تعيش بلادنا الحبيبة هذه الأيام بعض التغيرات المباركة في مواقع المسئولية، بعد ما فقدنا بحزن وألم شديد، صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز رحمه الله، حيث صدر الأمر الملكي الكريم من والد الجميع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله، بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ولياً للعهد خلفاً للفقيد الراحل رحمه الله، فهو خير خلف، لخير سلف. فصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، رجل دولة، صاحب رؤية ثاقبة، يتعامل مع القضايا بحكمة تامة، وحنكة بالغة. فهو الفارس المغوار، الذي عرفه المواطن، بأنه العين الساهرة على أمن الوطن، المهتم بأمنه وأمانه بحكم توليه مسئوليات وزارة الداخلية منذ زمن طويل، فقد حرص على استتباب الأمن، ونشر مفهوم الأمن الفكري، وأهمية الأمان في الوطن، فحارب كل الحركات المتطرفة فكرياً، التي تود أن تنال من الوطن وشبابه للانحراف وتعطيل حركة الحياة الطبيعية الآمنة، التي تجلب لأبناء الوطن الخير والبركة والحياة الكريمة في وطننا الغالي المملكة العربية السعودية. فقد لبى أبناء الشعب السعودي الدعوة، لتقديم البيعة لسمو ولي العهد، أينما كانوا، وحيثما تواجدوا، وذلك تلبيه للتوجيه الكريم بمبايعة سمو الأمير نايف لولاية العهد. بهذه المناسبة، استأذنني ابني - بدر لتلبية دعوة الملحق الثقافي السعودي في فرنسا للطلاب المبتعثين، وذلك مساء يوم الأربعاء 20-12-1432ه، الموافق 16-11-2011م، لتقديم البيعة لسمو ولي العهد، وقد سألني بدر عن معنى البيعة والحاجة إليها، أفهمته معنى البيعة، أنها تقديم الولاء بالسمع والطاعة، وهي سلوك ومنهج إسلامي محبب، فالبيعة منهج حياة لتولي أمر المسلمين، وذلك بالعمل بكل إخلاص وأمانة للذود عن الوطن في كل وقت. هذه الدعوة الموفقة من الملحق الثقافي السعودي تضفي من خلالها تعريف شبابنا بالمنهج الأساسي للحكم في المملكة، وأن البيعة منهج إسلامي، وأنها واجبة على كل مواطن سعودي. هذه الخطوة المباركة أتت من قناعة سفارة خادم الحرمين الشريفين في فرنسا، وباهتمام بالغ من السفير السعودي في باريس، الذي وجهه بإقامة صلاة عيد الأضحى، بمصلى مبنى المدرسة السعودية في باريس، وبعد صلاة العيد قدم المصلون من المواطنين السعوديين البيعة لسمو ولي العهد. هذه الفعاليات التي تمت سواء في السفارة لكل المواطنين أو في الملحقية للمبتعثين، إنما تنبئ عن الشعور بالمسئولية الملقاة على عاتق كل مواطن سعودي نحو الوطن الغالي، وكذلك لكل أبنائنا الطلاب المبتعثين الذين جندوا أنفسهم بسلاح العلم والمعرفة ليكونوا مواطنين صالحين في المستقبل القريب وتقديمهم البيعة إنما هو تربية للنشء لكي يتفاعل مع ما يحدث في بلادنا الحبيبة. أسأل الله الكريم أن يحفظ لنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير نايف بن عبد العزيز، وأن يوفق الله سموه في عمله، ويعان على عظم مسئولياته، وأن يحفظ المملكة من كل سوء، وأن نسعد بازدهار بلادنا بنهضتها وبشبابها الصالحين المخلصين للدين ثم للمليك والوطن. والله ولي التوفيق،،،، - باريس