يحتل سوق التمور بمدينة بريدة أهمية كبيرة عطفاً على كون المدينة تمثل القاعدة الإدارية في المنطقة والتي تعتبر سلة غذاء المملكة حيث تتكاثر فيها مزارع النخيل بشكل كبير، ، ويشهد هذا السوق حركة تجارية مطردة خلال الموسم الذي يستمر لأكثر من شهر تقريباً ويتوافد على سوق تمور بريدة تجار متخصصون من داخل المملكة وخارجها لاسيما دول الخليج العربي، ، ، ويعتبر السكري أهم الأنواع التي تحظى برواج كبير وتتراوح أسعار الكيلو من الخمسين ريالاً تزيد أو تنقص القليل بينما يأتي في الدرجة الثانية الخلاص القصيمي والبرحي ومن ثم الأنواع الأخرى، (مليونا ريال ) يقول سليمان المشيطي أحد أكبر الدلالين في السوق بان بريدة وسوقها للتمور تعد أهم سوق في المنطقة لجميع المزارع القريبة منها والتي تحيط بها من كل جانب لاسيما وان أجود أنوع التمور تحيط بالمدينة كونها ذات أرض خصبة وبها أنواع جيدة اعتاد أهل البلد فيها على رعاية النخلة والاهتمام بها ومع فجر كل يوم جديد خلال هذا الشهر يستمر توافد الحمولات التي تتجاوز الألف سيارة يومياً بها أنواع كثيرة من التمور يتهافت عليها التجار والمستهلكون بحيث تصل الحمولة إلى معدل الفي ريال وهذا مايعطي حجم تداول كبير يصل إلى مليوني ريال فالتجار يتعاملون مع شيخ الدلالين أو أحد كبار المتعاملين بالسوق وهو الذي يحاسب المزارعين ومن ثم يتم التفاهم مع التاجر ويكون سعي الدلال الصغير أو المحرج على قدر الحمولة وعلى قدر أعداد (المحافر) الحاويات التي يجلب بها إلى السوق، (تمور جيدة) محمد أحمد العليان أحد المزارعين تحدث عن جودة التمور لهذا العام فأشار إلى ان أغلبية سكري هذا الموسم من النوع الطياب والذي يسمى (مفتل)، ، ذو لون أصفر وحبة كبيرة وهو أغلب انتاج المزارع لهذا العام كما ان هناك درجات من السكري تأتي بعد هذا منها الدرجة الثانية والشبح وأسماء أخرى يتعارف عليها بين الباعة كما ان هناك أنواعاً أخرى مثل الشقراء والرشودية والخلاص القصيمي الذي انتشر بين الناس وبات مطلبا للمستهلكين بالإضافة إلى الحلوة والسبح وأنواع كثيرة جداً، ويضيف العليان بأنه ولله الحمد في هذا الموسم لم يتم حتى الآن وجود محاصيل غزتها الأمراض سواء على مستوى النخيل أو مستوى الثمرة فلا أثر لسوسة النخيل الحمراء أو الأتربة التي تكون على التمور (غبيرا) أو القشور التي تكسو الثمرة وهذا دليل على اهتمام المزارعين بمحاصيلهم ومباركة الله لهم في ذلك، (تجارة رائجة) فهد بن عبدالله العوس صاحب أحد أكبر المحلات لبيع التمور وحفظها صادفته الجزيرة في السوق وتحدث عن القوة الشرائية لهذا الموسم حيث قال بان هناك تجارا الآن وخلال هذا الشهر يواصلون العمل على شراء التمور والاتجار بها فمنهم من يشتري التمور ومن ثم يعيدها إلى السوق بعد ان تتم تصفيتها وانتقاء الأنواع الجيدة وعزل المحافر الجيدة لوحدها، أما الطريقة السائدة لديه فهي شراء أكبر كمية من التمور وإيداعها في مستودعات خاصة يتم فيها نفخ التمور وتنظيفها سواء بالمواد أو بالماء تم توزع حسب أنواعها لتدخل حيز الحفظ، وتختلف طرق الحفظ من الضميد أو الحفظ بالثلاجة حيث توضع التمور في أكياس مفرغة من الهواء ثم تكبس في مكابس خاصة بعد ذلك تترك لمدة شهرين أما الثلاجة فتوضع في كراتين أو حوايا بلاستيكية مختلفة الوزن والحجم ثم توضع بالثلاجة بعد صنعها بشكل