ما الذي يدور داخل أروقة الملحقية الثقافية السعودية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية؟، أكبر جامعات المملكة لم يتجاوز عدد طلابها 30 ألفا، بينما في الولاياتالمتحدة بلغ عدد الطلاب مع مرافقيهم الذين أيضا يتبعون للملحقية 63 ألفا، شد وجذب شهدته الملحقية في الفترة الأخيرة مع الانتقال من نظام الحكومة الإلكترونية الداخلي إلى النظام الإلكتروني لبوابة وزارة التعليم العالي للطلبة المبتعثين في كل دول العالم. «عكاظ» استطلعت آراء الطلبة المبتعثين ولمست غضبة البعض ورضى آخرين، وبين المنطقتين بقيت حقائق أكثر، حملنا الأسئلة من أفواه وعقول الطلاب إلى الملحقية، وتجولت «عكاظ» في أروقة المبنى الجديد في قلب مدينة فير فاكس، لتقف على الوضع اليوم، وما هي أجندة الملحقية لاستيعاب هذا العدد الكبير، فكان اللقاء التالي مع الملحق الثقافي السعودي إلى الولاياتالمتحدة الدكتور محمد بن عبدالله العيسى: • ما هو وضع المبتعثين في الولاياتالمتحدةالأمريكية اليوم خصوصا عقب ارتفاع عددهم مع مرافقيهم خلال خمسة أشهر فقط إلى ما يزيد على 63 ألفا، في ظل حاجة هؤلاء الطلاب إلى خدمات مختلفة في أقصر وقت وبأفضل الطرق؟. الملحقية الثقافية السعودية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية هي أكبر الملحقيات من حيث عدد الطالبات والطلبة الذين تجاوزوا 48 ألفا، ويصلون مع مرافقيهم إلى 63 ألفا، واتساع البلاد التي تتواجد فيها الملحقية، وهذا الجهاز يمر بمراحل تطويرية متعددة ففي الفترة الأخيرة أطلق نظام البوابة الإلكترونية للطلبة المبتعثين التابع لوزارة التعليم العالم، وبهذه المناسبة أقدم اعتذاري لبناتي وأبنائي المبتعثين الذين تعرضوا إلى بعض الأخطاء التي حدثت وهي غير مقصودة نتيجة الانتقال من نظام إلى آخر، ولكن الحمد لله الأوضاع استقرت كثيرا ونسعى بجد إلى تجاوز كل الملاحظات والمشاكل وهي طبيعية في كل التجارب المشابهة في حال الانتقال من نظام إلى آخر، ومن المتوقع دائما حدوث حالة إرباك غير مقصودة، ولكن تجاوزناها بنسبة 95 في المائة، والنظام أخذ في الاستقرار، ولمسنا ذلك من انخفاض عدد الرسائل الإلكترونية والاتصالات الهاتفية. • وهل تواصلت الملحقية مع الطلبة لمعرفة مشاكلهم وملاحظاتهم؟. بالتأكيد، وأرسلنا بطاقة إلكترونية للجميع تتضمن المشكلة ونوعها، أكاديمية، إدارية، أو مالية، ومع بياناته كاملة، وجهزنا فريقا متخصصا للتعامل مع كل مشكلة ولديه صلاحية إنهاء المشكلة في الحال والرد على المبتعث وليس إنهاء المشكلة فحسب، ويعمل حتى في إجازة نهاية الأسبوع ولساعات متأخرة، ويشمل الرد الإيضاح للمبتعث بأن معاملته أنجزت وهي نظامية، أما إذا لم تنجز يوضح السبب ونقطة عدم النظامية في المعاملة. البوابة الإلكترونية لوزارة التعليم العالي التي تحت مظلتها النظام الإلكتروني للمبتعثين يتميز بالشفافية ويعطي الطالب حق متابعة معاملته إلكترونيا وأين وصلت، وفي الطرف الآخر وزارة التعليم العالي تتابع المعاملة ابتداء من الوزير وجميع الموظفين أصحاب العلاقة، لمعرفة سير المعاملة ومدى إنجاز المعنيين بإنهاء طلبات المبتعثين، وشخصيا أطلع على ما يردنا باستمرار وأعرف كل موظف ومشرف أكاديمي، كم معاملة أنجز وكم أخر ولماذا، وتعليقات المشرفين على الطلبة، وهنا أنتهز الفرصة لأذكر بناتي وأبنائي المبتعثين هناك، خيارا في موقع النظام الإلكتروني للمبتعثين بمسمى استفسار، آمل أن يستخدموه لأنه سيغنيهم عن الاتصال الهاتفي وحتى إرسال البريد الإلكتروني، لأن به خاصية الاستفسار من المشرف أو أي قسم من الأقسام الموجودة عن أي طلب من الطلبات، وهذه الاستفسارات تراقب وتتابع من قبل الملحق ومدير الإقليم ومديري الإدارات ومساعدي الملحق بشكل يومي، ويصلني تقرير يومي من إدارة تقنية المعلومات، وهذا يساعدني والإخوة الزملاء لنعرف مكامن الخلل لمعالجتها والأخرى المنجزة لتعزيزها. • المبتعثون يسألون عن إجراءات ما الذي سيتخذ؟. في هذا الجانب بالذات وعبر صحيفة «عكاظ»، أعد بناتي وأبنائي المبتعثين أن أي مشرف أكاديمي أو موظف يثبت تقصيره وتراخيه في خدمة المبتعثين لن نتردد في تطبيق الأنظمة والقوانين عليه بشكل سريع وحازم وحاسم، ولو حتى بلغ الأمر إنهاء خدماته في