سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة الأستاذ خالد بن حمد المالك السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لقد قرأت المقال المنشور في جريدتكم يوم الجمعة الموافق 22 من ذي الحجة 1432ه، العدد 14295، ص 30، بعنوان (من يوقف هدر المياه) للأستاذ سلمان بن محمد العمري، وقد أفاد وأجاد، إلا أنه قال في مقاله وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسرف ولو كنت على نهر جار»، ولفظ الحديث ودرجته كالآتي: أخرج ابن ماجة بسنده عن ابن عمر، قال: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يتوضأ فقال: «لا تسرف لا تسرف». قال في حاشية سنن ابن ماجة وفي الزوائد إسناده ضعيف، الفضل بن عطية وبقية مدلس. وأخرج ابن ماجة أيضاً والإمام أحمد بسنديهما عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بسعد وهو يتوضأ فقال «ما هذا السرف يا سعد؟» قال أفي الوضوء سرف؟ قال «نعم وإن كنت على نهار جار». قال في حاشية ابن ماجة وفي الزوائد إسناده ضعيف لضعف حيي بن عبدالله وابن لهيعة. والله أعلم. وقال في حاشية المسند قال في التنقيح قال في المرقاة سنده حسن لكن في إسناده ابن لهيعة. قال أبو حاتم يكتب حديثه للاعتبار. وضعفه الألباني في كتابه سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة المجلد العاشر القسم الأول، ثم رجع إلى تحسينه في كتابه سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد السابع القسم الثاني 3292. فعلى المسلم سواء كاتباً أو محدثاً أو خطيباً أو واعظاً أو غير ذلك ألا يقول قال رسول الله إلا في الحديث الصحيح الذي يجزم بصحته عن علم وخبرة. أما الحديث الضعيف أو الحديث الذي لا يعلم هل هو صحيح أو غير صحيح فعليه أن يقول «في الحديث كذا»؛ لئلا نقع في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد جاء الوعيد الشديد في ذلك. وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، إنه قريب مجيب سميع الدعاء. عبدالرحمن بن صالح الدغيشم - الرياض 11445 - ص. ب 19644