(رُبّ مصادفة خير من ألف ميعاد) هذا ما ينطبق على لاعب الهلال الشاب سلمان الفرج؛ فموهبته الكبيرة احتاجت إلى مصادفة جميلة تضعه في مكانه المناسب.. فحكاية تسجيله بالهلال حكاية جميلة، وموهبته الرائعة دفعت كوزمين لترشيحه للعب في أوروبا.. وجد لنفسه مكاناً بين كوكبة نجوم الهلال والمنتخب الأولمبي، وقادته ثقته بنفسه وموهبته الكبيرة ليكون أحد النجوم الذين تنظر لهم جماهير الزعيم على أنهم من نجوم المستقبل.. حاورته سريعاً فظهر رشيقاً في الحوار وموهوباً في الحديث كما هو داخل الميدان.. إليكم تفاصيل الحوار: قصة تسجيلك في الهلال كانت غريبة.. أتمنى أن أسمعها منك مباشرة. - لم تكن قصة تسجيلي غريبة؛ فقد تم تسجيلي بعد البطولة الرمضانية التي أُقيمت في نادي الهلال في الملعب السداسي؛ فقد تمت مشاهدتي في تلك البطولة من بعض إداريي نادي الهلال، وحضر رئيس الهلال آنذاك الأمير محمد بن فيصل بنفسه، وتحدث معي لأسجل في النادي لدرجه الشباب. هذه هي طريقة تسجيلي. وكيف وجدت اللعب في البداية مع شباب الهلال؟ - الحقيقة كانت فترة جميلة لأتعرف على بعض الأصدقاء من النادي، لكن لم ألعب الكثير في درجة الشباب سوى 4 أو 5 مباريات، ولم أعرف السبب، وبدون تفاخر أو غرور كنت من أفضل اللاعبين في تلك الفترة، وبقيت موسماً واحداً، ثم صعدت إلى الفريق الأول مباشرة. حصلت على فرصة اللعب مع الفريق الأول للهلال مبكراً.. كيف كانت مشاعرك وأنت تؤدي التدريبات مع لاعبين كبار على مستوى الكرة السعودية وتلعب معهم مباريات؟ - صحيح حصلت على فرصة اللعب في أول سنة صعدت فيها، وكانت مع المدرب كوزمين، وهي كانت الدفعة المعنوية القوية التي حصلت عليها لأعمل على تطوير مستواي الفني والعمل بشكل كبير على ذلك، ولاسيما أنني ألعب وأؤدي التدريبات مع أفضل نجوم الكرة السعودية، وهم لاعبو الزعيم. وهل شعرتَ في يوم من الأيام بأنك ستكون لاعباً في الهلال؟ - نعم، كانت أمنيتي أن ألعب في النادي، والحمد لله تحققت، وأتمنى المحافظة على ذلك، والعمل والاجتهاد مع النادي. تبدو تميل للعب البرازيلي السهل، هل أنت متأثر بلاعب معين أم أن الأمر بالفطرة؟ - لا، الأمر بالفطرة. من المدرب الذي تعتقد أنك استفدت منه؟ - المدرب كوزمين؛ لأنه كان في بدايتي مع الفريق الأول، وهي التي برزت فيها، واستفدت منه الكثير. لعبت في الظهير الأيسر والمحور والوسط المهاجم.. أي المراكز تفضل أن تلعب به؟ - المحور والوسط. هل الضغط الجماهيري يحدّ من بروز الفرج؟ - لا، بالعكس، من دون الجمهور لن يكون لي بروز؛ الجمهور هو الذي يبرز اللاعب بحبه له وتشجيعه الدائم له، وهذه هي حكاية جمهور الزعيم مع لاعبي فريقهم. هل وقعت عقداً احترافياً؟ وما طموحاتك مع الهلال؟ - نعم، وقّعت عقداً احترافياً، وطموحي أن نستمر في جلب الفرح مع زملائي لجماهير الزعيم وجلب البطولات. وكيف وجدت مدرب الفريق توماس دول؟ - مدرب ممتاز، ولديه حماس للحصول على أكثر البطولات، وأتمنى للفريق التوفيق مع هذا المدرب. مع المنتخب الأولمبي تؤدي دوراً مهماً.. كيف ترى مستقبل الأخضر في تصفيات أولمبياد لندن؟ - إن شاء الله سنتأهل. صحيح أن بدايتنا لم تكن قوية بعد التعادل أمام قطر على أرضنا، لكن هذه أول مباراة، وأمامنا فرصة كبيرة لنتأهل، ونحن ما زلنا في بداية التصفيات، وأتمنى التوفيق من الله والتأهل. ماذا ينقص المنتخب للوصول للأولمبياد؟ - ينقصه الحضور الجماهيري في المباريات التي تكون على أرضنا وقليل من الاهتمام من المسؤولين وعدم التغيير في الفريق في كل فترة. أنت ونواف العابد ومحمد القرني وشافي الدوسري وخالد شراحيلي وعبدالعزيز الدوسري.. تمثلون جيلاً واحداً.. أحد الأصدقاء قام بمراهنتي على أنكم لن تستمروا كلكم في الملاعب بعد سنتين من الآن.. بمعنى أن أحدكم على الأقل سينتهي من الكرة.. أنت ماذا تقول؟ - لا، نحن سنستمر إن شاء الله جميعاً، وفي الفريق نفسه إن شاء الله، وسترانا في كل موسم أفضل من الذي قبله إن شاء الله. يقول كوزمين عنك: هذا اللاعب بإمكانه أن يلعب في أي ناد كبير بأوروبا.. ماذا يعني ذلك لك؟ - كوزمين مدرب كبير، والجميع يعرف من هو، وأنا أتمنى أن أكون على قدر هذا الكلام الكبير، وأن أذهب وألعب في أحد الدوريات الأوروبية بإذن الله. البعض يخشى عليك من الغرور.. هل من الممكن أن تتقمص دور المغرور في أحد الأيام؟ - لا، إن شاء الله، الله يبعدنا عن الغرور، والمعرف أن الغرور مقبرة اللاعب، وأنا إن شاء الله طوال حياتي لن أتقمص هذا الدور. اللاعب الجيد داخل الميدان هو إنسان منضبط خارج الميدان.. كيف يمكن أن تطمئن محبي الهلال على سلمان بهذا الخصوص؟ - لا، الحمد لله أنا شخص منضبط خارج النادي، ولا أحب السهر إلى وقت متأخر، وقليل الخروج من المنزل، هذا هو أنا خارج النادي. سلمان الفرج هل سيكتفي باللعب في الدوري السعودي أم أن لديك طموحاً للوجود بأوروبا؟ - لدي الطموح في اللعب في أوروبا، وبالعمل والانضباط سأتمكن من اللعب هناك إن شاء الله في أحد الدوريات الأوروبية. بمن تأثر سلمان من اللاعبين السعوديين وكذلك العالميون؟ - لم أتأثر بأحد من المحليين، ولكن أحب لاعباً واحداً فقط هو اللاعب البرازيلي رونالدينهو. كلمة أخيرة.. - أتمنى التوفيق للجميع في هذا الموسم، وأن يكون موسماً مميزاً وقوياً، وأشكر صحيفة الجزيرة التي أتاحت لي الفرصة لأتكلم عن نفسي، وأشكر الصحفي أحمد العجلان على هذا اللقاء، وأتمنى له التوفيق.