الملحقية سواء كان موظفا سعوديا أو متعاقدا. • بعد أقل من ثلاثة أشهر وحتى منتصف العام المقبل ستصل أفواج الطلبة المبتعثين في الدفعة السابعة لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، ماذا أعدت الملحقية كي لا تحدث أي إرباكات، ويسهم في سلاسة وصولهم وبداية دراستهم؟. انتقالنا إلى المبنى الجديد خلال الأشهر الثلاثة الماضية وهو واحد من معالم ولاية فرجينيا، ويحوي تقنيات عالية وحديثة، وزاد عدد الموظفين والمشرفين تمشيا مع زيادة عدد الطلبة في سنوات البرنامج هذا العام والأعوام المقبلة، وفي هذا السياق أود أن أوضح أن طلاب برنامج خادم الحرمين الذين يأتون من المملكة الغالبية العظمى منهم لا تواجهنا معهم مشكلات، لأنهم دخلوا في المنافسة بمستويات علمية متقدمة من المملكة وخضعوا لمعايير عالية، وانخرطوا في دورات ملتقيات الابتعاث، ومعظمهم لديه الوعي. أما في جانب توعية المبتعثين المقبلين، فهناك برنامج تعريفي على أجزاء في موقع الملحقية www.sacm.org، أنصح بناتي وأبنائي القادمين من المملكة الاطلاع عليه وفهم كل جزئية، التي تبدأ بما قبل الإقلاع، ثم الوصول إلى واشنطن ثم قوانين الولاياتالمتحدة، وأنظمة التعليم العالي في الولاياتالمتحدة هي عبارة عن مقاطع فيديو مصورة، كما أنصحهم بالتواصل مع رؤساء الأندية الطلابية في الولايات المختلفة وجميع أرقام التواصل وعناوينهم الإلكترونية موجودة في الموقع الإلكتروني للأندية الطلابية، وهي 175 ناديا طلابيا، يقدم الطلاب لزملائهم الجدد خدمات مهمة في ما يخص السكن واستخدام وسائل النقل وأنظمة الولايات والمسائل القانونية وغير القانونية وطريقة التعامل في الجامعات، وحقيقة تجربتنا في الولاياتالمتحدة من ناحية الأندية الطلابية مميزة وفريدة وجميع هذه الأندية جزء من اتحاد الطلبة وتحت مظلة الجامعات الأمريكية، وبأمانة تجربة الأندية الطلابية قدمت نموذج الإنسان السعودي المسلم المخلص لوطنه ولأبناء بلده والمحب لتقديم الخير ومد يد العون. اسمح لي أن أتحدث بإسهاب أكثر عن هذه الأندية لأنها حقيقة استثارتنا في كل شيء حتى في تكوينها، نجد أن إدارتها مكونة من خليط من أبناء مناطق المملكة من الجنوب إلى الشمال والوسطى والشرقية إلى الغربية، كونوا نسيجا جميلا وثقافة سعودية جميلة، وهذا هو واحد من وجوه برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي التي تجمع أبناء الوطن وتعرفهم على ثقافاتهم الداخلية، وما تلمسه في الأخير أنهم سعوديون لا أكثر بعيدا عن الاختلاف الجغرافي داخل الوطن. • في ملف الطلبة المتميزين يتحدث الطلبة عن هذا الجانب كثيرا، وكان آخر تلك المنجزات لطالبة سعودية في جامعة جورج تاون، ماذا لدى الملحقية في هذا الجانب؟. هذا الجانب مهم، وفي الملحقية لدينا تطوير شامل وهذا يعد من أهم الملفات، وكلف به الزميل الدكتور خالد الدامغ، وهو عضو هيئة التدريس في جامعة الملك سعود والتحق بالعمل معنا أخيرا، والآن نضع اللمسات الأخيرة على مشروع نأمل أن يكون مفاجأة سارة للجميع، وسنسعى إلى وضع آلية مؤسساتية للتعاطي مع المميزين ضمن باقة تكريمية وحوافز تشجع كل طالبة وطالب مميز يرفع اسم الوطن عاليا، وهناك أيضا برنامج يخص بناتنا وأبناءنا الذين يدرسون في أفضل عشر جامعات في أمريكا، مثل هارفرد وأم آي تي وساندفورد ويال، وبالمناسبة هناك 24 طالبة وطالبا في جامعة هارفرد أربعة منهم أطباء، ويأخذني الحديث عن الأطباء لأفتخر بأن المملكة لديها اليوم 1325 طبيبة وطبيبا في الولاياتالمتحدة منخرطين في برامج الزمالة، بينما في شهر يوليو 2007 لم يكن لدينا إلا عشرة أطباء سعوديين، ولم يكن لدينا أية اتفاقيات مع كليات الطب الأمريكية، بينما اليوم لدينا 105 اتفاقيات مع كليات طب وصيدلة وتمريض، وهناك أيضا 500 طبيبة وطبيب أسنان منخرطين في البورد الأمريكي، وهناك إدارة مستقلة للأطباء والطبيبات للاهتمام بهم أكثر، بل إننا بلغنا مرحلة مع بعض الجامعات والمستشفيات الجامعية أنها تطلب منا طلاب طب سعوديين. ونتوقع في نهاية العام الجاري أن نصل إلى 1500 طبيبة وطبيب. أما الطالبة التي قدمت بحثا مميزا في جامعة جورج تاون فسعدت بتكريمها في الملحقية أخيرا، ورفع تقرير مفصل عن منجزها إلى وزارة التعليم العالي.