لم يكن فجر يوم السبت 24-11 كغيره من بقية الأيام، عندما نعى خادم الحرمين الشريفين أخاه وولي عهده وسنده وعضده الأيمن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، بعد أن انتقل سموه إلى جوار ربه، لقد كان خبرا مؤلما وفاجعة وطنية لفقد هذا الرجل العظيم، كيف لا وأبو خالد الرمز الثاني والعضد الأول لقائد مسيرتنا المباركة، إنني بهذه المناسبة الأليمة لا أعزي خادم الحرمين الشريفين فقط، وإنما أعزي نفسي والشعب السعودي فردا فردا، بل وجميع القاطنين على الأرض السعودية من إخواننا الوافدين، فالجميع يحب سلطان ويجله فسموه أهل للمحبة والتبجيل، إن القلوب تعتصر والألم يسكن أفئدة الجميع على هذا المصاب الجلل، ولكن لا نقول إلا كما قال رسولنا الكريم صلوات الله عليه وسلامه (إن العين لتدمع وإنا على فراقك يا سلطان لمحزونون) لقد ارتبط الخير باسم سلطان، وارتسمت البسمة على شفاه سلطان ومحياه المضيء كضياء سريرته النقية، سلطان الخير سلطان العطاء، صاحب الأيادي البيضاء والقلب العطوف واليد الكريمة والنفس السخية، سلطان الذي تغلب على مرضه في أحلك الظروف ليسعد المواطن ببقاء بسمته، كما تعودناها ظاهرة مشرقة، سلطان الخير صاحب القلب الكبير والمجلس المفتوح لكل من قصده، صاحب المبادرات الإنسانية والمواقف الجليلة لأصحاب الحاجات الذين (ينخون) سلطان بن عبدالعزيز، سلطان المسؤول الحكيم والسياسي المحنك والإداري الواعي، الذي ظل خادما لهذا الوطن ومخلصا لأخيه خادم الحرمين الشريفين طوال مسيرة حياته العملية الحافلة بالعطاء والانجاز والإنسانية لأكثر من أربعة عقود، سلطان بن عبد العزيز فقيد الأمتين العربية والإسلامية، فلم يكن سموه يعمل من أجل الوطن فقط وإنما كان عمله شاملا لخدمة القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، بما أوتي سموه من أفق سياسي وبعد نظر وإستراتيجية عليا تتناسب مع شخصية وقدرات سلطان بن عبد العزيز، وكان لوزارة الدفاع والطيران نصيب الأسد من جهد سموه ومتابعته وتطويره لكل ما من شأنه النهوض بالوزارة وأعمالها الوطنية المتعددة، والتي يأتي على رأسها الذود عن تراب هذا الوطن الغالي، سلطان الخير، كان خيره عاما على المستويين الرسمي والشخصي، كان لا يزور مكانا إلا طيبه بروحه وابتسامته وتواضعه، ولا يتصدى لأي قضية أو مهمة وطنية إلا أنجزها بكل اقتدار، سلطان بن عبد العزيز لو رحل عنا بجسده فسيبقى معنا بروحه، وستظل إنجازاته وأعمال سموه الخيرية شاهدة على مسيرته العطرة وصفحته البيضاء، مدونة بماء الذهب في سجل التاريخ الإنساني، فجزاه الله عن الوطن والمواطنين خير الجزاء، وأسبغ على روحه جزيل الرحمات، وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته،(إنا لله وإنا إليه راجعون). [email protected]