تقود الهلال للفوز بكأسي الملك وولي العهد في موسم واحد.