فرقت الدعوة إلى مظاهرة مليونية اليوم الجمعة بميدان التحرير بوسط القاهرة القوى السياسية المصرية إلى فريقين متناقضين فى الرؤى وفى الأهداف، ففريق أعلن مشاركته اليوم ودعا أنصاره للخروج فرادى وجماعات صوب الميدان «رمز الثورة» للمشاركة فى مليونية «المطلب الوحيد « ويقصد به تسليم إدارة البلاد لسلطة مدنية منتخبة كما يصفها البعض، أو جمعة»حماية الديمقراطية» كما يطلق عليها آخرون وتضم القوى الداعية للتظاهر مختلف فصائل وأحزاب التيار الإسلامي وعدد من الحركات الشبابية والثورية، لكن أحزاب سياسية أخرى ترفض النزول للشارع فى هذه المرحلة الحرجة وترى أن البلاد فى مرحلة انتخابات ويجب على الجميع تهدئة الشارع حتى تمر العملية الانتخابية بهدوء دون العمل على مزيد من الانفلات فى الشارع، وبين هذا الرأى وذلك تبرز وثيقة المبادئ فوق الدستورية التى وضعتها حكومة الدكتور عصام شرف ومازالت قيد البحث والتعديل؛ فالرافضون لها دعوا للتظاهر ضدها والمؤيدون لها دعوا الشعب لعدم النزول للميادين. وإذا استعرضنا القوى السياسية المشاركة في مليونية اليوم سنجد أن جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة وحزب النور السلفي تتصدر الاحزاب الاسلامية، بينما يتصدر تحالف ثوار مصر وائتلاف شباب الثورة واتحاد شباب الثورة وحركة 6 ابريل جبهة أحمد ماهر وجبهة الإرادة الشعبية وتحالف القوى الثورية واللجنة التنسيقية لاعتصام 18 نوفمبر حزب الائتلافات الشبابية الثورية . ودعت التيارات الإسلامية الموقعة على بيان المظاهرة جموع الشعب المصرى للنزول والمشاركة فى المليونية باعتبارها ضرورية للتأكيد، على حقيقة أن الشعب المصرى شعب حر أبى، يرفض التلاعب بمقدراته واختياراته. من ناحية أخرى، دعا حزب التجمع اليسارى جماهير الشعب المصرى إلى تنظيم صفوفها فى مواجهة ما يسمى بمظاهرة «المطلب الوحيد»، مشيرا إلى أنها تتحدى الإرادة الشعبية وإجماع الأغلبية على ضرورة وضع مبادئ عامة للدستور تعبر عن طموح المصريين، على مدىعقود، مضيفا ان الاحزاب الاسلامية لا تريد دستورا ديمقراطيا يرسي دعائم دولة المساواة والقانون، وإنما يريدون إقامة دولة دينية يفرضون من خلالها ديكتاتورية جديدة أكثر شراسة من الديكتاتورية السابقة. وأكد الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد أن التظاهرة التي يعد لها اليوم الجمعة هي نوع من استعراض القوة، وأنه «لا يجب إطلاقا على تيار سياسي أو حزب سياسي أن يستعرض قوته على الشعب المصري»، مبينا أن الخمسين أو المائة ألف من المتظاهرين في ميدان التحرير لا يمثلون الشعب المصري . من جهته طالب بدوي خليفة، القيادي بحزب العدل، بضرورة وجود مبادرة وطنية لمطالبة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بوضع تأمين البلاد وخلق فرص عمل فورية على رأس أولوياته لحين انتخاب مجلس الشعب الجديد وتسليم مقاليد الحكم إلى حكومة مدنية، فيما قال بيان لحزب الكرامة: إن رفض المشاركة بمليونية الجمعة يأتي إدراكا منه بحساسية تلك اللحظة الحرجة التى تعيشها مصر الآن وتواجه فيها مؤامرات داخلية وخارجية لزرع الفتن الطائفية والقبلية تارة والسياسية تارة أخرى بغرض تقسيم الوطن وإفساد تماسك قواه الوطنية خلف خطة واضحة منجزة لتحقيق المطالب الثورية وتلبية احتياجات مختلف الفئات الشعبية.