تأخذ اليوم اللجنة التنفيذية بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم قرارها النهائي بخصوص التوزيع الجديد لمقاعد الدول المشاركة في بطولة الأندية الآسيوية أبطال الدوري، ستحتفظ الكرة السعودية بحصتها كاملة في المشاركة، بعد أن أبطل مندوبوها في لجان الاتحاد تقارير محاولات المساس بها وحرمانها من نصف مقعد من غير وجه حق، استنادا إلى أرقام غير صحيحة عن الحضور الجماهيري للمباريات مقدمة من دول مشاركة، في الوقت الذي قدمت السعودية أرقاما حقيقية يمكن قياسها والتأكد منها عمليا، وهو ما أعاد الحق لأصحابه وأبقى الأمور على ما هي عليه بالنسبة للكرة السعودية.. يمكن القول إننا كسبنا هذه المرة، ولكن (المعركة) لم تنتهِ، فستظل قائمة، طالما أن المنافسة في هذا الإطار مستمرة وطالما أن هناك دولا تسعى وتعمل للوصول إلى النصاب الكامل، وسيكون الفيصل في هذا بين المتنافسين هو (المعايير) المعتمدة من قبل الاتحاد الآسيوي، الفنية منها والتنظيمية والبنى التحتية والجماهيرية، وجميعها يصعب أن تتراجع فيها الكرة السعودية، أو أن تتخلف عن الدول الأخرى المنافسة، فهناك عمل قائم وجبار ودائم من قبل هيئة دوري المحترفين السعودي لتحسين وتطوير كل المعايير التي تعتمد عليها مقاييس الاتحاد الآسيوي، بما في ذلك (بيئة الملاعب) التي تستهوي وتجذب الجماهير الرياضية. الحضور الجماهيري هو المعيار الوحيد الذي كدنا نخسر بسببه نصف المقعد، مع أن الكرة السعودية وقياسا إلى نسبة السكان لا يمكن أن يتفوق عليها أو ينافسها في القارة سوى دولتين، هما الصين وإيران، ومع ذلك كاد هذا المعيار أن يفقدنا نصف مقعد، لأن أرقام الحضور الجماهير تراجعت بالفعل، وهي تتراجع أكثر فأكثر، كما هو واضح منذ بداية الموسم الحالي وهو ما يجب تداركه. يخطئ الذين يعتقدون ويربطون عملية تدارك الحضور الجماهيري وتحفيز المشجعين للذهاب إلى المباريات على (بيئة الملاعب) فقط، العناية بها وتحسينها، توفير وتأمين المتطلبات والاحتياجات ورغبات المشجعين ضرورية ومهمة ومطلب أساسي، لكن أعتقد كرياضي كروي أن هناك أمرين مهمين جدا يسبقان ذلك كله وأهم منها: الأمر الأول.. هو (برمجة المباريات) فالبرمجة الحالية تؤثر بشكل كبير وواضح ولا تشجع على الإقبال وحضور المباريات، بل إنها تحفز على عدم الحضور والبقاء في البيوت للاستمتاع بمشاهدة أربع مباريات (وأحيانا) أكثر تلعب في وقت واحد، يكون معها الإنسان مخيرا ومتاح له التحول بين مباراة وأخرى، أو الانتقال من مباراة ضعيفة حتى إذا كانت لفريقه المفضل إلى مباراة أخرى تقام في موعدها أكثر قوة وإثارة، خاصة بالنسبة للجماهير التي تبحث عن الإثارة والمتعة وأفعال كرة القدم، وتترك مدرجات الملاعب للجماهير القليلة المتعصبة. الأمر الثاني.. توقيت ومواعيد وأيام إقامة المباريات في الوقت الحالي غير مناسبة لكل المدن والمناطق، فالإصرار على جعل جميع المباريات تلعب بعد صلاة العشاء في مكةالمكرمة يحول دون حضور كثير من الجماهير في بعض المناطق للمباريات، خاصة في فصل الشتاء الذي نعيشه هذه الأيام، والفرصة فيه متاحة لإقامة بعض المباريات في توقيت مختلف ومبكر في أكثر من مدينة، بصورة تمنح الفرصة لجماهير تلك المدن حضور المباريات ثم العودة إلى منازلها لمشاهدة مباريات المساء والعكس صحيح لجماهير مناطق أخرى بإمكانها مشاهدة مباريات منقولة على الهواء لمنافسين، ثم الذهاب إلى الأستاد وحضور مباريات فرقها، وهذا ما سيساهم في رفع عدد الحضور الجماهيري في العديد من المباريات والمناطق، وبالتالي رفع (المعدل) العام للحضور بصفة عامة، ويبقي بذلك نصيب الكرة السعودية ثابتا وقويا وننتصر في المعركة المستمرة. كلام مشفر - خطوات تحسين بيئة الملاعب السعودية لجذب الجماهير إلى المدرجات بتحقيق متطلباتها أو حتى فتح بوابات أخرى (إضافية) للحضور مثل (السماح بدخول العائلات) كثيرة ومهمة ومطلوبة، وهي قائمة بشكل جيد وتسير على قدم وساق. - من ذلك ما أعلنته مؤخرا شركة (صلة) الرائدة، عن بيع تذاكر المباريات عبر النت لجعلها في متناول أيدي الجماهير، ابتداء من مباراة الديربي القادم في جدة ويضاف ذلك إلى خطوات سابقة مثل مقاعد المدرجات والبوابات الإلكترونية والبوفيهات وغيرها. - هذه الخطوات تقوم بها هيئة دوري المحترفين، وهي بحاجة إلى دعم اللجان الأخرى، وفي مقدمتها (لجنة المسابقات والفنية واللعب النظيف) في برمجة ومواعيد وأيام إقامة المباريات، التي تحتاج إلى عناية أكثر وإصرار على جعلها قدر الإمكان في نهاية الأسبوع، وليس في كل أيام الأسبوع. - اشكر كل الذين تفاعلوا مع مقال الأسبوع الماضي (رداء الفشل وعباءة الداعم) والتوضيحات التي حصلت عليها، وفي مقدمة الجميع سمو الأمير خالد بن فهد ورئيس النادي اللواء محمد بن داخل والأستاذ محمد الباز وسعادة الدكتور خالد المرزوقي (رئيس النادي الأسبق) وعضو الشرف الأستاذ خالد العامودي (أبوفراس) والمشجع الاتحادي (الصميم أبوثامر الجهني، وغيرهم، امتن للجميع وكل المعلومات والتوضيحات و(التوجيهات) التي وصلتني موضع اهتمامي وتقديري وأسأل الله دوما السداد والتوفيق.