يجنى مزارعو منطقة القصيم حاليا ثمار أكثر من ثلاثة ملايين نخلة فى حملة تعرف باسم الجداد أو الصرام وقد شهدت أسواق التمور حركة كبيرة فى البيع والشراء وانتشرت المحلات المتخصصة فى بيع التمور بأنواعها الفاخرة فى مختلف أنحاء المملكة. حيث يرد الى أسواق التمور فى مدينة بريده فقط يوميا أكثر من الف وخمسمائة سيارة تصل حمولتها الى اكثر من 150 طن من مختلف أنواع التمور وعلى ضوء هذه الكميات الهائلة والانتاج الغزير انتشرت محلات بيع التمور المتخصصة حتى زادت على ستين محلا فى المنطقة. ويؤكد مدير أحد مؤسسات تسويق التمور ورئيس لجنة منتجى ومصدرى التمور بالغرفة التجارية الصناعية بالقصيم عبد العزيز بن عبد الله التويجرى تميز موسم هذا العام بجودة المحصول قياسا بعام 1422ه لافتا الى خلو المحصول هذا العام من الامراض والاوبئة خاصة الغبير. واضاف ان المنطقة تضم اكثر من أربعة ملايين نخلة منها ثلاثة ملايين نخلة مثمرة مفيدا انه يوجد بالمنطقة اكبر مزرعة نخيل فى العالم تحتوى على 250000 نخلة مبينا أن مبيعات هذا العام من التمور فى مختلف أنواعه تقدر بأكثر من مليار ونصف المليار ريال فيما بلغت مبيعات العام الماضى مليارا ومائة مليون ريال. وتحدث التويجرى عن أسعار التمور وقال: ان التمر السكرى وهو افضل أنواع التمور بالمنطقة حافظ على سعره المرتفع حيث يبلغ متوسط سعر وعاء التمر زنة 5 ر 4 كيلو اكثر من مائتين ريال يرتفع الى ثلاثمائة ريال للسكرى النادر أما الجيد منه فيتراوح بين 70 الى 170 ريالا علما بأن أعلى سعر هذا العام بلغ فى محافظة عنيزة 570 للعبوة سعة 5 ر 4 كيلو فى بداية الموسم. وأوضح أن أسعار هذا العام افضل من أسعار العام الماضى وهى مرضية للمزارع كما أن سوق التمور لهذا العام تميز بسعودة جميع العاملين فيه. وبين أن افضل أنواع التمور بالمنطقة واشهرها هى السكرى والبرحى والخلاص ونبتة على والروثانه والرشوديه والسكريه الحمراء وعسيله و الونانه والشقراء والخضرى مشيرا الى انه يباع فى سوق بريدهوعنيزة يوميا اكثر من ستين الف عبوة سعة 5 ر 4 كيلو جرام. ونصح التويجرى الشباب السعودى بالانخراط فى العمل فى مجال بيع التمور مؤكدا ان هناك نقصا شديد فى محلات بيع التمور فى بعض مناطق المملكة خاصة فى الجانب التسويقى وقال ان بيع التمور لا يعتمد على موسم معين بل فى كل الاوقات ويباع على مختلف الحالات البلح والرطب والتمر والمضغوط. وتقدم البلديات بالمنطقة جميع التسهيلات للمزارعين والتجار والمتسوقين حيث هيأت بلدية بريدة سوقا تبلغ مساحته اكثر من خمسين الف متر مربع تم تجهيزه وتنظيمه بالارصفه وانارتها وتخطيطها لاستقبال سيارات المزارعين والمتسوقين من داخل وخارج المملكة.وتحظى النخلة برعاية وعناية من المزارعين ومن الجهة المسؤولة عن خدمات المزارعين ممثلة في المديرية العامة للزراعة والمياه بمنطقة القصيم التى تقدم لهم جميع الخدمات والتسهيلات والنصائح والارشادات كأساليب الرش بالمبيدات وغيرها. وعبر عدد من الباعة فى السوق عن سعادتهم لغزارة انتاج هذا العام مشيرين الى أن بعض المزارعين يعانون من صعوبة استخدام الطرق الحديثة فى جنى التمور واعتمادهم على الطرق التقليدية ويرجع أحدهم ذلك لضيق المسافات بين أشجار النخيل التى لا تسمح باستخدام الطرق الحديثة. ويستخدم معظم المزارعين الوسيلة التقليدية القديمة وهى الكر للصعود والحصول على التمور والعناية بالنخلة فى فترات التلقيح وغيرها والكر يحتاج الى مهارة وشجاعة من اجل تسلق النخيل وجنى ثمارها. ونظرا لازدياد أعداد النخيل بالمنطقة فقد انخفض سعر فسائل النخيل بشكل ملحوظ فى الآونه الأخيرة حيث بلغ سعر الفسيلة من السكرى وهو أجود أنواع التمور الى اقل من مائتى ريال فقط بعد أن كان قبل سنوات قليلة اكثر من الف ريال الا أن ذلك لم يؤثر على سعر المنتج الذى حافظ على قيمته.