في خضم ما يسمى بالربيع العربي! وفي ظل هيجان الثور الصفوي، الذي ما برح يبث حماقته هنا وهناك، ويحشر أنفه في شؤون غيره، يتدثر عباءة «التقية» حيناً ويحرك جواسيسه وعملاءه حيناً آخر، شكل طابوراً خامساً، حاول القيام بأدوار لم يستطع هذا الثور - مختل التوازن - من تحقيقها، أقول في ظل ذلك، ثمة نفر يدعون أنهم نشطاء وحقوقيون وباحثون وأكاديميون و..و.إلخ، اختزلوا الوطنية لهم وحدهم، نصبوا أنفسهم أوصياء على المجتمع، يمارسون أدواراً، شوشوا بها على أفراد المجتمع ببيانهم الذي ملؤوه بالمغالطات البينة والتي لا تحتاج لمزيد تفنيد، خلطوا فيه بين حق أريد به باطل، وبين دعوة للانقلاب على المفاهيم الأساسية للدولة تحت غطاء «الحقوقية» المزعومة، اتفق أهل العقول الراجحة على أن من أقدم على التخريب بالتفجير وقتل رجال الأمن، هم إرهابيون قولاً واحداً، فكيف يتسنى لهؤلاء أصحاب هذا البيان - النشاز- وممن سرقوا وصف «الحقوقية والإصلاح» أن يسموا هؤلاء الإرهابيين والمفسدين بالإصلاحيين، ويرفعون راية الدفاع عنهم، والدعوة لإطلاق سراحهم، ويتهمون الأحكام القضائية الصادرة بحقهم بالجور! وكيف لهم أن ينكروا على رجال الأمن استخدام القوة مع مثيري الشغب وعملاء العدو والخونة في العوامية والقطيف، الذين استخدمهم العدو، أدوات لهم للنيل من أمن الوطن؟ وكيف ينكرون وضع نقاط التفتيش الأمنية التي هدفها الأساس حفظ الأمن لهم قبل غيرهم؟ كيف راق لهم المطالبة بالتدخل الخارجي في بلادهم، بمطالبتهم بما أسموه لجنة عدلية لتقصي الحقائق، في بلد يحكم الشريعة أصلاً وفصلاً، وتقام فيه الحدود على الشريف والوضيع؟ أجمل ما في بيانهم، أنهم كشفوا عن أسمائهم، بيانهم مليء بالمغالطات والمتناقضات، كيف يدعون الله في آخر بيانهم بحفظ أمن الوطن؟ وهم يطالبون بالتدخل الخارجي! ويريدون إسقاط الأحكام الشرعية عن الجناة وإطلاق سراحهم، أي عدل وإنصاف هذا؟ كيف يطالبون رجال الأمن بترك المتظاهرين الذين يزعمون سلميتهم، بل يطالبون بتركهم وحمايتهم؟ مجموعة متناقضات تشم فيها رائحة الحقد والكراهية لهذا الوطن ولحكام هذه البلاد، مدفوعة من محركات خارجية «سبأية» مسمومة، يا ترى بأي بلد يعيش هؤلاء؟ وبأي عقول يحتكمون، وهم يعلمون أن مثل هذه المظاهرات والمهاترات وجميع ما يدعو لإثارة الفتن ممنوعة لدواعي الأمن، لماذا لم يقدموا بيانهم - المشبوه - من خلال الطرق المشروعة في الدولة، وهي المتاة للجميع دون استثناء؟ لكن هيهات وأنى لهم ذلك، هم بهذه الدعاوى المنمقة، أعروا أنفسهم أمام المجتمع قبل أمن الدولة، استغلوا شبكة الإنترنت، كخفافيش الظلام، كونهم لا يستطيعون المواجهة،لأن دعاواهم في الأصل لا تقم على مستند يشفع لهم، بقدر ما تحكمها نواياهم الخفية، رفعوا شعار الوطنية المخروم عندهم، ونحن إذ لا نستطيع خلع عباءة الوطنية عن واحد منهم، لكن أفعالهم وأساليبهم، تجردهم من الوطنية الحقة، فمن لا يحافظ على أمن وطنه ويسعى لزعزعته، لا يستحق العيش على ترابه، مهما كان مذهبه وتوجهه، سنياً، أو شيعياً، أو صاحب أفكار غربية حقيرة، والفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول من وضع نفسه موضع التهمة فلا يلومن إلا نفسه، هؤلاء لم يضعوا أنفسهم كما قال ابن الخطاب، بل أعلنوها عياناً بياناً، خروجاً على الدولة، ودعوة صريحة للانقلاب على مفاهيمها ومبادئها، مع تأليب الرأي العام عليها، ظن هؤلاء الحالمون أن هذه الدولة، كغيرها من الدول الانقلابية التي قامت من على ظهر دبابة وعاشت شعوبها عقوداً من الظلم والقهر، يزين لهم مهووسوهم الخارجين، أن ما جرى للأنظمة الدكتاتورية الساقطة أو التي تنتظر! هو في طريقه لهذه البلاد، تناسى القوم أن هذه البلاد قامت على أساس من الجهاد الشرعي، من أجل إقامة دين الله ورفع راية التوحيد، تحقق لها مرادها من النصر المؤزر لما صدقت نوايا أهلها، هذه البلاد بقادتها الشرفاء وبأهلها الخلص، ستبقى واحة أمن وكعبة للمسلمين الآمنين، رغم أنف الحاقدين، وتباً للحاسدين المغرضين، نعم وألف نعم هؤلاء قصيري النظر، هم من يرون أن الغاية عندهم تبرر الوسيلة، مهما نشزت وخرجت عن الطرق المشروعة، وبالتالي هم من شرع وزين لمثيري الشغب هنا وهناك أعمالهم العبثية، في نظري هؤلاء لا يحتاجون لحوار معهم البتة، ولا لدروس وطنية، بقدر ما هم بحاجة لغسيل أفكارهم المؤدلجة التي تقدم خدمة «خمس نجوم» للعدو الخارجي المتربص، ويبدو أنهم من هواة إحياء الفتن، يسيرون على خطى الأشرار من قبلهم من الإرهابيين منظري القاعدة والتنظيمات المتطرفة، والعملاء الخائنين، وهم جميعاً في بوتقة واحدة أعادت لعبة «غسيل الأدمغة». بيان هذه المجموعة لا يعدو كونه، لعبة «الخفافيش» يحاولون من خلاله قلب الحقائق وقولبة المصطلحات ودغدغة مشاعر السذج والعامة بمسميات ظاهرها حق وباطنها فيه السم الزعاف، وكأنهم وحدهم الباحثون عن الحقيقة وغيرهم يحتاج إلى وصاية، ولعمري أنها وحدها جريمة استعلائية، قادتهم لتدينهم على رؤوس الأشهاد، يا سادة، يا كرام، أمن الوطن «خط أحمر» يلزم بتر اليد السرطانية التي تتطاول عليه وقطع لسانها «والفتنة نائمة لعن الله موقظها»... ودام عزك يا وطن. [email protected]