لقد كان لمضي عشرين عاماً على تسلُّم خادم الحرمين الشريفين زمام الحكم الاثر الكبير في شتى النواحي في بلادنا الغالية.. فلقد كانت خطواته التخطيطية الرصينة والبعيدة المدى في الفائدة لهذا الجيل وللأجيال القادمة.. ذات أثر كبير في نفوس كل من عايش هذه الفترة الزاهرة المزدهرة بعطائه، حفظه الله وأسبغ عليه الصحة والعافية والسعادة. لقد كان لأياديه البيضاء المعطاءة أكبر الاثر في نفوس كل مواطن في هذه البلاد الغالية.. لقد أعطى كل ما يستطيع حفظه الله بذله وكان سخياً فتح الابواب مشرعة لكل مواطن في سبيل ألا يقفل الباب بين ولي الأمر والمواطن وكانت تجربة عظيمة نتائجها ما نشهده اليوم من ترابط الشعب بالمليك حبا عظيما لا تستطيع الكلمات التعبيرية ان تحيط بمداه ولو تحدثنا عن سمات الخير في خادم الحرمين الشريفين لملأنا الكثير من المجلدات ولكنني في هذه العجالة اتحدث عن احدى ثمار الخير التي كنت شاهد عيان مواكباً لتطورها ونشأتها بفضل الله ثم بفضل ما قدمه الملك المفدى في سبيل ان يعيش المواطن عيشة رغد وهناء وسعادة. وأن يكون المواطن جزءاً فعالاً بالمعنى الحقيقي ليكون لبنة معطاءة تعزز من أسس البناء العظيم الذي أسسه مؤسس هذا الكيان العظيم المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز آل سعود ووطد تعزيز بنائه أبناؤه الأخيار من بعده وعلى رأسهم الملك المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه. وطبرجل إحدى ثمار العطاء في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله فهي مدينة حديثة تقع في منطقة الجوف على الطريق الاقليمي الدولي الذي يربط سكاكا بدومة الجندل فطبرجل فالقريات.. وكانت طبرجل قبل عام 1402ه أشبه بهجر أو قرية صغيرة لكنها ازدهرت في عهد الخير والنماء، ولم تكن قبل عام 1376ه سوى أودية وشعاب تلتقي بما يسميه العامة (مطب أرجل) ويعني بذلك ملتقى الأرجل، والأرجل تعني الشعاب وهي كلمة عربية فصيحة. ومنها اشتق (طبرجل). وقد نشأت في بداية تشجيع الملك عبد العزيز رحمه الله للبادية بالتوطن والتحضر وفي هذا يطول الحديث عن الفترة الشاسعة بين عام 1376ه وعام 1402ه وهو العام الذي بدأت فيه مرحلة التطور السريع جدا.. فبعد عام 1402ه شهدت طبرجل تطوراً حضاريا عظيماً حيث توفر الكثير من الادارات الحكومية والمرافق المختلفة التي تخدم المواطن والتي حدثت بعد هذا العام حيث سهلت الدولة حفظها الله كافة السبل في سبيل تشجيع التطور الحضاري لتتحول الهجرة الى مدينة وليس قرية.. بل مدينة تحفل بكافة سبل التطور الحضاري من كهرباء وهاتف ومياه وطرق معبدة حديثة.. فزاد الاقبال على التحضر حتى بلغ السكان المستوطنون أكثر من اثنين وثلاثين ألف نسمة وقامت البلدية على اثر هذه التسهيلات الميسرة بجهود جبارة في سبيل مواكبة هذا التطور السريع حيث (وزعت أكثر من 3254 قطعة سكنية) ولا تزال في طور إعداد الخطط (لتوزيع أكثر من 1515 قطعة) سكنية أخرى اضافة الى الطرق التي عبدت في المخططات السكنية والحواري الاخرى. فطبرجل أصبحت بفضل الله ثم بفضل عطاءات دولتنا المتواصلة مدينة كبيرة سيكون لها خلال السنوات القادمة شأن كبير وخصوصاً ان طبرجل اصبحت اليوم المدينة الزراعية التي تحيط بها أشجارالمزارع المتنوعة النتاجات الزراعية وأصبحت طبرجل بفضل الله تعالى ودعم متواصل من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الامين والنائب الثاني، أصبحت المدينة التي ستضاهي أكبر المدن بما تؤديه من دور في أمننا الغذائي والاقتصادي.. حيث مشاريع بسيطاء العملاقة أحد اهم المشاريع الزراعية بالمملكة والتي تحوي عدداً من المشاريع الزراعية التي توفر القمح والشعير والاعلاف وكذلك مشاريع الخضار والفواكه ومشاريع نتاج الزيتون ومشاريع الثروة الحيوانية بمختلف أنواعها. فبسيطاء أصبحت شاهداً حياً على ثمرة ونتاج ما قامت به يدا الملك المفدى من عطاء متواصل غير محدود فلقد.. (انتشرت المساحة الزراعية حتى اصبحت بسيطاء تلك الأرض الشاسعة الجرداء من الشجر والنباتات قبل عام 1402ه. لتنقلب من أرض قاحلة الى مساحة شاسعة خضراء تقدر المساحة الزراعية فيها بحوالي 000. 240 هكتار بالاضافة الى المشاريع والمزارع الفردية المترامية الأطراف حول المنطقة والتي تقدر ب000،120 هكتار. لقد قام خادم الحرمين الشريفين الملك المفدى فهد بن عبد العزيز ليس لطبرجل وحدها بل لكل جزء من هذا الوطن الحديث عطاء ثريا سيطول الحديث عنه ويطول فهو مليء بالشواهد والدلائل المتمثلة بالواقع الحي الذي نعيشه من أمن وسؤدد. فالشكر والثناء لله ثم للمليك لما قدمه طيلة العشرين عاماً الماضية ففي قلوبنا الكثير من الغبطة والسرور لما نراه ونعيشه.. وندعو الله سبحانه وتعالى ان يسبغ على قائد هذه الأمة الصحة والسعادة وأن يثيبه أجر ما قدمه لهذا الوطن والمواطن وللأمتين العربية والاسلامية.