نريد أن ننجز الأهداف من خلال الناس.. وهنا لابد من مدير قائد للمنظمة لابد أن يتمتع المدير بصفات القيادة فقد يقول مرؤوس معارض: «حسناً، بما أنك المدير، إذن سأوافق على هذا الأمر.. ولكن ذلك لن يستمر طويلاً». إذا ما كنت مديراً مصراً على إعطاء أوامر لا يرضى عنها كثير من المرؤوسين فإن ذلك لن يستمر طويلاً، فأشياء كثيرة سيظهر خطؤها جلياً فيما بعد، إذ لا يصح في النهاية إلا الصحيح. ولا غرابة في أن يظل الذين لا يؤمنون بقائدهم يراوحون مكانهم ولن يتقدم أحد منهم خطوة واحدة إلى الأمام في العمليات المسندة إليهم. كن دقيقاً في تحري الحقائق والبحث عنها، ولا تتردد في أن تبني شركتك على أساس صحيح ومتين.. ولا تخش أن تتخذ قراراً بعد أن أشبعته دراسة وتمحيصاً. وبعد أن تثق بأنه يلبى معظم متطلبات إدارتك وأن أداء القرار والعمل به يؤدي ثمرته حيث يأخذ المرؤوس به ويعمل من خلاله في قسمه الذي ينتمي إليه. معظم الناس يوافقون على الرأي القائل: أن هناك قياديين ولدوا بالفطرة، شخصياتهم تؤثر على الآخرين، فيتبعونهم في آرائهم ويستمعون لأوامرهم.. ولكن القليل منا من يتمتع بهذا السحر الجماهيري الذي يتمتع به قياديو العالم ووهبه الله لهم.. لكننا بالتأكيد قادرون وبمجموعة من المهارات التي لدينا على تطوير وتحسين الصفات القيادية في شخصيتنا وطبيعتنا لنظهر كما يليق بنا ومثل أولئك القادة العظماء. أسباب القيادة: يمكننا وصف الطريقة العامة للقيادة من خلال الأساليب المختلفة التالية: 1» الإعلام بالأمر فقط لتنفيذ القرار المتخذ: وهو أبسط وأوضح وأسهل أسلوب.. انه مسألة إعطاء أمر ما بشأن قرار ما، فتجد المدير يقول لموظفه:«افعل هذا». «2» الإعلام بالقرار مع تبرير اتخاذه: وهو الإخبار الذي يشمل الشرح للأمر والمعد لإقناع المرؤوس المعارض بأن هذا القرار هو القرار الصحيح والمناسب لخطة العمل.. فيقول المدير لموظفه مثلاً:«افعل ذلك لأنه الخيار الأمثل وهو الذي ينسجم مع أهدافنا». «3» الاستشارة: ويكون ذلك بإصدار الأمر للمرؤوس بعد دعوته يشرح رأيه في المسألة المراد اتخاذ القرار بشأنها، فيقول له المدير مثلاً:«ماهي الأشياء التي ينبغي أن نفعلها بوجهة نظرك؟ .. شكراً لك.. لقد قررت الآن وبناء على رأيك أن نفعل التالي..». «4» المشاركة في الرأي: يشمل دعوة كل من يتعلق بهم الأمر للاشتراك في إصدار القرار الذي في أغلب الظن سنقرره من خلال هذه الجماعة فيقول لهم المدير: «بما أننا الآن مع بعضنا ووجهاً لوجه.. فدعونا نقرر ما الذي ينبغي فعله». «5» التفويض: ويحدث ذلك حين يفوض المدير المسؤولية لجماعة من الأشخاص أو شخص ما، ويمنح على أساس ذلك السلطات ويعطي التسهيلات والصلاحيات ليفعل ما يستطيع بوسعه أن يفعل ليساعد الإدارة من خلال إنجاز ما طلب منه تحقيقه فيقول له:«أرجوك.. تعامل مع هذا الأمر بما يناسب وأود أن أعرف ماهية المساعدة التي يمكنني أن أقدمها لك في هذا الشأن». كيف تختار الأسلوب القيادي الأمثل لك؟ * في الغالب يكون لكل منا أسلوبه الذي يفضله، وقد يكون ذلك بطريقة غريزية ومن غير أن نشعر. فالبعض ينجو بسلوكه نحو القاعدةالعامة التي تقول: إن أفضل الطرق هو أقصرها، فدعنا نقل للآخرين ما نريدهم أن يفعلوه لنا بوضوح ودعهم يفعلوا لنا ما أردنا، وعلى الطريقة التي تحب إن أمكن، والبعض الآخر يسعى لأن يكسب احترام الجميع لشخصه، فيؤمن أن لكل شخص الحق في أن يعيد النظر في ما يريد أن يفعله من أجلنا فيفعله عن قناعة لا عن أمرنا فقط. إن هناك اتجاهاً الآن نحو المضي في اتباع كل هذه الأساليب الحديثة لقيادة الناس.. فقبل بضع سنين كانت كلمة المشاركة على كل شفاه المديرين . أما الآن فإن أسلوب التفويض هو الأشهر استخداماً بين الحاليين، وبالرغم من كل هذه التأثيرات فإن أغلب المديرين العمليين يتفقون على أنه ليس هناك أسلوب مفضل على غيره من هذه الأساليب. ولكن لكي تكون مديراً فعالاً.. فلابد أن تكون قادراً على استخدام كل هذه الأساليب المختلفة ويختار منها ما يناسبه ويناسب الحدث والظروف التي يعيشها.. والله الموفق. المصدر: * الادارة في أسبوع تأليف مالكوم بيل * ثقافة ادارية