قلما تجد شعباً يتبادل الحب والولاء مع قائده مثلما هو حاصل هنا في المملكة العربية السعودية حيث يتجلى الحب والتلاحم في كل مناسبة وطنية غالية حيث يكون التفاعل في أعلى درجاته والحرص كبيراً وذلك بفضل ما يجده مواطنو هذه البلاد الطاهرة من حرص واهتمام من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز الذي استطاع بحنكته وسياسته الحكيمة أن يخطو بهذه الدولة الفتية خطوات وثابة نحو التقدم والازدهار. ففي عهده الميمون برزت المنجزات الحضارية العملاقة والتي أصبحت مضرباً للمثل لاسيما وأنها أنجزت في فترة وجيزة أوقفت العالم أجمع مبهورين فيما تحقق كونه لم يتحقق في الدول المتقدمة الأخرى إلا بعد صراعات طويلة مع الأزمنة حتى حققوا جزءاً يسيراً مما تحقق في عهد خادم الحرمين الشريفين الذي استطاع أن يجعل دولته في مقدمة الدول الحضارية المتقدمة،ولقد تعدى اهتمامه «حفظه الله» النطاق الداخلي إلى الاسهام المباشر في ايجاد الحلول الناجعة للقضايا العالمية، وكانت خدمة الإسلام والمسلمين هاجسه الأكبر انطلاقاً من مكانة المملكة وريادتها للعالم الإسلامي بحكم مقدساتها وخدمة قادتها وشعبها لضيوف الرحمن. وما انشاء المساجد في كافة أصقاع المعمورة وتوسعة الحرمين الشريفين وانشاء مراكز إسلامية في معظم دول العالم ومطابع لطباعة القرآن الكريم إلا شواهد حية على أعماله الجليلة التي يقوم بها خدمة للإسلام والمسلمين وليكون اختياره للقب خادم الحرمين الشريفين بديلاً لصاحب الجلالة تعبيراً صادقاً عن سعادته «حفظه الله» بخدمة الإسلام والمسلمين. ومنذ أن تولى «حفظه الله» مقاليد الحكم وجل اهتمامه راحة المواطن ورفاهيته وكون المواطن ركيزة أساسية للتنمية، فكان بناء الانسان السعودي يقوم على أساس متين ومستمد من التعاليم الإسلامية السمحة والتسلح بالعلوم النافعة مصحوبة بثقة عالية بالنفس، وهذا الاهتمام لم يصرفه «حفظه الله» عن اهتماماته بجوانب التنمية الأخرى والتي شهدت نهضة حديثة وسارت بتوازن وسرعة تسابق الزمن وشهدنا في عهده الخير الكثير من الانجازات العملاقة بدءاً بالانجازات العلمية من خلال الصروح التي خطط لها منذ أن كان وزيراً للمعارف حتى أصبحت جامعاتنا اليوم محل الفخر والاعتزاز ومروراً بالدعم السخي لقطاعات الزراعة والصناعة حتى حققنا اكتفاءً ذاتياً في معظم السلع الزراعية إلى رقم خيالي في تعداد المصانع الحديثة والذي يقدر بأكثر من ألفي مصنع وانتهاء ببقية جوانب التنمية الأخرى والخدمات. ونحاول اليوم في ملحقنا هذا أن نقدم جزءاً يسيراً من منجزات حكومة خادم الحرمين الشريفين «حفظه الله» في هذه المناسبة العزيزة على نفوسنا جميعاً مدركين بأننا نقوم بجهد المقل بيد أنه سيكون حتماً أفضل من مرور هذه المناسبة دونما اعتراف بالجميل.