ما زال الوسط التشكيلي يتأسى على صفحة تشكيلية حجبت قبل ثلاثة أعوام في صحيفة تعنى بفئة مهمة في المجتمع، تسبب في حجبها أفراد من الساحة التشكيلية لم يتحملوا ما نشر فيها من تحليل لمعرض لهم فيه مشاركة، لامس به المحرر تدني مستوى بعض الأعمال ومنها أعمالهم (دون مساس بأشخاصهم) قراءة شاملة لم يعترض عليها سواهم، فلجؤوا لتقديم شكوى إلى مسؤول في الصحيفة بدافع الأنانية، تضمنت الشكوى عبارات التشكيك بمصداقية المحرر واتهامه بعدائه لهم شخصيا وليس للساحة (كاد المريب)، فأوقفت الصفحة إلى يومنا هذا، تعاطفاً (دون أن يتبين ذلك المسؤول حقيقة من جاءه بالنبأ) ولا مدى خسارة التشكيليين بهذا الإيقاف لصفحة كانت معروفة بنشاطها، إذ كان الأجدى بهم الحفاظ عليها والرد على ما نشر فيها بأسلوب حضاري، بتصحيح الخطأ، أو الإشادة بالصواب، ليستفيد منه التشكيليين، ولجذب المجتمع لمتابعة الحوارات التشكيلية مهما اختلفت فيها الآراء، لكنهم فقدوا بهذا التصرف الكثير من مكاسبهم الإعلامية وثقة من علم بالموقف من جيلهم، وأحدثوا تساؤلات عند الأجيال الجديدة الأكثر حاجة لتلك الصفحة وغيرها لنشر إبداعهم والتعريف بهم، وكأن تلك الأجيال تردد: (وظلم ذوي القربى أشد مضاضةً على المرء من وقع الحسام المهند) فما يكتب يبقى للتاريخ وما يحجب يصبح ظلما في حق الآخرين، خصوصا إذا كان الحجب لصفحة منحت خصيصا للفنون التشكيلية، مع ما سعوا به لحجب صفحات تشكيلية في صحف أخرى فأخفقوا في مسعاهم، وصدموا برفض من المسؤولين فيها حرصا على دعم هذا الفن، ولعدم وجدود أي مبرر لهذا التصرف إلا الخوف من النقد الذي يعري الفاشلين في الساحة التشكيلية ويكشف ضحالة ثقافتهم، ورجعية وتطرف فكرهم، وجهلهم في التعامل مع الإعلام.. أحببنا أن نذكّر بالفارق بين من يبني ومن يهدم، ومن يفقأ عينه بيده.