الإنسان بطبعه يبحث عن الفرح والأمل السعيد، يبحث عما يجد فيه سعادة ويتمشى نحو ذلك بالبحث عن طرق ويشتري سعادته بها.. العيد نعتقد أنه أفضل بضاعة لترويج سعادتك بها، بل يساعد كل شخص على التواصل مع الآخرين، العيد مناسبة كريمة، ووقتها معلوم، بل هناك من ينتظر المناسبة ليجدد معها صفاء النفوس والتقرب مع الآخرين، بل العيد أصبح ميقات للسعادة فيه تجدد معانٍ، وتعاد ذكريات تُرسل مع إقباله رسائل التهاني وتعلو الابتسامات وجوه المحبين, والتقارب يأتي مع تصافح الأيادي البيضاء مع بعضها البعض، العيد وجد للابتسامة وليس لشيء آخر.. نمسح كل ما هو مشين، العيد تتصفى به القلوب وتنعم به.. فرصة عظيمة لإصلاح ذات البين، وإزالة ما زرعه الشيطان في قلوب المتخاصمين والمتنازعين من حواجز البغضاء والفتن، فكلمة تهنئة واحدة في العيد قد تزيل تلك الحواجز، وتداوي الكثير من الجراح بين المتدابرين من الأصحاب والأزواج والعائلات والأسر، وترسل على العلاقات التي أصابها الجفاف قطرات من ندى المحبة، تعيد لها الحيوية والنشاط، وتبقى نفوساً قد علاها ألم خطيئة الغير في حقها، وسكن فؤادها جرح قريبها أو صديقها الذي لم يراع حرمة الميثاق، فيقرر كل متخاصم أن هذا جرح لا يندمل، وخطأ لا يمكن أن يغتفر، فتكون القطيعة ويحل الهجران، وتمر السنوات، وتتوالى الأعوام ما بين تلك القطيعة وذلك الهجران، فلا النفوس تهدأ، ولا الآلام تنقطع. وما أجمل تلك الابتسامات في يوم العيد، وما أحلى تلك العبارات بالتهنئة ليوم العيد، وأعتقد أن أجمل من ذلك كله (صفاء القلب) و(نسيان المواقف) و(التغافل عن العيوب). نعم أيها الأخ ويا أيتها الأخت.. لعل بعضنا قد حصل معه خلاف مع صديق أو أخ أو قريب، أو زوجة أو ولد أو أخت أو غيرهم. ولعل الشيطان قد ملأ القلوب أحقاداً وأسكن الأرواح حسداً وبغضاءً. ولكن ومع بداية أول يوم في هذا العيد، لم لا نعفو عن الخطأ؟ وننسى الذنب القديم؟ لم لا نسامح ذلك الذي اعتدى علينا، ونحسن إليه (والله يحب المحسنين)؟ يا تُرى هل نقوى على ذلك؟ أعتقدُ أنك قادر مع إشراقة هذا العيد أن تملأَ قلبك حباً وعفواً ومسامحة لكل الناس وخاصةً لمن لقيت منهم الجفاء والبغضاء والخلاف. اللهم أعد علينا العيد أعواماً عديدة، واجعل أيامنا كلها أعياداً ومسرة. [email protected]