بعد شهور من الاحتجاجات وإراقة الدماء والدبلوماسية أصبح اليمن منغمسا في صراع بين الرئيس علي عبد الله صالح وخصومه بشكل ربما يؤدي إلى دخول البلاد الفقيرة في حرب أهلية وانهيار اقتصادي. وأسفرت قذائف مورتر عن مقتل اثنين وإصابة ستة في العاصمة اليمنية صنعاء أمس الثلاثاء في تجدد فيما يبدو للقتال بالعاصمة بين القوات الموالية للرئيس علي عبد الله صالح والقوات المنحازة إلى صفوف محتجين مناهضين للحكومة. ومن ناحية أخرى قال مسؤول محلي وسكان إن ضربة جوية للقوات اليمنية في الجنوب أسفرت عن مقتل عشرة متشددين ارهابيين على الأقل في حين قتل ثلاثة آخرون في اشتباك بالإضافة إلى جندي. وقال طبيب إن الضحايا في صنعاء وجميعهم من المدنيين أصابتهم قذيفة مورتر سقطت في سوق بشارع (هائل) في حي تتصارع على السيطرة عليه القوات الحكومية وقوات موالية للواء علي محسن الذي كان حليفا للرئيس صالح وانشق عليه. وسمع سكان في مكان أبعد من شارع هائل تبادلا لإطلاق النار لكن لم يتضح ما إذا كان هذا اشتباكا آخر. ويندلع العنف بشكل متقطع منذ عودة صالح المفاجئة من المملكة العربية السعودية إلى اليمن قبل عشرة أيام.وتصاعدت التوترات في صنعاء الشهر الماضي عندما تحولت الأزمة السياسية إلى مواجهة عسكرية بين أنصار صالح والقوات الموالية لمحسن. وسقط أكثر من مئة قتيل أثناء القتال أغلبهم من المحتجين الذين كانوا في مرمى النيران. وأخفقت حتى الآن الجهود الدبلوماسية لحل هذه الأزمة. ويؤدي هذا التصعيد إلى إذكاء مخاوف دولية من أن تقلص السيطرة الحكومية ربما يساعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على توسيع وجوده في اليمن.