إن المواطن أياً كان مسؤول تجاه وطنه ومجتمعه، والمسؤولية بين المواطنين تختلف حجماً وكيفاً، ومما يستوجب الوفاء أن يشيد المرء بالمسؤول الناجح وأن يشكر له سعيه، كيف لا وهو من تحمل أرقابنا له بيعة لا نحيد عنها، الأمر الذي تتميز به المجتمعات المسلمة حيث يوجب الشرع عليهم بيعة الإمام وطاعته في المعروف وذلك في قراراته وما تضمنته من أنظمة مما يحفظ للمجتمع أمنه ويوحد عليه كلمته. وفي هذه الأيام نعيش في المملكة عموماً وفي محافظة الخرج على نحو خاص مناسبتين عزيزتين على النفس، إحداهما مرور عشرين عاماً علي تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد الحكم في هذه البلاد جعلها خلال هذه الحقبة بفضل الله وتوفيقه تنعم برخاء وسلام وأمن وفق سياسة محنكة ورعاية شاملة واهتمام أبوي بأمور المواطنين في جميع المجالات. فنشكر لله أولاً ثم لولي أمرنا ما قدمه ويقدمه لبلاده وشعبه ونسأل الله له جزيل العطاء ووافر الأجر، أما المناسبة الثانية فهي كذلك غبطة وسرور على مواطني محافظة الخرج هي ما تفضلت به حكومتنا الرشيدة أيدها الله من إصدار الأمر السامي الكريم بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير/عبدالرحمن بن ناصر بن عبدالعزيز أميراً لمحافظة الخرج فهو أستاذ وأمير وإداري يحب العلم، ويحرص على راحة المواطن ويسعى إلى التطور والنهوض، كما عُرف عنه أيضاً إنسانيته وعلو همته وسعيه الدؤوب إلى تذليل كل عقبة تواجه أي مشروع يهم المواطن كما نعرف عنه ونقرأ في وسائل الإعلام خلال توليه محافظة الدرعية مما جعله دائماً محل الثقة من ولاة الأمر. وهكذا فقد عودتنا حكومتنا وفقها الله على الاهتمام الشديد بمصالح المواطنين سواء من خلال إنشاء المؤسسات الحكومية أو تعيين الأكفاء في تولي أمورها ومنه ما حفلت به أرجاء الوطن من الجامعات والمدارس والمعاهد ومنها ما عايشته في المعهد العلمي في الخرج حيث أسس عام 1395ه وتقوم الدراسة فيه على مرحلتين (متوسطة وثانوي) والتحق في المعهد منذ تأسيسه وحتى الآن ما يقارب (5600) طالب وقد بلغ عدد الخريجين منه حتى نهاية العام (1421) أكثر من (1350) طالباً التحقوا بالكليات التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وغيرها من الجامعات بالمملكة وكذلك الكليات العسكرية وهم الآن يتولون مراكز عديدة في مجتمعهم يؤدون رسالتهم في خدمة دينهم ثم مليكهم ووطنهم وقد أثبتوا جدارتهم في جميع المجالات التي يعملون بها. كما يضم المعهد الآن أكثر من 360طالباً يدرسون بمرحلتيه ويقوم بالتدريس فيه أكثر من خمسة وعشرين مدرساً متخصصاً في العلوم الدينية والعربية والاجتماعية واللغة الإنجليزية والرياضيات. ولتحقيق أهداف المعاهد العلمية وضعت المناهج الدراسية فيها بصورة متكاملة تقوم على حاجات الفرد الروحية والنفسية والجسمية وبما يخدم أغراض المجتمع الإسلامي ويحقق أهدافه. وفي الختام نسأل الله تعالى أن يوفق جميع ولاة أمرنا في حكومتنا الرشيدة وأن يسدد خطاهم لما فيه الخير والصلاح وأن يرزقنا الإخلاص في النية والفلاح في كل عمل يحبه ربنا ويرضاه إنه سميع مجيب والحمد لله رب العالمين وصلى اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.