جيد، وإذا قارب رمضان يتم بيعها وإخراجها للناس المستهلكين وأحياناً يصل التوزيع إلى خارج المملكة وخصوصاً لدول الخليج العربي وسبق وان تم توزيع سكري القصيم على عدد من الطلبة في أمريكا وبريطانيا، (ازدحام شديد) أثناء الجولة رصدت الجزيرة آراء المستهلك في السوق والتي تباينت بين الرضا وعدمه فيقول محمد عبدالله مطلق السرباتي بان السوق مزدحم وكثرة السيارات تتسبب في ذلك كون الانسان يمشي لمسافة طويلة تصل لخمسمائة متر بحثاً عن التمور وليس هناك مواقف خاصة بل الجميع يتزاحم رغم تواجد رجال البلدية والأمن ولكن نظراً لضعف التوعية لدى أهل التمور فإن الازدحام سبب مشكلة رئيسية في هذا السوق الكبير الذي يتوافد إليه أغلب أبناء المنطقة مع بزوغ الفجر لكي يشتروا التمر ويدخروه لعام جديد، أما فيصل دغيم الحربي فأشار إلى ان المكان غير مهيأ أساساً للسوق وكون منطقة القصيم هي أكبر المحلات التجارية في المملكة فيجب على البلدية إيجاد مكان خاص لبيع التمور وليس من الضروري ان يكون وسط المدينة فمن الممكن توجيه الباعة إلى مكان فضاء يهيأ بشوارع وتنظيم أفضل ويفك الاختناقات المرورية التي لن تنتهي ومشهد يتكرر كل موسم والبلدية على علم بذلك، أما خالد صنهات الحربي والذي كان عالي الصوت بالسوق دلالة على التمور نوه إلى أهمية التنظيم وان السوق يعاني كل عام من هذه المشكلة والبلدية تصر دوماً على هذا المكان ولا نعلم ماهو السبب!!! ( اقتراحات لحل القضية) جميع مرتادي السوق يحسون بأزمة الاختناقات التي توجد بين الحمولات وصغر المحل قد لايعطي للسوق هوية وجميع من يزوره يدلي باقتراحاته وأحد هذه الأصوات هو الاستاذ عبدالله بن صالح الشريدة عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بالقصيم حيث رفع خطاباً إلى مدير بلدية بريدة المهندس أحمد السلطان يطالبه بوضع حلول لهذه المشكلة!!! يقول الشريدة من معرفتي التامة بإخلاص المهندس أحمد السلطان وتقبله لأي ملاحظات ترد إليه فقد قدمت واجبي نحو المدينة بحلول عن السوق حيث ان كثرة الأعداد الهائلة من السيارات التي ترد إلى السوق من البائعين والعارضين لمنتجات نخيلهم بأعداد هائلة تسبب المضايقة لأصحاب محلات الخضار والفواكه وكذلك أصحاب المحلات التجارية القريبة منه بالإضافة إلى مضايقة المتسوقين الآتين من مدن بعيدة مثل الرياض ومكة المكرمةوالمدينةالمنورة ومناطق الشمال والجنوب والغرب كما نشاهد بالأسواق مواطني دول الخليج العربي ولقد تحدثت معهم فوجدت التذمر من وضع هذا السوق من حيث الزحام في السيارات وعدم وجود مواقف قريبة وكذلك عدم وجود تنظيم مروري يتناسب مع هذا الحدث الكبير في سوق موسمي لايتكرر سوى مرة كل عام ولا يستمر أكثر من شهرين!! ولذلك فلقد خاطبت سعادته بعدة مقترحات من الممكن ان تجد صدى طيبا أو يكون هناك فكرة للبلدية هي أثمن وأصلح فإما نقل السوق الخاص بالتمور إلى سوق المواشي بصفة مؤقتة بعد نقل المواشي إلى الشارع الجديد الذي يوجد غرب سوق الأغنام الحالي (شارع الصباخ) وذلك بسبب تواجد مظلات كبيرة وشوارع واسعة ومواقف للسيارات أو نقله للساحات الكبيرة بالمدينة كالتي جنوب الاسكان أو تلك التي تقع شمال البلدية، ويختتم الشريدة حديثه بان كل المقترحات السابقة لا يمكن ان تعفينا من إيجاد سوق خاص وجديد بتجارة بريدة الموسمية كالتمور والبطيخ وغيرها،