كلنا يعرف أن المواصلات بأنواعها من نقل بري (بما فيه النقل بالأنابيب)، وجوي، وبحري أصبحت شريان الحياة الاقتصادية في الوقت الحاضر لأي بلد. وبالذات لوطننا العزيز حيث مساحته الكبيرة والمسافات الطويلة بين المدن والقرى. ولذلك كان اهتمام الحكومة بدءاً من المؤسس (رحمه الله) بهذا القطاع الهام. تغطي المملكة مساحة أكثر من مليوني كيلو متر مربع وبتضاريس مختلفة بين سهول ووديان وجبال وسواحل ، كما تتمتع بالعديد من المنتجات والثروات الزراعية والصناعية ومواد الخام مثل البترول والمعادن (والخير بحمد الله كثير). ومع الأسف لا يوجد خطة وطنية شاملة لجميع أنواع النقل حديثة عدا خطة يعود تاريخها الى العام 1422ه ملخصها:- • النقل الجوي: يوجد 25 مطاراً حديثاً منها ثلاثة مطارات دولية ولا يوجد سوى ناقل وطني واحد فقط (مع الأسف لم تتطور بشكل يوازي التطورات التي شملت القطاعات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة. وصل عدد المسافرين بالنقل الجوي نحو 42 مليون مسافر في العام 2009). • النقل البري: بلغ إجمالي الطرق المنفذة في المملكة حسب تقرير مؤسسة النقد العربي السعودي(46) 55000 كيلو متر حسب الجدول التالي رقم (1) :- إجمالي أطوال الطرق المنفذة حتى نهاية 2009 م. • النقل البحري: بلغ عد الموانئ بالمملكة نحو ثمانية موانئ بها 183 رصيف منها 46 رصيف في مينائي الجبيل وينبع (بلغ عدد المسافرين بالبحر أكثر من 1 مليون مسافر ووزن البضائع نحو 150 مليون طن عام 2009). • النقل الحضري (داخل المدن): يبلغ عدد الشوارع داخل المدن والقرى نحو أكثر من 10 آلاف شارع وأطوالها أكثر من 64 ألف كيلو متر. يبين الجدول رقم (2) حركة نقل المسافرين والبضائع بأنواعها لعامي 2008-2009 كآلاتي:- نوع النقل 2008 م 2009 م عدد المسافرين (مليون مسافر) وزن البضائع المنقولة (ألف طن) عدد المسافرين (مليون مسافر) وزن البضائع المنقولة (ألف طن) النقل الجوي 42,15 564,7 41,7 530,6 النقل البري 8,72 3483,4 8,72 3471,3 الخطوط الحديدية 1,11 3483,4 1,1 3471,3 النقل العام 7,610 -- 7,766 -- النقل بين المدن 6,97 -- 6,98 -- النقل الدولي 0,640 -- 0,644 -- النقل البحري 1,31 154862,3 1,17 142306,8 الإجمالي 52,18 158910 51,59 146308,7 --- غير متوفرة المصدر : وزارة النقل، الهيئة العامة للطيران المدني، المؤسسة العامة للخطوط الحديدية، المؤسسة العامة للموانئ. • النقل بالأنابيب: بلغت خطوط النقل بالأنابيب لشبكات الزيت والغاز بنهاية العام 1419-1420ه أكثر من 17 ألف كيلومتر. (إضافة الى خطوط نقل المياه سواء مياه التحلية أو شبكات المياه داخل المدن) وبين المدن لا يوجد إحصائية عنها. ورغم ما أنفقته الحكومة من مبالغ طائلة لتطوير النقل وبجميع أنواعه المشار إليها أعلاه إلا أنه ما زال يحتاج الى تطوير بشكل أفضل. إلا أن النقل البري (وللحق) فإن وزارة النقل وقبلها (المواصلات) قامت بأداء واجبها على أحسن وجه ومن الوزارة التي تقوم بتنفيذ مشاريعها حسب ميزانيتها سواء داخل المدن أو خارجها. وإن كان عملها داخل المدن أقل من نشاطها خارج المدن وقد يكون السبب تداخل الاختصاصات مع الأمانات. فالمدن تشهد ضغطاً كبيراً بسبب الازدحام وكثيرة السيارات والشاحنات داخل المدن حتى على الطرق السريعة داخل المدن والطرق الدائرية حتى أن الحركة تصبح في وقت الذروة لا تتعدى على بعض الطرق 20 كيلو متر/الساعة. ولحل هذه المشكلات يجب ان تجتمع وتتضافر جهود وزارة النقل والأمانات والمرور لوضع خطط بديلة مثل السكك الحديدية داخل المدن