كتبت في العدد (14262) من هذه الجريدة، مقالاً بعنوان ( نعم لأمن الوطن) على خلفية أحداث العوامية بالقطيف والتي أشعلها فئة مارقة ذات وجهين، باعت نفسها للشيطان الإيراني، وقلت فيه: إن أمن الوطن يجب أن يكون خطا أحمر، قدوتنا في ذلك قادتنا الشرفاء، الذين يؤكدون دوماً هذه المقولة في كل المناسبات. المواطنة الحقة، يا سادة يا كرام، ليست دروساً يتعلمها الإنسان العاقل، بقدر ما هي شعور داخلي، ذو علاقة مطردة مع الإيمان الصادق، يصدقها السلوك والأخلاق والممارسات داخل الوطن، سرعان ما تتجسد خلال المواقف الطارئة، وبالقدر نفسه سرعان ما ينكشف صاحب الوجهين، صاحب «التقية» السبأية، الذي يصح أن يطلق في حقه «العميل المزدوج» مشكلتنا أيها السادة، مع عقيدة «التقية» -المعششة- في عقول القوم، أربعة عشر قرناً من الزمن بحوادثها السوداوية الشعار وعلى مر التاريخ الإسلامي، لم تكن كافية - وللأسف - للحكم على أصحاب هذا المذهب، وخاصة عند من يلتمس العذر دوماً لأتباعه، وهم يرون بين الفينة والأخرى دسائسهم لجيرانهم، واستغلال بعض المواطنين داخل الوطن، والمنتمين لمذهبهم، لإثارة الفتن داخل أوطانهم الآمنة، يريدون جرها لوحل الثورات والاضطرابات، بالأمس القريب صرح المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية بأن عدداً من النقاط الأمنية للتفتيش والمركبات الأمنية في محافظة القطيف تعرضت لإطلاق نار كثيف من قبل معتدين أرادوا إثارة الشغب، هدفهم الأول تحقيق أهداف مشبوهة أملاها عليهم أسيادهم غير الخافين! في محاولة حقيرة لجر المواطنين وقوات الأمن إلى مواجهات عبثية، يا للعار من يسمون أنفسهم بالمواطنين السعوديين، يكونون أدوات سامة في نحر وطنهم، الذي وفر لهم الأمن ورغد االعيش، استطاعت الشياطين السود من إحكام القبضة على عقولهم الفارغة من صدق المواطنة الحقة، كل يوم يدينون أنفسهن بأنفسهم ،عار الخزي لحق بمن يمكن أن نسميهم بالعقلاء منهم، الذين سخروا مواقعهم الإلكترونية بإزعاجنا بالرسائل البريدية، التي تشم فيها رائحة الحقد والكره، لمنهج هذه البلاد، نعم وألف نعم، المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على مشايخهم ورموزهم أصحاب العمائم، لنقل الحقيقة دون تورية، هم نافخو الكير، لقد ظل وطننا ولله الحمد آمناً مستقراً بعيداً عن الفتن وعن كل ما يعكر صفو الحياة العامة نتيجة أن المملكة تمثل رمز الاستقرار والأمان، لكن الأطراف الخارجية، غير المجهولة! تحاول إحداث نوع من الفوضى والارتباك بتحريض عناصر وأفراد لا يدركون مآلات الأمور، وبالتأكيد، هم لا يملكون ذرة من الوعي والفهم، ما نتج عن الأحداث الأخيرة من مقتل مواطنين اثنين وإصابة ستة من بينهم امرأة بطلقات نارية، يعطي مؤشراً على خطورة ما يقوم به هؤلاء المغرر بهم والمثيرو للشغب، هؤلاء هم بمثابة «الخلايا الائمة» ينبغي التعامل معهم بصرامة وحزم دون هوادة، وهم فئة ضالة خبيثة، ليسوا مواطنين حقيقة، وإن ادعوا ذلك، بل عملاء لأسيادهم في الخارج، يأتمرون بأوامرهم، أقل ما يوصفون به، أنهم مفسدون مارقون عن اللحمة الوطنية، ويبقى السؤال يحوم في جنبات القطيف وما حولها، أين عقلاء القوم عن هذه الحوادث؟ هكذا تمر وهم صامتون!! لماذا لم يأخذوا على أيدي سفهائهم؟ كي لا تلحق بهم الشبهة، نحن متأكدون وجازمون وبحول الله وقدرته، أن مثل هذا العبث في هذه المنطقة الغالية علينا بالذات، لن يعجز الدولة، وستضرب بيد من حديد على كل من جعل قبلته لغير وطنه.. ودام عزك يا وطن.