قال معالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن العثمان: لقد كان تعيين صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -يحفظه الله- ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء خلفاً للمغفور له بإذن الله صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز -يرحمه الله- أمراً متوقعاً وقراراً حكيماً لم يكن شعب المملكة ينتظر غيره، وهو في الحقيقة استجابة طبيعية لدواعي المصلحة العامة ومصالح الوطن خاصة، وتثبيتاً لركائز الوطن، ودعماً لأوتاد رسوخه بهذه الشخصية القيادية الرائدة التي تُعدّ بيت خبرات ومنجم تجارب في السياسة والقيادة والإصلاح. وتابع معالي الدكتور عبدالله العثمان حديثه قائلاً: إن قافلة الوطن هي بحاجة ماسة إلى شخصية بحجم شخصية الأمير نايف بن عبدالعزيز -يحفظه الله- في حكمته وخبرته وتاريخه السياسي والإداري الحافل بالإنجازات، وحسبنا أنه يمسك بحزم وتميز أحد أهم أجهزة الدولة وهو وزارة الداخلية لمدة قاربت الأربعين عاماً استطاع خلالها أن يحقق قفزات نوعية لهذا الجهاز الحساس، كما تمكن -أيده الله- من القضاء على فِتنٍ هزت الوطن بعنف عواصفها الفكرية والتخريبية، حيث وقف بشجاعة وحكمة وقوة متصدياً لها بثبات، فقضى على الفتنة، وأعاد ترسيخ أوتاد الأمن والطمأنينة محققاً نجاحاً كبيراً على مستوى الإنجاز ومستوى الزمن الذي كسر به توقعات المحللين الغربيين الذين كانوا يؤكدون أن الاضطراب على الصعيد الأمني في المملكة سيطول أمده، ولكن حكمة وشجاعة وإخلاص سمو الأمير نايف -يحفظه الله- قطع دابر الفتنة في وقت قياسي أذهل المحللين، وأبهج أبناء الوطن، فصارت المملكة بجهد قائد جهاز وزارة الداخلية أنموذجاً فريداً في القضاء على القلاقل ومرجعاً ثرياً لاستخلاص التجارب والاستفادة من الخبرات. وأضاف معالي الدكتور عبدالله العثمان: وهذا النجاح الفريد في شخصية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز على المستوى الداخلي يعد شرطاً لنجاح الوطن على المستوى الخارجي، فبدون الأمن وإحكام القبضة على المخربين والمارقين لا يمكن لأي دولة تحقيق أي نجاح خارجي، ولذا فإن هذا الامتزاج بين السياستين الداخلية والخارجية في شخصية سموه الكريم يبعث على الارتياح والتفاؤل في الخطوات التي سيبادر بها في موقعه الجديد سنداً لقائد البلاد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -يحفظه الله- الأمر الذي يؤكد أن اختيار سموه الكريم لهذا المنصب كان الغاية في الحكمة والتوفيق. وفي سياق متصل قال معالي الدكتور عبدالله العثمان: وتتسم شخصية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -يحفظه الله- بامتزاج عدد من الاهتمامات المصاحبة لعمله السياسي والأمني, فله -يحفظه الله- اهتمام بالقضايا الإنسانية يتجلى في دعمه السخي لعدد من الجمعيات الإغاثية والإنسانية وإشرافه المباشر على أعمالها المنتشرة على رقعة عدد كبير من دول العالم, ولذا نال باستحقاق جائزة (الأونوروا) التقديرية لجهود سموه في العمل الإنساني المتمثل في إغاثة الشعب الفلسطيني في غزة, وقبل ذلك كان سموه الكريم قد نال جائزة التميز للأعمال الإنسانية لعام 2009م من الكونجرس الطبي الدولي بأوروبا. وتابع معالي الدكتور العثمان هذا الحديث بقوله: وإضافة إلى هذا الجانب الإنساني المضيء في شخصية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز -يحفظه الله- فإن لسموه أيضاً عناية بارزة بالقضايا المعرفية والتعليمية داخل الوطن وخارجه، وهذه جامعة الملك سعود تقرُّ له بالفضل الكبير في هذا الشأن حيث آمن بطموحات الجامعة فوقف إلى جانبها بصدق يساند ويؤازر، فشملها بأياديه البيضاء بتأسيسه عدداً من كراسي البحث، منها كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري، وكرسي الأمير نايف لدراسات الوحدة الوطنية، وكرسي الأمير نايف للوقاية من المخدرات، ورئاسته الفخرية للجمعية السعودية للإعلام والاتصال بجامعة الملك سعود. وله خارج الجامعة جائزة الأمير نايف للسنة النبوية وعلومها، وكراسي بحثية وبرامج أخرى خارج حدود الوطن، أبرزها كرسي الأمير نايف لتعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية بجامعة موسكو. وهذا التنوع في شخصية سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز يجسد جانباً من جوانب شخصيته الفريدة في التكاتف المعرفي والإنساني مع المؤسسات والجمعيات. وفي ختام حديث معالي الدكتور عبدالله العثمان توجه إلى المولى الكريم يسأله أن يوفق صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز في منصبه الجديد، وأن يعينه ويسدده، ويبارك له في عمره وعمله، وأن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وعلى حكومتنا الرشيدة عزها وتمكينها تحت ظل قائدها الموفق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ورعاه، ومدَّ في عمره، ومتعه بالصحة والعافية.