والتي سينتج عنها ليس فقط توفير الوقت وتسهيل الحركة المرورية وإنما أيضا تخفيف مشكلة التلوث الذي يعتبر من أعلى دول العالم ، مع استخدام الغاز بسيارات النقل العام والأجرة ، وكذلك تطوير النقل العام حيث ان شركة النقل الوحيدة المرخصة بالسوق لا تغطي إلا مساحة محدودة من المدن والمقترح إما تطوير هذه الشركة للنقل داخل المدن أو إنشاء شركة نقل عام داخل كل منطقة إدارية للعمل بين مختلف مدن وقرى كل منطقة وأن تخصص شركة النقل الحالية للنقل بين المدن لحل مشكلة النقل الجوي مع تطوير الاستراحات في الطرق بين المدن. كما يجب دراسة تطوير سيارات الأجرة وتنظيمها حيث أصبحت مصدراً للازدحام المروري وتلوث البيئة. أما النقل الجوي فالكلام عليه كثير والشكاوي كثيرة بسبب عدم تطور الناقل الوطني وكثرة الشكاوي ولا يوجد حل سوى إنشاء شركة نقل جوي تعمل على أسس تجارية وتعطى لها نفس مميزا ت السعودية ولان المملكة قارة في حجمها وحجم النقل للمسافرين والبضائع ضخم جداً أكثر من 42 مليون مسافر عام 2009 كما ظهر في الجدول رقم (2) أعلاه. مع أهمية سرعة السماح لشركات خليجية بالنقل بين المدن والى المطارات الإقليمية الداخلية. أما النقل بالسكك الحديدية وهو برأيي من أهم وسائل النقل للمسافرين والبضائع معاً فبعد نقاشات ومطالبات ومضى عدة سنوات بإصرار بعض الجهات المسئولة بإن النقل بالسكك الحديدية غير مجدي اقتصادياً وهو برأيي رأي غير اقتصادي لأن مشاريع المنافع والخدمات العامة لا تقاس أهميتها بالربحية وإنما بدراسات التكاليف والمنافع وهي تعامل كرأسمال اجتماعي لذلك تخلفنا سنوات عديدة بتطوير قطاع السكك الحديدية ومع ذلك نقول ان تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي أبداً (Never Late). ولذلك اعتمد مشروع خطط (سار) لنقل المعادن من الشمال إلى رأس الخير (المدينة الصناعية للمعادن) على الساحل الشرقي وسيمر بمنطقة القصيم ومدينة سدير الصناعية وسوف يوفر نحو 15 ألف شاحنة من الطرق وسيطور مستقبلاًُ لينقل المسافرين أيضا. وقرانا مؤخراً قرار خادم الحرمين الشريفين (يحفظه الله) بمد خطة سكة الحديد شرق/غرب بطول نحو 1500 كيلو متر وبرأيي إن هذا المشروع سيكون له أثر اقتصادي واجتماعي كبير جداً. ونتمنى أن يعجل بخطة تنفيذ هذا المشروع للحاجة الماسة له في الوقت الحاضر، حيث صدمنا بتصريح أحد المسئولين بأنه سيتم طرحه للمنافسة بعد نحو عامين وإن التنفيذ يستغرق أكثر من ثلاث سنوات، إن خمس سنوات طويلة من الناحية الاقتصادية لذا نتمنى من الجهة المسئولة ومن معالي رئيس المؤسسة العامة للخطوط الحديدية ومعالي وزير المالية رئيس صندوق الاستثمارات العامة وضع خطة عاجلة لتنفيذ أمر خادم الحرمين الشريفين ولتحقيق المنافع الاقتصادية المرجوة من هذا المشروع. باختصار: • أمنية تحقيق خط سكة حديد وطريق سريع وأنابيب بترول ومياه محلاة من البحر العربي نتمنى ان تتحقق قريباً لان كل الظروف المحيطة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً تدعو الى ذلك. • نظراً لأهمية النقل بأنواعه بين المدن بتشجيع السياحة الداخلية والتواصل الاجتماعي نقترح مشاركة الهيئة العامة للسياحة في تفعيل إستراتيجية النقل. • قال الله تعالى في كتابة العزيز (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) سورة الملك آية 15. • وقوله تعالى (وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6) وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيم)ٌ سورة الأنعام آية(5-7). والله الموفق؛؛؛ مستشار إداري واقتصادي