والفضلُ مجَّدهُ والجودُ موردُهُ في ذمة الله والغفرانُ موئلهُ وجنة الخلدِ والفردوس موعدُهُ الشعبُ يهتفُ: لا ترحل وتتركنا فأنت بشرٌ إذا ما غبت نفقدُهُ وأنت بردٌ على الرمضاء تطفئها وللهجير ظلالٌ ردَّ موقدُهُ وأنت للبائس المسكين مرحمة ولليتيم ملاذٌ طابَ مرقدُهُ وللقريب سخاءُ الكفِّ تبسطها وللبعيد كريمٌ أمطرت يدُهُ وفي السياسة أنت القائدُ الفطنُ وللمليكِ بجزل الرأي تعضدُهُ سلطانُ يا دمعةٌ رقّت لطالبها يوم الفراق بفجرٍ حلَّ مولدُهُ نعاكَ للناس ديوانٌ شرفتَ به كما شرفنا ببيت عزَّ موجدُهُ حلَّ القضاءُ فلا ردٌّ لحكمتهِ ربٌّ على شدةِ الأقدارِ نحمدُهُ هو العليمُ بأمرٍ ليس ندركهُ وليس للعبدِ علمَ الغيبِ يرصدُهُ سفينةُ الموتِ تمشي لا يُعطّلها أمرٌ كريمٌ ولا دمعٌ نبددُهُ ولا تفرقُ بين الخلق تحملهم كبيرهم أو صغيراً قلَّ مقصدُهُ ورحمة الله فوقَ الناس تغمرُهم والموتُ حقٌّ وكلُّ الخلق تشهدُهُ عضو النادي الأدبي بجدة