فما عبس المحزون حتى تبسما بالأمس القريب كانت المملكة العربية السعودية تعيش حزناً عميقاً من شدة هول وقوع تلك المصيبة على أبناء الشعب والمقيمين عموماً، وذلك لوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولياً العهد ووزير الدفاع والطيران الذي آل على نفسه - رحمه الله - ألا يرد سائلاً ولا يخيب ظن مؤمل فيه خيراً، واليوم نهنئ صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز نائف المقام السامي ولياً للعهد خلفاً لخير سلف، وهذه هي سنة الحياة الدنيا مودعاً ومستقبلاً في ساحاتها وعلى أديمها إلى يوم الدين يوم يبعث الله جميع الخلائق. فراية ولاية العهد السعودية تنتقل بسهولة من يمين ولي عهد وحضنه إلى يمنى آخر يحتضنها بكل هدوء ورضاً وتضامن ومحبة من شعبه وحكومته وهذه لعمري ميزة حميدة جداً تتمتع بها الأسرة الحاكمة مع شعبها الوفي منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه وأسكنه فسيح جناته - فهو قدوة حسنة ومدرسة نموذجية لأبنائه البررة ملوك هذا الوطنز فالصغير منهم يحترم الكبير ويجله، والكبير يعطف على الصغير ويؤنسه وينفحه بالحكم والتوجيهات السديدة السليمة لتكون نهجه الأساسي يستنير بها في قابل حياته العلمية والعملية، ولقد أجاد الشاعر حيث يقول حاثاً الشباب على الاقتراب وملازمة رواجح العقول والأفكار النيرة: عليك بأرباب الصدور فمن غدا مضافاً لأرباب الصدور تصدرا فسمو الأمير - أبو سعود - متعه الله بالصحة التامة وأعانه على أداء رسالته الشريفة قد نهل من توجيهات وتوصيات الوالد جلالة الملك عبد العزيز فقد تسنًم مناصب عالية مبكراً اكسبته حنكه ودراية ومعرفة بأحوال الناس على اختلاف مستوياتهم العلمية ومواقعهم الاجتماعية، وفي مجال الأدب والخطابة هو أديب وقارئ يطيل تسريح النظرفي بطون الكتب الدينيه والأدبية والتاريخيه فأثرت حصيلته بتوسع وعمق فكري، فعندما يعلو المنابر في المناسبات الداخلية والدولية يظل مسترسلاً ويجيب السائل على قدرالسؤال إجابة فورية دبلوماسية في المجال الصحفي والإعلامي بدون تحفظ فهو يملك زمام ما يصرح به بأسلوب قوي السبك تلذ الأسماع إلى متابعته، والإنصات إليه بكل احترام. يتزين النادي بحسن حديثهم كتزين الهالات بالأقمار كما أنه غيور على السنة المطهرة في تنقيتها من الشوائب والبدع، فأخذ يدعم الجمعيات التي تعنى بالقرآن الكريم وبالبرامج التوعوية، وترسيخ العقيدة السمحة في صدور النشء ودعوتهم لإخلاص العبادة لله، بل إنه قد وضع جائزة عالمية لها يتنافس عليها العلماء والمفكرون من أنحاء الدنيا، وهذا هو شأن الأسرة عامة يتسابقون على المشاركة في الأعمال الخيرية في كثير من المشاريع الإنسانية: هم الملوك وأبناء الملوك لهم فضل على الناس في الآلاء والنعم شكر الله لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على حسن هذا الاختيار الموفق بتشريف سمو الأمير المحنك نايف بن عبدالعزيز بولاية عهده ليصبح عضداً أميناً له. وبهذه المناسبة السعيدة لا يسعني إلا أن اقدم التهنئة لسمو الأمير نايف والشعب السعودي على هذه الثقة الملكية من لدن خادم الحرمين الشريفين: ودم سالماً من كل سوء مهنأ بما نلته دهراً وما أنت نائله حريملاء