الحمد لله الذي بشكره تدوم النعم.. والحمد لله الذي أبدل حزننا بفراق صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز (سلطان الخير).. بأن هيأ الله لهذه البلاد ملكاً مسدداً.. وصاحب رؤية وفراسة.. فقد وفقه الله وهو موفق ولله الحمد في جميع قراراته التي أصدرها.. لقد وفقه الله وفي وقت سريع قبل أن يجف الطين الذي أقيم على قبر صاحب السمو الملكي فقيد الوطن والأمة بل فقير العالمين الإسلامي والعربي.. سلطان بن عبدالعزيز نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة وأن يلهم البلاد والأمة الصبر والسلوى لفراقه.. أعود فأقول لقد كان خادم الحرمين حفظه الله موفقاً ومسدداً باختياره لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء وزيراً للداخلية.. فسموه الكريم لا شك هو الرجل المناسب لهذه المهام الجسام.. فقد أمضى حياته وعمره المديد في خدمة الدين والدولة.. فهو يحفظه الله رجل الدولة وحامي حمى الدين والمدافع عن العقيدة وناصر الإسلام والمسلمين.. وهو السيف القوي الذي يدافع عن العقيدة.. وينصر من ينصر الدين.. فجزاه الله خيراً وأعظم له المثوبة على كفاحه وسهره الليل مع النهار من أجل أمن الوطن والمواطنين والمقيمين على أرض الوطن. إن نايف بن عبدالعزيز ولي العهد رجل نادر الوجود وهو خير خلف لشغل هذا المنصب لخير سلف.. وسموه الكريم يعرفه القاصي والداني بحكمته وإدراكه وتحمله للمشاق وعدم الانزعاج من الناس الذين يتصلون بسموه من أجل حل قضاياهم... فهو الفارس الأمين على مقدرات هذا الوطن بما حباه الله من خصال حميدة ومواهب عظيمة.. فهو قائد ملهم يتميز بالهدوء والحنكة.. والحكمة وطول البال والحكمة، ولا شك أن الحلم والأناة.. خصلتان يحبهما الله ورسوله.. وقد قال الله في كتابه العزيز: وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا . هنيئاً لنا جميعاً بصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي كان اختياره موضع تقدير وارتياح من جميع المواطنين.. على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم كباراً.. وصغاراً.. رجالاً.. ونساءً... لأن نايف حفظه الله رجل عاصر الأمور وجنب البلاد الكثير من الويلات والأزمات بفضل الله ثم بفضل حنكته وحكمته وسياسته التي تتسم بالهدوء وبعد النظر.. وحماية العقيدة وكأنما بالشاعر يقصد سموه في قوله: ويكون غراراً نومه من حذاره على بيضة الإسلام والخلق راقد وسمو الأمير نايف رجل منصف من نفسه لا يظلم أحداً بل يترك شيئاً من حقه في سبيل عدم مضايقة أحد ويحافظ على سمعته وكرامته.. ولقد كنت في مكتب سموه يوما (ما) وتطرق الحديث إلى التعديات من بعض الأشخاص على الأراضي.. وعدم ارتداعهم أو خوفهم من تبعات هذه التجاوزات.. ويعرضون أنفسهم للملامة والسخط من الله ثم من الحكومة والناس.. وقال سموه هل هناك من يعطي فلانا وهو رجل من الرجال الأثرياء المعروفين في البلاد.. والله إني يا نايف بن عبدالعزيز تنازلت له عن جزء من أرض مزرعتي المتاخمة لمزرعته لكي لا يقال بأن نايف استغل مكانته، وكذا المحافظة على سمعتي بين الناس وهذا ما حدث فعلاً مني.. فقلت لسموه جزاك الله خيراً وأدام عليك لباس الصحة والعافية... كما كان سموه حريصاً على إنهاء أمور وقضايا الناس.. ولكن لا يسمع الوشاة ولا يرضى بأن يسب أحد أحداً عنده، ففي ذات يوم ذهب أحد رؤساء المراكز (كانت قبل نظام المناطق) تسمى إمارات رغم صغرها.. ودخل على سموه يشتكي أحد المسئولين الذي لم يجيز بعض مطالبه المخالفة للنظام.. وقال لسموه إن فلاناً رجل ما فيه خير وكذا وكذا.. فقال سموه.. هل هو مخل في عمله أو يأخذ رشوة أم ماذا؟.. فقال لا ولكنه طول الله عمركم يطبق النظام.. فضحك سموه وقال: الحمد لله.. هذا الذي نريد والله يكثر من أمثاله.. وهكذا كان سموه رحب الصدر يأخذ ويعطي مع الناس حتى يصل إلى الحقيقة... جزاه الله خيراً على ما يقدم للأمة من جهود موفقة.. ونسأل الله أن يمده بالصحة والعافية وأن يحفظ بلادنا العزيزة المملكة العربية السعودية ويحميها من كيد الكائدين وحسد الحاسدين في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة. والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين. عضو مجلس منطقة الرياض