كشف المستشار محمد بشير الخضار، آخر مدعٍ عام عسكري في نظام العقيد الليبي معمر القذافي أن نظام القذافي استعمل القوة ضد سجناء في سجن بوسليم الذي كان يكتظ بالآلاف من سجناء الرأي عام 1996. وقال الخضار في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية بالقاهرة: إن «حوالي 1267 من السجناء استشهدوا ودفنوا في أماكن لا أعرفها، وأنا من كنت أقوم بالتحقيقات في تلك القضية». وقعت مجزرة سجن بوسليم عندما داهمت قوات خاصة في التاسع والعشرين من حزيران/يونيو 1996 سجن بوسليم الواقع في ضواحي العاصمة طرابلس، وأطلقت النار على السجناء بدعوى تمردهم داخل السجن الذي يعد الأكثر تحصينا وحراسة في ليبيا ثم قامت تلك القوات بدفن الجثث في مقابر جماعية متفرقة في ضواحي طرابلس. وروى الخضار أنه كان طالب بإحضار خبراء للبحث عن الجثامين قبل تهديم سجن بوسليم والتفتيش عن الجثث في أرضية السجن طبقا للأساليب العلمية. وأضاف: «آمر فرع مكافحة الإرهاب الذي كان يترأس السجن وهو العقيد عبدالحميد السايح يعرف مكان تلك الجثث». وتابع: «لم أقم بإجراء أي تحقيقات سوى من باب التجربة، أحضرت مجموعة من الشرطة العسكرية والغريب أن أقوالهم كانت متطابقة تمامًا حيث كانت إجاباتهم (كنت موجودا في تلك اللحظة في البهو ثم ذهبت لتسلم الغذاء)، وأردف قائلاً: «على إثر ذلك أغلقت موضوع الاستدعاء واتجهت بنفسي إلى العمل والبحث السري فتحصلت على شهود إثبات وتمت التحقيقات معهم بسرية تامة وسجلت أقوالهم صوتا وصورة وكتابة حيث روى لي الشهود ما حدث بالكامل»، مضيفا: «لم أتوسع معهم في جلسات أخرى خوفًا عليهم». وقال: «شهادات هؤلاء الشهود أكدت وقوع عمليات قتل وإطلاق نار على السجناء من قبل سلطات النظام الليبي وحصرت حوالي 45 اسما تورطوا في الأحداث بشكل أو بآخر وهم من مراكز القوى في ليبيا وتهتز لهم البلاد.