يسجل لسماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ (مفتي المملكة العربية السعودية) أنه أول عالم ديني أفتى بتجريم العنف الأسري، وكان من الطبيعي أن يصادف هذا المسعى القبول عند كثيرين من الناس في المجتمع السعودي، فجزاه الله خيرا، وأثابه على أعماله الصالحات إن شاء الله، فقد عد العنف الأسري «من أعظم الجرائم، وأكبر الذنوب والآثام، لما يترتب عليه من الأضرار العظيمة، والمفاسد الكثيرة، والنتائج المؤلمة» (صحيفة الاقتصادية الإلكترونية، ع 5726، 22/6/1430ه) وطالب بإبلاغ الجهات المختصة بمن يرتكب العنف الأسري. وهكذا أصبح له حكم شرعي، يتطلب بالتالي عقوبة شرعية، ومن ثم فإن مرتكبه مجرم، يجب تقديمه للعدالة، وهي مرحلة متقدمة في وضع تشريع شرعي جازم وحازم، إزاء ظاهرة العنف الأسري الآخذة في الانتشار، وأصبحت تهدد الأسرة السعودية بعدم الاستقرار، وهي التي عدها النظام الأساس للحكم «الخلية الأولى» وطالبت السياسة الإعلامية السعودية بوجوب رعايتها، والعناية بها، وإعداد برامج إعلامية خاصة، تساعدها على أداء رسالتها، وتهيئة تنشئة اجتماعية رشيدة لأفرادها، تجعل منهم أعضاء فاعلين في خدمة دينهم، وتنمية مجتمعهم. ما أفتى به سماحته، لقي قبولا وارتياحا عند الناس، الذين كانوا يرون أنه لا بد من وضع ضوابط للعنف الأسري في المجتمع تحد منه، وتخفف وطأته، إلى أن تقضي عليه نهائيا لتنعم الأسرة بالهدوء والراحة، ويتفرغ أفرادها للتنمية، والبناء، والعمل، فلقد طفا التحرش الجنسي على السطح وتبدى ذلك فيما تنشره الصحف السعودية من حالات إيذاء ضد الحرائر من النساء، والمؤمل والمرجو أن يحدد سماحته المفهوم الشرعي للتحرش الجنسي، وحكمه، وهل يرقى إلى مستوى الجرائم العظيمة كما هو الحال في العنف الأسري للجم أفواه المتحرشين جنسيا بالنساء في الأسواق، أو عبر الهواتف، أو من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) وغيرها من أدوات الاتصال الحالية والمستقبلية. لقد أخذ التحرش الجنسي في المجتمع مداه، واشتدت وطأته، وأصبحت الشابة والمرأة ضحايا له، وبعضهن لا يفصحن عنه لأسرهن، خشية الفضيحة والعار، وما هذا بأسلوب ناجح، بل الأفضل الاتصال فورا بأية جهة معنية بحماية الأخلاق والأعراض، ولتكن على سبيل المثال هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، المجندة لحماية الأخلاق، وتسليم كل من يمارس التحرش الجنسي للجهات المختصة، التي لم تحدد حتى الآن الجهة المعنية به، ولم يسمع بعض الناس أن أحد المتحرشين جنسيا بالمرأة قدم للقضاء، أو صدر بحقه حكم شرعي. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة