في تاريخنا الرياضي شخصيات بارعة ورموز فذة استحقت عن جدارة واقتدار ان تمثل أنموذجاً مشرفاً يتطلع إليه الجميع بالاكبار والاجلال والتقدير.. ليس فقط لأنها لعبت دوراً ريادياً في خدمة الحركة الرياضية السعودية وهي في مهدها.. بل لأنها وبفكر ناضج وحنكة إدارية وقيادة ذكية.. استشرفت المستقبل فعملت من أجله سنين طوالاً لنقطف اليوم ثمار ذلك الجهد البطولي إنجازات وبطولات وألقاباً ومشاركات عالمية. ولو تتبعنا مسيرة الحركة الرياضية في مملكتنا الغالية لوجدنا ان اسم العلم الرياضي الكبير والقامة العملاقة الشيخ عبدالرحمن بن سعد بن سعيد (85 عاماً) متعه الله بالصحة والعمر المديد متواجد في كل الأوقات وحاضر بقوة في الوسط الرياضي. ولا شك أن (شيخ الرياضيين) كان له دور كبير وعمل جبار في إثراء الرياضة بالمنطقة الغربية قبل ان ينقل ما اكتسبه من خبرات ويزرع بذرة الرياضة في المنطقة الوسطى في حقبة الستينيات الهجرية من القرن الفائت ويسهم في تأسيسها من خلال فريق الموظفين مع عدد من الشخصيات التي تمثل أول جيل مارس كرة القدم بالمنطقة الوسطى عام 1365ه قبل قيامه مع عدد من زملائه بتأسيس نادي الشباب بعدها بعامين ثم انفراده بتأسيس زعيم الأندية الآسيوية والسعودية (الهلال) عام 1377ه فضلاً عن اسهاماته الفاعلة من المعطيات لبقية الأندية بدعمه المادي والمعنوي الموثق (خطياً) في مكتبة الشيخ وأفضاله لم يستثن منها أي ناد بالمنطقة، بما فيها الفريق المنافس - النصر - الذي تكفل بدفع قيمة ايجار مقره (300 ريال) عام 1381ه بشهادة الراحل عبدالله مختار: أول رئيس لنادي النصر بعد تسجيله رسمياً عام 1380ه، وتم نشر وثيقة هذا الدعم يوم الجمعة الماضي في هذه الصفحة التي تثبت صحة هذه المعلومة التاريخية وتوثيقها.. فابو مساعد حينما يدعم نادياً منافساً فذاك في اطار حرصه على الارتقاء بالرياضة، واستقراره وبقاءه انطلاقاً من إيمانه بأهمية المنافسة وانعكاسها على النهوض بمستوى الرياضة في المنطقة الوسطى شأنها في ذلك شأن بقية المناطق. ورغم هذه الجهود المخلصة التي قدمها (شيخ الرياضيين) لكافة الأندية بالمنطقة الوسطى، بما فيها نادي النصر، وبشهادة رواده، ظهر للأسف مؤخراً من رجال النصر من يحاول الإساءة إلى هذه القامة العملاقة والنيل من تاريخها وخدماتها الجليلة للحركة الرياضية السعودية، حينما جرد (شيخ الرياضيين) من دوره التاريخي في بناء نادي الشباب وحقه المشروع في تأسيس أول ناد في المنطقة الوسطى قبل 63 عاماً، واسنده الى الراحل «محمد ابراهيم مكي» لأهداف مكشوفة دون ان يستند على أي وثيقة تاريخية تثبت صحة كلامه.. مع العلم ان جميع المؤرخين الرياضيين الكبار اتفقوا على اصحاب الريادة والسيادة في قضية التأسيس الشبابية، وان من بنى الصرح الشبابي كان مجموعة من الرجال مع (ابومساعد) الذي كان أول رئيس له ولفترة عشر سنوات متتالية (67 - 1377ه) ولمن ادعى ان محمد ابراهيم مكي هو المؤسس الحقيقي لشيخ الاندية.. نقول ان دوره «رحمه الله» وكما هو معروف كان مقتصراً فقط على استضافة اجتماعات رجالات الشباب المؤسسين في كراج الأميرة العنود (رحمها الله) باعتباره مسؤولاً عنه وقام بعد ذلك بنقل اللاعبين لأداء التمارين بالملز في سيارة «الوانيت». إضافة الى ان رموز ورواد الحركة التأسيسية لنادي الشباب، ومنهم صالح ظفران (رحمه الله) وعبدالحميد مشخص «متعه الله بالصحة والعمر المديد» وعبدالله بن أحمد (رحمه الله)، اتفقوا على ان عبدالرحمن بن سعيد هو مؤسس ناديهم وهذه شهادة تدحض اقوال كل من حاول خربشة تاريخ رائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى عبدالرحمن بن سعيد. ولمن حاول الإساءة والنيل من هذه القامة العملاقة التي خدمت رياضة الوطن اقول اقرأوا التاريخ الرياضي وانظروا ماذا قدم هذا الرجل العظيم بعد دخوله هذا المجال، إذ خسر على الصعيد الشخصي الكثير من ماله وصحته وحتى مركزيه الاجتماعي والوظيفي رغم انه تقاعد على المرتبة الرابعة عشرة في أمانة مجلس الوزراء.. في موقع ما كان ليحظى به لولا ثقة ولاة الأمر، وكان بإمكانه ان يتجاوز ذلك لو تفرع للعمل الحكومي. ويظل (ابو مساعد) رمزاً من رموز الوطن الذي يستحق التكريم ولو - على أقل تقدير - بالكف عن الإساءة اليه، واحترام ما قدمه من عطاءات وتضحيات وجهود جبارة على مدى 63 عاماً زاخرة بالبذل والعطاء.. كما نرى في المجتمعات الرياضية المتحضرة التي تحمي تاريخ روادها وتثمن بإجلال وإكبار تضحياتهم وتصون أسماءهم من اي إساءة!!. ويبقى في نهاية المطاف اسم عبدالرحمن بن سعيد (شيخ الرياضيين) عالياً وشامخاً .. شاء من شاء وأبى من أبى!!.