على مدى ثلاثة أيام، وبمعدل خمس ساعات يومياً، تلقَّت فتيات في محافظة شقراء دورة في فن التصوير الفوتوغرافي، باستخدام الحاسب الآلي، أقامتها لجنة التنمية الاجتماعية بالمحافظة، من أهم محاورها: أساسيات التصوير الفوتوغرافي، وتعديل صور البورتريه بالفوتوشوب، وكيفية التقاط صور البورتريه مع الإضاءة، بإشراف المدربة نوف الحبيل (صحيفة الجزيرة 21 شعبان 1432ه، ص7). «صنعة في اليد أمان من الفقر» تذكرت هذا المثل في هذا الموقف.. نساء من محافظة تحدث عنها الهمداني في كتابه، وهي ذات أهمية جغرافية واقتصادية كبيرة منذ قرون خلت، وتعج بمعالم أثرية، يتعلمن التصوير الرقمي، ويستخدمن الزوم البصري، وعدسات تصوير متعددة، ويتحكمن في فتحاتها، هؤلاء يتحدثن بلغة جديدة، ترفع من مستواهن، وتؤهلهن لخوض تجربة جديدة، في تأهيل المرأة السعودية لعمل شريف نظيف، تسهم به جنباً إلى جنب مع شقيقها (النساء شقائق الرجال). قد لا تكون «محافظة شقراء» سباقة في إعداد هذه الدورات، ولكن مجرد التفكير فيها، وإظهارها إلى حيز الوجود، يُحسب لصالح مركز التنمية الاجتماعية في المحافظة، ولمديره «سلمان الصميت» وللقسم النسائي؛ فالتفكير المستقبلي للمرأة السعودية لا يمكن أن يتم على المستوى الفردي بل الجماعي «إن يد الله مع الجماعة» وكثير من الظواهر الاجتماعية لأي مجتمع تقوم في إطار رؤيته للعالم (عالم اليوم والغد) حيث البشر يعيشون عصر معرفة لم تكن متاحة من ذي قبل، وحيث حياة الإنسان، ومستقبله، ومصيره، تتعاقب فصولها كتعاقب الليل والنهار. عالَم اليوم ليس عالماً مصنوعاً من الفخار، وكما أن لكل حي طعامه، فإن لكل مجتمع حياته، وتصوراته الحالية والمستقبلية، والتخطيط الواعي القائم على ثوابت المجتمعات خير ضمانة للتطور والتقدم. أنقل عن أحد أتباع الفيلسوف فيثاغورس قوله مخاطباً مستمعيه: «سيأتي يوم أكون فيه من جديد بينكم، أتنقل مثلاً على شكل خاتم بين أصابعكم، أو أجلس كما أنتم جالسون، وجميع الأشياء ستكون كما هي عليه الآن، ويمكن القول: إن الوقت سيكون هو نفسه». الخلاصة : العالَم بين أصابعكم، والجالسون كثر، والوقت يمضي، ولا مكان للانتظار. - فاكس : 014543856 [email protected]